توصيات الندوة الدولية.. التسامح بين الديانات طريق التعايش

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

تحت عنوان ” التسامح بين الديانات طريق التعايش”، عقدت أمس الرابطة الدولية للإبداع الفكري والثقافي بفرنسا  ندوة هامة، عبر تقنية زووم وعبر البث المباشر لصفحتها الرسمية، وكانت أيضا بمناسبة ذكرى العاشر من رمضان ، وبمشاركة كل من العالم الجليل الشيخ أحمد تركي من علماء الأزهر الشريف، ودكتورة رودينا ياسين مدربة التنمية البشرية وابنة المرحومة الدكتورة عبلة الكحلاوي، والإعلامي محمد عبد القادر المعروف “بـ الباش مذيع” وصاحب كتاب طبطبه والمنشد الديني محمود محروس عزام والذي قدم الإنشاد الديني الرائع، وقدم الندوة الإعلامي محمد اللواء.

وتناولت الندوة كيف كان لحرب أكتوبر أثرا كبيرا في تعليمنا قيم التسامح فقد استشهد على أرض سيناء المسلم والمسيحي دفاعا عن مصر، وأن تقبل الآخر ليس بالجديد والمستحدث بين أبناء مصر في الخارج والداخل لأنها طبيعة متأصلة وأن كان البعض يحاول تصوير أن هناك انشقاق بين أبناء المجتمع  فهو مجرد ادعاء كاذب، وأهدافه خبيثة ولكنها لن تنجح . كما تناول ضيوف الندوة كيفية التعايش مع الآخر ونبذ الفكر المتطرف.

وعن هدف الندوة أفادت الدكتورة جيهان جادو رئيس الرابطة الدولية للإبداع الفكري والثقافي بأنها كانت رسالة لمن يعاني من خلل نفسي بالتفرقة بين الديانات وأكدت جادو على أن التسامح طريق ممهد للتعايش السلمي مع الآخر، وأن الرابطة دوما لديها الحرص على عقد الندوات التي تعزز قيم التسامح والإخاء ونبذ الفكر المتطرف ولذلك تحرص إدارتها على استضافة أطياف مختلفة من شرائح المجتمع المصري، و في ندوة أمس الخميس شارك ضيوف كرام  من المسلمين والمسيحيين الذين تناولوا معا جانب من النصوص القرآنية والإنجيل للتأكيد على أن التفرقة منبوذة  و الديانات جميعها تدعو للمحبة والإخاء والتسامح وهذا ما أكد عليه مدحت شنودة رئيس بيت المصريين بالسويد وأحد المتحدثين في الندوة، والذي شرح آيات من الإنجيل عن روح المحبة والتسامح وتقبل الآخر.

كما تناولت في حديثها الدكتورة رودينا ياسين مدربة التنمية البشرية و ابنة المرحومة الدكتورة عبلة الكحلاوي، القيم الأخلاقية وأهمية نشر ثقافة التسامح بين أبناء المجتمع الواحد ونبذ الكراهية، وأنه بالحب وتقبل بعضنا البعض ننجح في خلق مجتمع قادر على التسامح ونشر المحبة، وشعب متصالح مع نفسه.

ومن جانبه أوضح الشيخ الجليل أحمد تركي من علماء الأزهر الشريف أن التسامح أكبر سلاح يقضي على التطرف ونشر الكراهية،  باعتبار أن الإرهاب سلاحه بث الكراهية والتفرقة والمغالاة في الدين، أي كل ما يعد سلاحا يعيق التسامح ويناقضه وبالتالي بالحب والتسامح وقبول بعضنا البعض يستطيع القضاء على حملة دعاة الكراهية.

 كما أكد أن الدين الإسلامي  حريص على التسامح والمحبة وذلك واضح في القرآن الكريم،  وأضاف تركي في كل آياته  دعوة للمحبة والتسامح، وأكمل موضحا نشر الدين لا يحتاج للعنف، وكل ما يقال عكس ذلك من المتطرفين مجرد حديث الجهلاء بالدين.

