مع بدء الانسحاب.. قلق أمريكي من سيطرة طالبان على كامل أفغانستان

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

سريعا بدأ الرئيس الأمريكي جون بايدن في تنفيذ استراتيجيته للخروج من مقبرة الإمبراطوريات أفغانستان

فتلك الحرب كلفت الولايات المتحدة الأمريكية آلاف الضحايا وتريليونات من الدولارات أنفقت دون طائل لهزيمة حركة طالبان التي لم تهزم بل سيطرت في السنوات الماضية على المزيد من الأراضي الأفغانية.

وبدأت وسائل الإعلام الأمريكية، تنشر تفاصيل عن بدء الانسحاب، حيث نقلت وول ستريت جورنال عن مسؤولين أمريكيين إن: “البنتاغون أرسل قاذفات B52 وحاملة طائرات لتأمين الانسحاب من أفغانستان”، وإرسال القطع العسكرية كذلك رسالة لطالبان بأن واشنطن تريد انسحابا آمنا”، ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤولين عسكريين إن: “البنتاغون وافق على نشر قوات بالمنطقة لضمان أمن الجنود والمتعاقدين المنسحبين”، مشددة على أن “القوات الأمريكية ستحتفظ بقدرات عسكرية وتواصل تقديم الدعم للقوات الأفغانية”.

وأعلن بايدن أنه سيتم سحب جميع قوات الولايات المتحدة والناتو من أفغانستان قبل 11 سبتمبر، لإنهاء أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة، ويوجد ما يقرب من 3500 جندي أمريكي في أفغانستان. ويعتمد حوالي 7000 جندي من قوات الناتو في البلاد على الدعم اللوجستي والأمني الأمريكي.

ويبدو واضحا أن حركة طالبان تريد السيطرة على كامل أفغانستان فقبل أيام سيطرت على نقاط تفتيش أمنية بإقليم فارياب شمال أفغانستان، والغريب أن نائب رئيس مجلس ولاية فارياب صبغة الله سلاب أكد أن “نقطة التفتيش قد سلمها قائدها إلى جانب الأسلحة إلى الملا نسيم وهو قائد محلي في طالبان”، طالبان تتجهز من الآن للتقدم نحو العاصمة الأفغانية كابول، وإلى مراكز المدن التي تحاصرها من جميع الجهات، الأمر مسألة وقت ليس إلا، خصوصا إذا دعمت من الحكومة الباكستانية.

Capturebbb

طالبان ستحكم أفغانستان

لكن صحيفة “نيويورك تايمز” نقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن:”طالبان قد تحكم أفغانستان بشكل أقل قسوة لتنال اعترافا ودعما ماليا دوليا.. وإن قادة طالبان يعطون أولوية لرفع العقوبات المفروضة عليهم”.

إدارة الاستخبارات الأمريكية قالت -في تقرير لها- إن الحكومة الأفغانية ستواجه صعوبات في مواجهة حركة طالبان إذا انسحب التحالف الدولي من أفغانستان هذا العام، الأمر المقرر بموجب الاتفاق العام الفائت بين الحركة الأفغانية وإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

الحكومة الأفغانية، حذرت مرارا من احتمالية “وقوع فوضى وحرب الأهلية” حال انسحاب قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، قبل التوصل إلى اتفاق سلام في البلاد، وبالنسبة لمستشار الأمن القومي الأفغاني، حمد الله مهيب، فإن “الانسحاب التعسفي للقوات الأجنبية من البلاد يشكل خطر العودة إلى الحرب الأهلية”.

قلق القيادة المركزية

فيما قال قائد القيادة المركزية الأمريكية كينيث ماكنزي إنه يشعر بالقلق إزاء قدرة الجيش الأفغاني على الصمود بعد انسحاب القوات الأمريكية من البلاد في الأشهر المقبلة، وقال ماكنزي -خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ- “ما يقلقني هو قدرة الجيش الأفغاني على التمسك بالأرض الموجود عليها الآن، دون الدعم الذي اعتاد عليه لسنوات عديدة”، وأضاف “إنني أشعر بالقلق إزاء قدرة الجيش الأفغاني على الصمود بعد مغادرتنا.. قدرة القوات الجوية الأفغانية على التحليق بشكل خاص بعد رفع الدعم عن تلك الطائرات”، كما أشار الجنرال إلى أن الولايات المتحدة ستجلب قدرات عسكرية إضافية إلى المنطقة لتغطية القوات الأمريكية أثناء الانسحاب، دون تقديم تفاصيل.

طالبان ترفض قمة إسطنبول

فيما دعت كل من تركيا وباكستان وأفغانستان، حركة “طالبان” إلى الالتزام بمصالحة شاملة تتم عبر المفاوضات.

وثمن البيان المشترك، جهود عقد اجتماع رفيع المستوى بإسطنبول، يهدف إلى تسريع المفاوضات الجارية في الدوحة، ودعم عملية السلام الأفغانية لتأسيس حل سياسي عادل ودائم، وأشار إلى تأجيل موعد تنظيم مؤتمر إسطنبول حول أفغانستان إلى تاريخ لاحق تصبح فيه الظروف لتحقيق تقدم هادف أكثر ملاءمة بعد مشاورات مكثفة مع الأطراف.

ودعا كافة الأطراف وحركة طالبان على وجه الخصوص، إلى تأكيد التزامها بالتوصل إلى حل شامل عن طريق التفاوض، يرسي السلام الذي يرغب فيه الشعب الأفغاني والمنطقة والمجتمع الدولي، وأوضح أنه لا يمكن تحقيق السلام المستدام إلا من خلال عملية سياسية يقودها ويملكها الأفغان، تهدف إلى وقف إطلاق نار دائم وشامل ومصالحة سياسية شاملة تنهي الصراع في البلاد، وفيما أعرب البيان عن أسفه لارتفاع مستوى العنف في أفغانستان وسقوط ضحايا مدنيين، أدان الهجمات التي تستهدف موظفي القطاع العام ونشطاء المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والإعلاميين، وأشار إلى ضرورة وقف إطلاق نار فوري لإنهاء مستوى العنف المرتفع وتوفير المناخ المناسب لمحادثات السلام.

من جانبه، ذكر المدير العام للمكتب الإداري الرئاسي الأفغاني اليوم الأربعاء أنه برفض حركة طالبان المشاركة في مؤتمر رفيع المستوى حول عملية السلام الأفغانية في تركيا، أثبت أن طالبان غير مستعدة لتسوية سياسية.

وكانت حركة “طالبان” رفضت المشاركة في أي مؤتمر لإحلال السلام قبل أن تغادر “كافة القوات الأجنبية” البلاد، وقال محمد نعيم، المتحدث باسم المكتب السياسي لـ”طالبان” في الدوحة، عبر “تويتر”: “إلى أن تنسحب كافة القوات الأجنبية بالكامل من بلادنا، فإن الإمارة الإسلامية (يقصد طالبان) لن تشارك في أي مؤتمر سيتخذ قرارات بشأن أفغانستان”.

ربما يعجبك أيضا