الصفقة العسكرية.. دعم للاقتصاد الإسرائيلي أم تعزيز للدفاعات اليونانية؟

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

بقيمة تتجاوز المليار وستمئة مليون دولار أمريكي، أعلنت وزارة الجيش الإسرائيلي توقيع أكبر صفقة دفاعية بين إسرائيل واليونان.

أكبر اتفاقية مشتريات دفاعية  

وبحسب وسائل الإعلام العبرية، تمثل الصفقة الموقعة بين أثينا وتل أبيب أكبر اتفاقية مشتريات دفاعية بين البلدين حتى الآن، والتي بموجبها ستقوم شركة «إلبيت سيستمز»، بتشغيل مركز تدريب للقوات الجوية اليونانية على مدار 22 عاما بحسب صحيفة «جروزاليم بوست».

وقالت إلبيت إنها ستزود اليونان بطائرات تدريب جديدة من طراز إم-346 وستتولى صيانة أسطول التدريب الكامل للقوات الجوية اليونانية والذي يضم عشرات الطائرات من طراز إم-346 وتي-6 لمدة 20 عاما تقريبا.

مواجهة التحديات المشتركة

خطوة تأتي بعد محادثات ولقاءات، بهدف تعزيز العلاقات بين الجانبين في مواجهة التحديات المشتركة وعلى رأسها الإجراءات غير القانونية من جانب تركيا بحسب تصريحات سابقة لوزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس.

وكان نيكوس ديندياس، قال خلال تصريحات مشتركة مع نظيريه القبرصي نيكوس كريستودوليدس، والإسرائيلي جابي أشكنازي، إن العلاقات اليونانية القبرصية الإسرائيلية ضمان للأمن في المنطقة.

في المقابل، قال وزير الجيش الإسرائيلي بيني جانتس، أنا على يقين من أن هذا البرنامج سيرفع القدرات ويعزز اقتصاد إسرائيل واليونان، وبالتالي فإن الشراكة بين بلدينا سوف تتعمق على المستويات الدفاعية والاقتصادية والسياسية.

دعم للاقتصاد الإسرائيلي والدفاعات اليونانية

وعملت اليونان أخيرا على تعزيز قواتها الدفاعية والعسكرية، حيث عقدت صفقة مع فرنسا شملت شراء 18 طائرة مقاتلة من طراز رافال بقيمة تصل إلى 3 مليارات دولار.

ويرى الخبراء أن هذه الصفقة الدفاعية بين إسرائيل واليونان، تأتي في إطار دعم للاقتصاد الإسرائيلي في الأساس من ناحية، وكذلك لدعم الدفاعات الجوية اليونانية من ناحية أخرى، فهي تأتي كجزء من الخطوات التي قامت بها اليونان في السنة الأخيرة، وهي التحديثات العسكرية ومضاعفة خمس أضعاف ميزانية الدفاع والتي شملت اتفاقيات مع دول أخرى مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال في مواجهة التحركات التركية.

وقال الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور أيمن سمير: إن “اليونان كانت محبطة من عدم تزويدها بما تحتاجه من أسلحة ودعم من حلف الناتو، لذلك لم يكن أمام أثينا غير التوجه إلى تل أبيب للحصول على السلاح والتدريب، لأن إسرائيل تملك خبرة كبيرة ومعلومات عن التسليح التركي، وبالتالي فإن هذا الاتفاق سيدعم اليونان بشكل كبير جدا في منطقة شرق المتوسط”.

التصعيد في بحر إيجه

وكانت وزارة الهجرة اليونانية قد اتهمت تركيا في بداية أبريل الحالي بمحاولة التسبب بـ”تصعيد” في بحر إيجه من خلال القيام “بمناورات خطيرة”، وعبر تشجيع مهاجرين على التوجه إلى اليونان، بوابة العبور الرئيسية إلى الاتحاد الأوروبي.

وقالت الوزارة في بيان إن “خفر السواحل اليوناني أبلغ عن عدة حوادث رافق فيها خفر السواحل والبحرية التركية قوارب هشة للمهاجرين إلى الحدود الأوروبية، في محاولة للتسبب بتصعيد مع اليونان”.

تمدد إسرائيلي في ملف الغاز

كما يرى الخبراء أن الصفقة الإسرائيلية اليونانية، تأتي في إطار محاولات إسرائيل المستمرة لضبط موقعها على خريطة الطاقة في شرق المتوسط، فهي تحمل في ظاهرة نوع من التعاون العسكري، لكنها في الأساس نوع من التمدد الإسرائيلي في ملف الغاز بشكل كبير، خاصة في ظل الحلحلة في العلاقات الإسرائيلية التركية والإسرائيلية اليونانية.  

ويؤكد المحلل السياسي، مناف كيلاني  في تصريحات لـ «سبوتنيك» أن الاتفاق الذي تم توقيعه بين إسرائيل واليونان كان قد أعلن عنه من قبل وأنه ليس بجديد، وبالتالي فإن ما حدث هو مجرد عملية إعلامية تجارية”.

ربما يعجبك أيضا