أكبر قصة احتيال بتاريخ تركيا.. هروب رئيس منصة رقمية بملياري دولار

كتب – حسام عيد

ذعر وجدل كبير تشهده الأوساط الداخلية في تركيا، بعد إغلاق منصة تداول العملات الرقمية التركية (Thodex) على شبكة الإنترنت، وما رافق ذلك من تقارير إعلامية تحدثت عن “هروب” مدير المنصة، فاروق فاتح أوزور خارج البلاد، منذ يوم الثلاثاء الموافق 20 أبريل 2021.

وتحولت التطورات المذكورة في الساعات الماضية إلى الحديث الأبرز عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام على اختلافها، وبينما يتحدث البعض عن “أكبر قصة احتيال في تاريخ الجمهورية”، ينتظر آخرون ما ستؤول إليه الأيام المقبلة، وخلاصة التحقيقات التي فتحتها السلطات التركية.

القصة الكاملة

أكدت وسائل إعلام تركية أن مؤسس بورصة العملات المشفرة التركية Thodex، فاروق فاتح أوزر، فر من تركيا بمبلغ ملياري دولار، تاركًا خلفه حوالي 391 ألف شخص استثمروا في البورصة.

لبلبلبلب
صورة لمؤسس شركة Thodex فاروق فاتح أوزير قيل إنها التقطت له في مطار اسطنبول

وقالت وسائل إعلام إن أوزر غادر البلاد عبر مطار إسطنبول حوالي الساعة 6 مساءً في 20 أبريل، وقام المؤسس على التوالي بإلغاء حساباته على إنستجرام وتويتر، وأشارت بعض الأنباء إلى أنه غادر إسطنبول إلى تيرانا عاصمة ألبانيا، فيما ذكرت أنباء أخرى أنه غادر إلى تايلاند.

وبعد فضيحة فراره داهمت الشرطة المقر الرئيسي لشركة Thodex، وبدأت تحقيقًا رسميًا مع الشركة بشأن تشكيل منظمة إجرامية والاحتيال المنظم، حيث يُعتقد أن أوزر قد سرق حوالي 391 ألفا من متداولي البورصة.

وأثارت Thodex الغضب لإيقاف التداول فجأة، يوم الثلاثاء الماضي، بسبب صفقة شراكة غير معلومة، ما أثار شكاوى المستخدمين الذين لا يستطيعون الوصول إلى أصولهم الرقمية.

وكان الرئيس التنفيذي لشركة Thodex قد قال في بيان على موقع الشركة الإلكتروني إن الشركة لم تتمكن من مواصلة العمليات التجارية بعد أن فشل فاروق فاتح أوزير في نقل “أسهمه إلى مستثمر آخر”، وألقى باللوم في المشاكل المالية للبورصة على “حادثة قرصنة” قال إنها حدثت قبل سنوات. وأضاف إن عدد الأشخاص الذين لديهم استثمارات في البورصة يبلغ 30 ألفاً.

وقالت الشركة، التي تعمل منذ عام 2017، في البيان، إنها قررت السماح للاستثمار الخارجي لخدمة العملاء بشكل أفضل، ستظل الخدمات مغلقة لمدة خمسة أيام عمل تقريباً أثناء اكتمال نقل الأسهم، لكن لا داعي للقلق بشأن استثماراتهم.

وأضافت في بيانها أن “البنوك وشركات التمويل ذات الشهرة العالمية والتي سنكشف عن اسمها عند اكتمال الشراكة تقدم لنا الاستثمار والشراكة لبعض الوقت”.

وقالت الشركة أيضاً إن “المعلومات السلبية عنها غير صحيحة، وأنه لا يوجد شيء يجب أن يقلق المستخدمون بشأنه”.

وعقب انتشار أنباء فرار أوزر أطلق مكتب المدعي العام في إسطنبول تحقيقاً بهذا الشأن، ودعا موظفي الشركة للإدلاء بشهاداتهم، بينما قدم المحامي عبد الله أسامه جيران، شكوى جنائية ضد فاتح فاروق أوزر، مؤسس المنصة ومديرها التنفيذي، بدعوى “الاحتيال المنظم”.

thumbs b c 1b28c731f66e3df7c121bb06eb3e0c7e

وأكد جيران أن المنصة تضم 400 ألف عضو، بينهم 390 ألفًا ينشطون في التداول، مشيرا إلى أن المنصة قريبة من عمليات السحب حاليًا.

