هل تؤخر التطورات الأمنية الأخيرة خروج التحالف الدولي من العراق؟

حسام السبكي

حسام السبكي

رغم تصريحات المسؤولين العراقيين، عن التوصل لاتفاق من المقرر أن تنسحب بموجبه قوات التحالف الدولي من العراق، بعد أكثر من 18 عامًا من الاحتلال، والذي أُسقط على إثره نظام الرئيس العراقي صدام حسين، وتم أيضًا تغيير نظام الحكم بالكامل في العراق، ليكون نظامًا مشابهًا للمحاصصة الطائفية في لبنان.

وبعيدًا عن الجانب السياسي، فالأحداث الأمنية التي شهدها العراق، في الأسابيع والأيام، بل والساعات القليلة الماضية، تشكك في قدرة بلاد الرافدين الحقيقية، على مواجهة التهديدات الفعلية في البلاد، فضلًا عن “شبح داعش”، الذي يعلن عن نفسه بين الحين والآخر، بعمليات وضربات، تتسبب في خسائر بشرية ومادية ليست بالهينة، ما يضع تساؤلًا، هل حانت اللحظة المناسبة للخروج التحالف الدولي من العراق، وهل باتت القوات الأمنية العراقية، قادرة بالفعل على مواجهة مجمل التحديات خلال الفترة المقبلة؟!

استهداف التحالف

19 2021 637512329148085275 808

على الرغم مما يكنه المسلحون والجماعات الإرهابية، من عداء للحكومة العراقية، خاصة بعد دحرهم في السنوات القليلة الماضية، يبقى التحالف الدولي أيضًا في مرمى الاستهداف.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، فبعد مرور الأسبوع الأول من أبريل الجاري، استهدف انفجار عبوة ناسفة رتلاً للدعم اللوجيستي تابع للتحالف الدولي على طريق بابل-الديوانية بمحافظة العراق.

وقال مصدر أمنى، إن العبوة انفجرت في الرتل دون أن تسفر عن خسائر بشرية أو مادية، مشيرا إلى أن استهداف الأرتال يتكرر بشكل يومي.

ويوم الثلاثاء الماضي، ذكرت وسائل إعلام عراقية، أن انفجارًا وقع بعد أن استهدفت عبوة ناسفة رتلا تابعا للتحالف الدولي بمحافظة الأنبار.

وأشارت المعلومات الأولية إلى أن الانفجار لم يسفر عن أي أضرار بشرية أو مادية.

اضطرابات أخرى

lvl220210319095027262

ومن الأنبار أيضًا، أعلنت وزارة الدفاع العراقية يوم الخميس الماضي، عن العثور على مخزن يحتوي علي العتاد والعبوات الناسفة في قضاء الكرمة بمحافظة الأنبار.

وقالت الدفاع في بيان أوردته قناة السومرية الإخبارية، إن “القوات الأمنية نجحت في العثور على مخزن يحتوي علي عتاد وعبوات ناسفة في قضاء الكرمة، كان يستخدمه تنظيم داعش الإرهابي لاستهداف المواطنين”.

وفي اليوم ذاته، لقي 4 أشخاص مصرعهم، وإصابة 20 آخرين في انفجار في مدينة الصدر بالعراق.

وأفادت “سكاي نيوز عربية” إن انفجار سيارة مفخخة بمدينة الصدر شرقي بغداد خلف مقتل 4 أشخاص وإصابة 20 آخرين في حصيلة أولية.

ونقلت وكالة “رويترز” للأنباء عن الشرطة قولها إن السيارة التي انفجرت، كانت مركونة في سوق مزدحم للمعدات المستعملة.

وفي يوم الخميس أيضًا، سقط 12 مصابا إثر وقوع انفجار في منطقة الحبيبية، شرقي العاصمة بغداد.

وأوضح المصدر -وفقًا لقناة “السومرية نيوز” العراقية- أن انفجارًا ضرب منطقة الحبيبية شرقي العاصمة بغداد؛ ما أدى إلى إصابة نحو 12 شخصًا كحصيلة أولية، واحتراق ثلاث سيارات.

وأوضح أن المعلومات الأولية تشير إلى أن سبب الانفجار عبوة لاصقة موضوعة أسفل سيارة مدنية.

20210415224617908

ويوم الأحد قبل الماضي، قتل عاملين اثنين في العراق، جراء انفجار قنبلة من مخلفات تنظيم داعش في مدينة الفلوجة التابعة لمحافظة الأنباء شمال غرب البلاد.

وحسبما نقل موقع “الحرة”، قال مدير شرطة الفلوجة العراقية، العميد جمال الجميلي، إن “العاملين قد لقيا مصرعهما بانفجار عبوة ناسفة من مخلفات التنظيم الإرهابي أثناء عملهما في أحد المنازل في منطقة النعيمية، ما أسفر عن مقتلهما في الحال”.

