مخاوف أوكرانية متصاعدة من الحشود الروسية.. وجهود «وساطة» أخيرة

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

“ملايين الأرواح على المحك”

هكذا خاطب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مع استمرار تدفق الحشود الروسية على الحدود الروسية الأوكرانية وفي شبه جزيرة القرم، أمام أنظار كاميرات العالم تشحن آلاف الآليات العسكرية والمدرعات والدبابات والمجنزرات الروسية عبر قطارات حربية، ويبدو أن زيلينسكي أيقن أن التهديد الروسي بشن هجوم وشيك على الداخل الأوكراني وتدميره كما هدد وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف، هو ما تنوي روسيا فعله في أي مواجهة عسكرية قادمة، وهذا ما جعل الرئيس الأوكراني يدعو بوتين للقاء.

وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، قال إن روسيا سيكون لها قريباً ما يزيد على 120 ألفاً من القوات على حدود أوكرانيا، ودعا إلى عقوبات اقتصادية غربية جديدة لردع موسكو عن المزيد من التصعيد، وتابع: “هذا لا يعني أنهم سيتوقفون عن حشد قواتهم عند هذا الرقم”، وحذر مما وصفه بأنه عدم القدرة على التنبؤ بخطوات موسكو وذكر أن أوكرانيا لا تريد الدخول في صراع مع روسيا، من جهتها اتهمت موسكو، الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي “بالنشاط الاستفزازي” في المياه والمجال الجوي للبحر الأسود.

ورغم كل هذا التوتر والحشود، أعلنت أوكرانيا أن “تقدما كبيرا” أُحرز في المفاوضات الرامية إلى استئناف الهدنة مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أراضيها حيث تتصاعد الاشتباكات وسط توتر مع موسكو، ويأتي الاجتماع “الطارئ” الذي عقد اليوم الثلاثاء وحضره ممثلون لأوكرانيا وروسيا والانفصاليين بوساطة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، عقب محادثات عبر الإنترنت بين مستشارين لرؤساء أوكرانيا وروسيا وألمانيا وروسيا.

لعب بالأعصاب

أما موسكو فتدعي أن حشدها العرمرم هو مجرد تدريب عسكري مفاجئ مدته ثلاثة أسابيع لاختبار الجاهزية رداً على ما أسمته “السلوك التهديدي” من الناتو، وقالت إنها تهدف إلى ضمان الأمن ردا على حشد الناتو بالقرب من الحدود الروسية.

في سياق متصل، أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن عملية زيادة القدرات القتالية للقوات الروسية جنوب روسيا تجري ردا على محاولات الناتو عرقلة بسط الاستقرار في جنوب القوقاز والشرق الأوسط، وقال:”تجبرنا محاولات حلف شمال الأطلسي عرقلة بسط الاستقرار هناك على اتخاذ إجراءات متكافئة للردع الاستراتيجي وزيادة القدرات القتالية لقوات المنطقة العسكرية الجنوبية”، كما شدد شويغو على أن “الأوضاع في الاتجاه الجنوبي الغربي الاستراتيجي لا تزال صعبة بسبب محاولات بعض الدول زيادة الوجود العسكري عند حدود روسيا”، كما كشف عن نقل عدة أفواج عسكرية تابعة للجيش الروسي إلى الحدود الغربية لمواجهة تهديدات “الناتو” الأخيرة، وقال: “تم بنجاح نقل جيشين وثلاث وحدات من قوات الإنزال الخاصة إلى الحدود الروسية الغربية في مناطق التدريب العسكري خلال ثلاثة أسابيع”، كما تم نقل قطع بحرية من بحر قزوين إلى البحر الأسود، حيث عبرت 15 سفينة حربية وسفينة مساندة تنتقل من بحر قزوين إلى البحر الأسود عبر قناة طولها أكثر من 100 كيلومتر تربط نهر الفولغا بنهر الدون، أيضا صرح شويغو، أن الأسطول الشمالي قادر على مواجهة التحديات والتهديدات الحالية لروسيا في القطب الشمالي بشكل فعال، وكان وزير الخارجية الروسي هدد قبل أيام قائلا: “إن محاولة بدء حرب جديدة في دونباس قد تؤدي إلى تدمير أوكرانيا”، ودخلت واشنطن سريعا على الخط وحذرت روسيا من “ترهيب” أوكرانيا.

مخاوف أوكرانية

وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أكد أن بلاده تتوقع أي شيء من القيادة الروسية، مؤكدا أنه لا يمكن استبعاد سيناريو “عدوان” روسي، كما طلب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينكسي، من أوروبا دعما أكبر لبلاده في مواجهة روسيا، بما في ذلك السماح لها بالانضمام لحلف شمال الأطلسي، كما أعلن الجيش الأوكراني أنه بصدد تنظيم مناورات عسكرية مشتركة مع قوات حلف شمال الأطلسي “الناتو”، أما الاستخبارات الأوكرانية فأكدت في الأيام الماضية أن الجيش الروسي يخطط هذه المرة للتوغل في عمق الأراضي الأوكرانية وليس عن طريق المليشيات الموالية له في شرق أوكرانيا، كما أكدت أن روسيا ستدعي حينها أنها تدافع عن الروس في أوكرانيا وأن أوكرانيا هاجمت أولاً”، فيما أعلنت الدولة الأوكرانية أنها تلقت ضمانات من الولايات المتحدة لتقديم الدعم في أي حرب مع روسيا.

الموقف الغربي

وتشعر الولايات المتحدة والناتو بالقلق من الحشد الكبير للقوات الروسية بالقرب من أوكرانيا وشبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها موسكو في 2014، ويقول دبلوماسيون غربيون إن تركيز القوات الآن أكبر مما كان عليه خلال الضم. ويتجاوز رقم الـ150 ألفا الذي ذكره وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا تقديرات سابقة لأوكرانيا بنشر 80 ألفاً من القوات الروسية 50 ألفاً منها ضمن انتشار جديد، وفي سياق متصل، أعلن سفير الولايات المتحدة لدى روسيا، جون ساليفان، أنه يعتزم خلال هذا الأسبوع المغادرة إلى واشنطن للتشاور، مشيرا إلى أنه يعتزم العودة إلى موسكو في غضون أسابيع قليلة.

ربما يعجبك أيضا