كجزء من الشكوى، تمت المطالبة بالاستيلاء على جميع أصول المنصة، بما في ذلك السيارات والحسابات المصرفية والممتلكات والأسهم.

ونقلت وكالة “بلومبيرج” الأمريكية عن أوغوز إيفرين كيليك الذي يمثل عددًا من المستخدمين، قوله إن إغلاق هذه المنصة، رغم أنها ليست أكبر بورصة تركية للعملات الرقمية، حوّل أصول حوالي 390 ألف مستخدم إلى أصول “غير قابلة للاسترداد”.

ما هي بورصة Thodex.. ولماذا الذعر؟!

و”Thodex” هي بورصة للعملات الرقمية، تأسست في عام 2017، ومقرها في تركيا. ومنذ تلك الفترة عوملت بموجب ترخيص “FinCen MSB” في الولايات المتحدة، وكانت مفتوحة للمستخدمين في أنحاء العالم كافة. 

Ezj4DniXsAM9vJU

لم يرتبط ذعر وتخوف المستثمرين بإغلاق موقع المنصة فقط، بل بإغلاق مديرها فاورق فاتح حساباته على موقع التواصل “تويتر” و”إنستغرام”، منذ يوم 20 من أبريل الحالي.

والأهم من ذلك هي التقارير الإعلامية، وفي مقدمتها تقرير موقع “هبر تورك”، والتي تحدثت عن سفر فاتح أوزور خارج البلاد منذ يومين إلى جهة غير معلومة، وهو الأمر الذي تم ربطه باختفاء ما قيمته 2 مليار دولار من العملة الرقمية، من 391 ألف حساب على المنصة.

وذكر موقع “هبر تورك” نقلا عن محامي المستثمرين في المنصة، أوغوز إيفرين كيليك، قوله: “ربما ذهب فاتح أوزو إلى تايلاند”، مضيفا: thodex واجهت مشكلة في تحويل الأموال لبضعة أيام، وتم إغلاق موقعها مؤخرا، وهنا بدأ الذعر بين المستثمرين”.

وتابع المحامي في تغريدة له منذ ساعات عبر “تويتر”: “من الآن فصاعدا تبدأ عملية صعبة جدا وطويلة.. الله يعطي الصبر للجميع”، مشيرا إلى أن بعض المستثمرين بدأوا برفع شكاوى جنائية إلى النيابة العامة في المحافظات التي يتواجدون فيها.

بيان غير مقنع

في المقابل أصدرت منصة “Thodex” بيانًا، أمس الأربعاء، جاء فيه: “نود أن نعلمكم أن الأخبار السلبية لا تعكس الحقيقة، وأن شركتنا تواصل أنشطتها بشكل أقوى، وأنه لا يوجد موقف يدعو للقلق بشأن وجود مستخدمينا. نحن نعمل مع شركاء أقوى لمواصلة خدمتك مع بنيتنا التحتية الآمنة”.

لم يقنع بيان منصة العملات الرقمية المستثمرين الأتراك، وهو ما بدا عبر تفاعلهم في موقع التواصل “تويتر”.

وحسب ما رصد موقع الحرة فقد تصدر ترند باسم “Thodex”، وأجمع غالبية المشاركين فيه على أن ما حصل يعتبر “قضية احتيال”، مستبعدين أن يعود الحال كما كان سابقًا.

وأشار المستثمرون إلى أن “القضية” وفي حال أثبتت فإنها تمس حسابات ما يقارب 391 ألفا منهم.

ووفقا لموقع criptogecko.com، الذي يفحص أحجام بورصات العملات الرقمية المختلفة، فقد بلغ حجم التداول اليومي في “THODEX” 1.2 مليار دولار، وذلك اعتبارا من 16 أبريل الحالي.

وصرح محامي المستثمرين في المنصة أوغوز إيفرين كيليك أن أولئك الذين لديهم أموال في المنصة “يجب أن يقدموا شكوى جنائية إلى مكتب المدعي العام، ويمكن أن تستغرق العملية القانونية سنوات”.

ربما يعجبك أيضا