وأشار الجميلي إلى أن تلك المنطقة كانت قد شهدت معارك كبيرة خلال سيطرة تنظيم داعش، منوهًا إلى أنها تعتبر من “المناطق الخطرة كون التنظيم الإرهابي عمل على تفخيخ وتلغيم العديد من الدور والطرق إبان عمليات تحرير المدن”.

كما أشار المسؤول العراقى إلى صعوبة تأمين المنطقة وإزالة كافة المخلفات في ظل قلة توفير الدعم، الأمر الذي يتطلب إلى وقفة جادة من أجل تأمين كافة المناطق، على حد مطلبه.

استهداف صاروخي أرشيفية

وبعيدًا عن الأهداف المدنية، تعرضت قاعدة بلد الجوية التي تستضيف قوات أمريكية، شمال العاصمة العراقية، بغداد، لقصف صاروخي مساء أمس الأحد، أسفر عن إصابة شخصين على الأقل، بحسب وكالة الأنباء العراقية.

ونقلت الوكالة عن خلية الإعلام الأمني، التابعة للجيش العراقي، قولها إن “استهداف القاعدة عمل إرهابي“.

وأضاف بيان خلية الإعلام الأمني: “في جريمة جديدة يقدم عليها الخارجون عن القانون اليوم باستهداف قاعدة بلد الجوية بواسطة خمسة صواريخ انطلقت من منطقة (دوجمة) التابعة لقضاء الخالص ما أدى إلى إصابة اثنين من منتسبي فوج حراسة وحماية القاعدة”.

وتوعد البيان بـ”رد صارم من قواتنا الأمنية العراقية البطلة التي لن تتوانى في الدفاع عن مقدرات الدولة ومنها هذه القاعدة الجوية التي تضم طائرات القوة الجوية العراقية (F_16) المشهود لها في مقاتلة الإرهاب، وإن ما أقدم عليه هؤلاء يعد عملاً إرهابيا”.

وبالأمس أيضًا، أفاد مصدر في شرطة محافظة نينوى، الأحد، بإصابة 4 عناصر من الجهد الهندسي العسكري بانفجار عبوة في نينوى.

وقال المصدر، أن “عبوة ناسفة انفجرت على أحد أبراج خطوط نقل الطاقة الكهربائية القادمة من سد الموصل باتجاه القيارة“.

وأضاف أن “فريقا من الجهد الهندسي التابع للفرقة 16 في الجيش العراقي توجه إلى موقع الانفجار لصيانة البرج، وعند وصول الفريق انفجرت عبوة ناسفة ثانية عليه”.

وأشار إلى أن “انفجار العبوة الثانية اسفر عن إصابة أربعة عناصر من الجهد الهندسي، احدهم بحالة خطرة جداً”.

تفاؤل عراقي مثير!

مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي
مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي

وعلى الرغم مما ذكرناه، وهذا غيض من فيض التطورات الأمنية السلبية التي يشهدها العراق، تبدي الحكومة العراقية تفاؤلًا بالاستعداد لتحمل كافة المهام والمسؤوليات، نيابة عن التحالف الدولي.

في هذا السياق، قال رئيس الحكومة العراقية القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، الأحد، «لقد نجحنا عبر الحوار البناء الحقيقي والمسؤول في فرض آليات قانونية وزمنية لانسحاب قوات التحالف الدولي، بعد أن أصبحت القوات العراقية أكثر جاهزية لتولي المهام الأمنية في مواجهة فلول داعش وبقاياها».

وأضاف خلال مأدبة إفطار كبرى حضرها عدد من قادة وضباط الأجهزة الأمنية والعسكرية «ما زالت هناك تحديات واحتياجات ستتوفر تدريجيا لنكون أمام جاهزية كاملة لتولي كل المهام»، بحسب “وكالة الأنباء الألمانية”.

وتابع «شكلنا لجنة عسكرية فنية مختصة لتحديد الاحتياجات والضرورات العراقية، وكذلك آليات تسلّم المهام من قوات التحالف الدولي».

الخلاصة

في الختام يبقى السؤال مجددًا، على العراق قادر على تحمل العبء الثقيل، والإرث الكبير، والفراغ الشاسع الذي سيتركه التحالف الدولي، وبمعنى أدق، هل ستهدأ العمليات الأمنية، خاصةً من المعسكر الموالي لإيران، والمُعارض للولايات المتحدة، وخاصة في حقبة ما بعد مقتل قاسم سليماني، وهل ستنخمد جذوة الثأر المُبيت، من الميلشيات المسلحة، على غرار داعش وغيرها من المحسوبين على المكون السُني، والذي لا يدفع ثمنه في كل الأحوال، إلا الأبرياء من العراقيين؟ ربما تحمل الأيام والأشهر والسنوات المقبلة الإجابة الشافية على ذلك.

ربما يعجبك أيضا