وأكد الشيخ أحمد تركي أن كل الديانات تدعو للتسامح والحب، وقال إننا نحتاج للديانات السماوية، لتنظيم حياتنا وعبادتنا كما نحتاج إلى بعضنا البعض، في الحياة ولذلك لابد وأن نتعايش بمحبه واحترام وتقبل بعضنا البعض لخلق مجتمعات أمنة متصالحة مع نفسها.

وطالب الشيخ الجليل من أبناء الجاليات العربية المقيمة بالخارج، بأن تحرص  على تعليم أولادهم الاندماج في المجتمعات واحترام ثقافة دول المهجر التي يعيشون فيها لأنه من تعاليم الدين.  

وفي  كلمته  قال الإعلامي محمد عبدالقادر المعروف “بـ الباش مذيع” وصاحب كتاب طبطبه، أنه سعيد بأن متابعيه كإعلامي في حديثه عن التسامح من المسلمين والمسيحيين سعداء بما يقدمه، وأوضح أن السبب في ذلك  أنه يحرص دائما على الحديث عن القيم الإنسانية وأن ما يربط الشعب المصري والعربي أشياء كثيرة بجانب الدين القيم والأخلاقيات وغيره، وكل هذا يحتاج أن نهتم بالقيم الإنسانية ونثمن الجهود التي تدعو لنشر التسامح والمحبة والتعايش السلمي في المجتمع يحترم الإنسانية.

وفي مداخلة أوضحت عضوة الرابطة فاتن نصر مقيمة بدبي، أن  التسامح ظاهرة يحرص عليها المجتمع الإماراتي بشكل عام، والشيخ زايد يفتتح الكنائس ويهتم بجميع أطياف الشعب وروح التسامح والمحبة وقبول الآخر ظاهرة عادية في البلاد، وأضافت تؤكد أنها بنت شبرا الخيمة وعاشت طفولتها هناك وكانت تشاهد بنفسها كيف يذهب المسلمين إلى كنيسة السيدة مريم العذراء وكيف يقضي يشارك الإخوة الأقباط المسلمين في رمضان  في تعليق زينة رمضان، وتناول الإفطار الرمضاني مع بعضهم البعض روح لا تجدها إلا في مجتمع متسامح محب،

ومن جانبها قالت سحر رمزي رئيسة اتحاد النساء العربيات في هولندا، يذكر أن الاتحاد حرص على تنظيم العديد من الفعاليات و بمشاركة الشيخ أحمد تركي وعلماء من مختلف الأديان السماوية، للحديث عن عدم وجود صلة بين الديانات السماوية وبين الإرهاب والتطرف، وأن من يفعل ذلك مجرد خوارج عن الدين، والمتأسلمين ومثلهم في كل الأديان، وأضافت لذلك نحرص دائما كأبناء جالية واحدة  على أن نجتمع في كل الأعمال الوطنية والدينية، و لا ننظر  إلى دعاة الكراهية.

وأكملت موضحة الجاليات المصرية على مستوى العالم  متعوده على التصدي لدعاة الكراهية، و لابد أن نستمر بنشر التسامح والمحبة وقبول الآخر وإدماج أولادنا بمسؤولية في المجتمعات الغربية،  حتى في المجتمعات العربية تحتاج ذلك  بفهم ووعي نستوعب أفكارهم و نعلمهم التسامح وفهم الدين بشكل سليم.

 وأكدت الأعمال الفنية التي تقدم وتظهر حقيقة الجماعات الإرهابية، أوضحت للشباب مخطط هؤلاء وإنه لا علاقة له بالدين بل حب السلطة على حساب الشعوب.

ثم اختتمت الندوة بدعوة كريمة من الشيخ الجليل أحمد التركي لعمل مبادرة قومية للتسامح من خلالها نؤكد على أهمية أسس التسامح بين الديانات ومحاربة الأفكار المتطرفة.

هذا وكانت الندوة من أهم الندوات الشهرية التي حظيت باهتمام كل الحضور من مختلف بلدان العالم هولندا وأمريكا والإمارات ومصر.

ربما يعجبك أيضا