إسرائيل تستعد لسيناريوهات التعامل مع النووي الإيراني

يوسف بنده

رؤية

يبدو أن مسألة إصرار واشنطن على رفع أكبر قدر من العقوبات الأمريكية ستكون بمثابة حائط صد لأي عملية تقدم في المفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1 للعودة إلى الإتفاق النووي. فقد أشارت صحيفة “سياست روز” الإيرانية، إلى مسار المفاوضات الجارية في العاصمة النمساوية فيينا ولفتت إلى أن الشروط السابقة التي تقدمت بها طهران لطاولة المفاوضات، وأكدت أنه ووفق هذه الشروط يمكن القول إن المفاوضات لم تحمل “أي جديد” بعد، وإن تصريحات المسؤولين الإيرانيين في هذا الصدد ليست في محلها، مشيرة إلى تصريح للرئيس الأمريكي ذكر أنه يريد العودة إلى الاتفاق النووي دون تقديم “تنازلات أساسية”.

كما قالت الصحيفة إن طريقة إعلان تفاصيل هذه المفاوضات والغموض الذي يشوب التصريحات والقول بحدوث تقدم في المفاوضات كله يأتي للاستهلاك الداخلي وتحديدًا لغايات وأهداف انتخابية.

ومن جاني آخر، نقلت صحيفة الجريدة الكويتية، نقلًا عن نائب إيراني عضو في لجنة السياسة الخارجية بمجلس الشورى (البرلمان)، أن محادثات فيينا حول إحياء الاتفاق النووي وصلت إلى حائط مسدود، بعد أن قدمت إيران، أمس الأول، مسودة اقتراح لرفع 1500 عقوبة تتناقض مع الاتفاق النووي، من أجل أن تعود طهران إلى التزامات تراجعت عنها في الاتفاق.

وقال النائب، الذي رفض ذكر اسمه، إن واشنطن رفضت، بشكل شبه فوري، رفع أكثر من ٨٥% من اللائحة التي قدمتها طهران، مضيفاً أن هذا الأمر قد ينسف المسار التفاوضي بأكمله، خاصة أن من بين العقوبات المرفوضة عقوبات مصرفية وتجارية تعتبر طهران رفعها حيوياً جداً لإنقاذ اقتصادها.

ونشرت الصحيفة أن الوفد الإيراني رفض مقترحاً لتجزئة العقوبات وتصنيفها إلى ثلاثة أقسام: عقوبات يمكن رفعها، وأخرى قابلة للتفاوض، وأخيرة غير قابلة للرفع حالياً.

اصرار أمريكي على الإتفاق

قال مسؤولون استخباراتيون إسرائيليون حضروا اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، أمس الأحد، إن التقارير والتقييمات المقدمة في الاجتماع تشير إلى أن محادثات فيينا ستؤدي إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران.

ووفقًا لـموقع “أكسيوس” الأمريكي، قال اثنان من مسؤولي المخابرات الحاضرين في اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي إن كبار مسؤولي المخابرات العسكرية، وكذلك الموساد، قالوا في اجتماع يوم الأحد لمجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي إن تقييماتهم أظهرت أن محادثات فيينا ستؤدي إلى عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي لعام 2015.

وكانت القناة 13 الإسرائيلية قد أفادت، يوم الجمعة، أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، ورئيس الموساد يوسي كوهين، سيحضران اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي أمس الأحد لمناقشة ما إذا كان ينبغي تنفيذ المزيد من الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية أم التزام الهدوء.

وبعد اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي أمس الأحد، أفاد موقع “أكسيوس” أن مسؤولي الموساد تحدثوا في الاجتماع بشكل رئيسي عن الوضع الحالي للبرنامج النووي الإيراني، وعلق مسؤولو المخابرات العسكرية الإسرائيلية على تصرفات إيران في المنطقة.

كما قدمت وكالتا المخابرات الإسرائيليتان (الموساد والاستخبارات العسكرية)، في هذا الاجتماع، تقييمات مماثلة لمحادثات فيينا ونتائجها المحتملة.

وصرّح مسؤول استخبارات إسرائيلي حضر اجتماع مجلس الوزراء الأمني لـ”أكسيوس” بقوله: “لن نتفاجأ بالاتفاق بين إيران والولايات المتحدة في الأسابيع القليلة المقبلة”.

وشدد على أنه لم يتم اتخاذ أي قرار سياسي جديد في اجتماع مجلس الوزراء الأمني يوم الأحد، وأن إسرائيل ستواصل المحادثات مع إدارة بايدن بشأن المحادثات الأميركية الإيرانية مع إيران.

كما نقل “أكسيوس” عن مسؤولِين إسرائيليين أنه في الأسبوعين المقبلين، سيسافر مستشار الأمن القومي، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي ورئيس الاستخبارات العسكرية، وكذلك رئيس الموساد، إلى واشنطن لمناقشة موضوع إيران مع نظرائهم الأميركيين.

في الوقت نفسه، قال مسؤول إسرائيلي للقناة 12 الإسرائيلية إن إيران شعرت أن الولايات المتحدة تريد اتفاقًا بأي ثمن، وإن النتيجة كانت واضحة منذ البداية؛ أن البلدين سيعودان إلى اتفاق من خلال إجراء بعض التعديلات على الاتفاق النووي.

وأضاف هذا المسؤول أن مثل هذا الاتفاق من شأنه أن يقيد حرية إسرائيل في العمل على المدى الطويل، وهو أمر “مقلق للغاية”.

سيناريوهات إسرائيل

أجرت شبكة «سي إن بي سي» الإخبارية الأميركية، حواراً مع رئيس الاستخبارات الإسرائيلي السابق الجنرال عاموس يادلين، وهو كان أحد الطيارين الذين شاركوا في عملية «الأوبرا» لقصف المفاعل النووي العراقي، قارن خلاله بين تدمير المفاعل العراقي ونظيره الإيراني.

وحسب تقرير نشرته صحيفة الجريدة الكويتية، فقد تحدث يادلين عن 5 سيناريوهات أمام إسرائيل للعمل على وقف نووي إيران، «بصرف النظر عن المحادثات التي تجري في فيينا»، هي:-

أولاً: الدفع باتجاه اتفاقية أقوى بين إيران وأميركا وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا.

ثانياً: التأكيد لإيران بأن التكلفة باهظة، من حيث العقوبات والدبلوماسية، للاستمرار في المسار الحالي.

الثالث: ما يُعرف في إسرائيل باسم «الاستراتيجية ج»، وتعني استخدام الهجمات والأعمال السرية والهجمات الإلكترونية، وهي استراتيجية عسكرية، تقوم، في الأساس، على تجربة كل شيء ما عدا الحرب.

رابعاً: قصف البرنامج النووي الإيراني.

خامساً: الضغط من أجل تغيير النظام في إيران، والأخير هو الاستراتيجية الأكثر صعوبة.

ربما يعجبك أيضا