«الطاووس» يثير ضجة في مصر.. هل سيتم إيقافه؟

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

منذ عرض الحلقة الأولى أو ربما منذ الإعلان التشويقي، يواجه مسلسل «الطاوووس» الكثير من الأزمات، إذ أشعل مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، نظرًا لتشابه أحداثه مع حادث واقعي لاغتصاب فتاة خلال حفل خاص بفندق بالقاهرة والتي عرفت باسم قضية «فيرمونت»، والتي لا زالت قيد التحقيقات.

لكن الأمر زاد اشتعالًا مؤخرًا، بعد قرار المجلس الأعلى للإعلام بالتحقيقات العاجلة مع صناع العمل والقنوات التي تعرضه، إثر تلقي شكاوى عديدة، حول استخدام لغة لا تتفق مع التعليمات والمبادئ التي أصدرها المجلس.

وبين داعم وخاذل، تعالت الأصوات وتسارعت الوسوم على تويتر، كما انقسم الفنانين أيضًا، فهناك من يدعو لوقف عرض المسلسل لانتهاكه قيم المجتمع وآخر يدافع عن العمل الدرامي، فيما ينفي أبطاله علاقته بقضية «فيرمونت» خاصة أن النيابة المصرية قد سبق وحظرت النشر فيها أو تناول تفاصيلها، فما القصة؟

أمنية

يروي مسلسل «الطاووس» قصة «أمنية» الفتاة البسيطة التي ذهبت للعمل في إحدى القرى السياحية، من أجل إعالة عائلتها، وتعرضت لاغتصاب جماعي على يد 3 شبّان، تحت تأثير مادة مخدرة، وتم تصوير عملية الاغتصاب، بالفيديو، الذي سرعان ما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصلت القضية إلى محامي التعويضات كمال الأسطول، الذي تبنى القضية وبدأ يتعرض للمتاعب بسببها.

والمسلسل من تأليف: كريم الدليل بإشراف محمد ناير، وإخراج رؤوف عبدالعزيز، وبطولة جمال سليمان، سميحة أيوب، سهر الصايغ، هبة عبدالغني، فرح الزاهد، يوسف الأسدي وممثلين آخرين.

البرومو وصورة ابنة العمروسي

واجه المسلسل حملة غاضبة مع طرح الإعلان التشويقي طالبت بوقف عرضه ومحاكمة صناعه، بزعم استغلال مأساة «فتاة فيرمونت» ابنة الفنانة نهى العمروسي والتي ورد اسمها في القضية، ما دفع العمروسي لإصدار بيان تطالب فيه بوقف عرض المسلسل وعدم ربط أحداثه بما تعرضت له ابنتها.

كما انتقدت العمروسي استخدام صورة ابنتها كدعاية للمسلسل، مؤكدة هي والمحامي طارق العوضي، ملاحقة كل من أقدم على تلك الفعله وسنواجه استخدام أجساد النساء وسمعتهم وانتهاك حياتهم الخاصة بكل الطرق المشروعة التي كفلها الدستور والقانون.

قرار المجلس الأعلى للإعلام

أما الأزمة الثانية التي لم يمر عليها ساعات وهي قرار المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بالتحقيق فورًا مع المسؤولين عن إنتاج مسلسل «الطاووس»، ومسؤولي القنوات التي تقوم بعرضه، بعد أن تلقى شكاوى عديدة، حول استخدام لغة لا تتفق مع القواعد التي أصدرها المجلس.

كما أكد المجلس على ضرورة إعلاء القيم وعدم المساس بالأسر المصرية أو الحط من شأنها، أو إظهارها في صورة تسيء إليها، مشيرًا إلى أنه ينحاز إلى حرية الفن، وإطلاق طاقات الإبداع والتفرد والقيم الجمالية، ولا يضع قيوداً من أي نوع على تلك المعاني النبيلة، لكنه يعمل في نفس الوقت على تنقية الأجواء ومنع الصور التي تسيء للفن المصري الأصيل.

حالة جدل

الكاتب عمر طاهر غرد معلقا على قرار «الأعلى للإعلام» قائلا: مبروك لأسرة مسلسل الطاووس الدعاية الضخمة المجانية (الرسمية).. دعاية تخدم المسلسل والقضية، منبها إلى الحالة التي خلقها قرار التحقيق مع صناع المسلسل والتي انعكست بالتأكيد على وسائل التواصل الاجتماعي، فبين «ادعم مسلسل الطاووس» و«مسلسل الطاووس ضد القيم» تصدرت هاشتاجي المسلسل على «تويتر»، لتحوي تعليقات متنوعة، بعد قرار المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.

فيما نوه الناقد الفني طارق الشناوي، أن هناك فارقا كبيرا بين الإحالة للتحقيق وبين إيقاف عرض المسلسل.

وأضاف: لا توجد مشكلة باستمرار عرض المسلسل، ولكن مع تصنيفه لفئة عمرية أعلى، مثل « +18»، وتابع: مسألة إصدار قرار التحقيق  من المجلس ليست الأولى، فمنذ تاريخ إنشاء المجلس عام 2016، توجد أمور شبيهه، وفقا لموقع سكاي نيوز عربية.

وأشار إلى أن التحقيق ما هو إلا وجهات نظر أعضاء اللجنة، ولو كنت عضوا فيها لكنت صنفت العمل لأقصي فئة عمرية ممكنه فقط، والتحقيق لا يعني الإدانة، ومن حق طاقم العمل الدفاع عن أنفسهم في التحقيق وتوضيح سبب استخدام تلك الألفاظ وتقديم مبرراتها.

إلى ذلك، قالت الناقدة الفنية ماجدة خير الله: «شاهدت جميع الحلقات التي تم عرضها من المسلسل حتى الآن، ولم أجد فيه أي مشهد يخدش الحياء أو لا يناسب الأسرة المصرية كما يزعمون».

وأشادت بأداء الفنانة سهر الصايغ ووصفتها بالموهوبة، قائلة: «جعلتنا نتوحد مع إحساسها وآلامها ونشعر بما مرت به من غدر واغتصاب جماعي، بأداء متميز لا يحمل أي قدر من الابتذال».

وأكدت: أن المسلسل ورغم أنه لا يناقش قضية هذه الفتاة تحديدا، فإن عرضه يمكن أن يفيد في جعل الناس تتعاطف مع الفتاة ضحية الفيرمومنت، معبرة عن أملها في ألا تنتهي الأحداث نهاية تقليدية «بانتصار النفوذ كما يحدث في كثير من المسلسلات، وأن ينجح في إبراز دور الأب الفاسد الذي يحمي ابنه والأم التي تسلط الإعلام وتوجهه لمصلحتها ومصلحة ابنها ضد الفتاة الضحية، التي تريد الانتصار لشرفها وكرامتها».

ولفتت ماجدة خير الله أن المجلس لم يملك سلطة الإيقاف لأن بذلك يتخطى على دور الرقابة والتي أجازت بعرضه.

66

دفاع مشروع

بدوره، دافع رؤوف عبد العزيز مخرج مسلسل «الطاووس» عن عمله، نافيا صحة ما تردد عن إسقاط المسلسل على قضية شهيرة في أحد الفنادق، موضحا أن هذا غير صحيح، مضيفا أن المسلسل يتناول كافة قضايا المجتمع والتي منها التحرش والاغتصاب والعنف ضد المرأة، وأن هذه القضايا ليست بجديدة في الدراما المصرية، لافتا أن المسلسل يناقش أيضا تغلغل للسوشيال ميديا في المجتمع.

ومن جانبها، أكدت الفنانة رانيا محمود ياسين، وهي واحدة من أبطال المسلسل، أن العمل ليس له علاقة بقضية فيرمونت أو بأي  قضية منظورة أمام القضاء، لأنه يناقش قضية الاغتصاب، والشباب الذي يعتقد أنه بفكره الطاووسي «المتكبر» يمكنه تدمير فتاة تحاول الحصول على رزقها والسيطرة عليها، ونحن لا نناقش قضايا منظورة أمام المحاكم، وإن كان المسلسل قد تناول قضية تشبه بعض القضايا المطروحة حاليا فهذا ليس لنا علاقة به، فنحن نركز على قضايا المرأة ونقدم عملا دراميا ومسلسلا اجتماعيا ليس له علاقة بأي أحد ولا يمس أي أشخاص أو قضايا بعينها.

على صعيد آخر، ردت العمروسي على اتهامات البعض بأنها تسعى لإيقاف العمل وأنها السبب وراء تلك الأزمة، قائلة: «في ناس كتير معتقدة إن أنا والأستاذ طارق العوضي وراء محاولات وقف عرض مسلسل “الطاووس” و ده مش حقيقي بالمرة، إحنا كان كل اعتراضنا على (الدعاية)، واستخدام صورة بنتي “نازلي” على بوسترز دعاية المسلسل على بعض صفحات السوشيال ميديا، لكن إحنا مع حرية الإبداع ومواقفنا ثابتة ولا يمكن أن نسعى لوقف أي عمل فني، أنا بحترم مهنتي وبحترم زملائي ومجهودهم وأفكارهم حتى لو اختلفت معاها.

انقسام بين الفنانين

وبادر عدد من الفنانين بإعلان تضامنهم مع «الطاووس» فيما فضل آخرون التزام الصمت، وكانت من أوائل النجوم الذين عبروا عن دعمهم الكامل للمسلسل، الفنانة منى زكي، إذ كتبت على صفحتها بتطبيق «إنستجرام»: «أدعم مسلسل الطاووس».

كما دعم الفنان هشام ماجد صناع المسلسل، وهو نفس ما فعله الفنان خالد سرحان عبر حسابة الرسمي في فيسبوك بنشر (هاشتاج) «أنا أدعم مسلسل الطاووس»، إضافة إلى المخرج ماندو العدل، والفنان الشاب كريم محجوب.

أما الفنان صلاح عبد الله، فأكد أنه على الرغم من عدم مشاهدته للحلقة المثيرة للجدل، فإنه يدعم القضية التي يتناولها العمل الفني، وكتب: «ويهمني أعرف مين وليه بيدعمه، ومين وليه مابيدعموش؟!».

ربما يعجبك أيضا