فاجعة مستشفى «ابن الخطيب» تدمي قلوب العراقيين

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

أعلن رئيس الحكومة العراقية «الكاظمي» سحب  الثقة من وزير الصحة حسن التميمي ومسؤولين آخرين والتحقيق معهم على خلفية حادثة مستشفى ابن الخطيب.

وقرر الكاظمي خلال الجلسة الاستثنائية لجلسة مجلس الوزراء، إجراء تحقيق برئاسة وزير الداخلية، وزيري التخطيط والعدل، وعضوية رئيس هيئة النزاهة، ورئيس ديوان الرقابة المالية الاتحادي، وممثل عن مجلس النواب/ عضو مراقب.

كما قرر مجلس الوزراء التحقيق في حادث حريق مستشفى ابن الخطيب، وتحديد المقصرين ومحاسبتهم، وسحب يد وزير الصحة، ومحافظ بغداد، ومدير عام دائرة صحة الرصافة، وإحالتهم إلى التحقيق.

وحدد المجلس خمسة أيام لإنجاز التحقيق، على أن يقدم التقرير أمام مجلس الوزراء، ويمكن الاستعانة بخبراء في مجالي الداخلية والصحة.

جاء هذا بعد أن خرجت احتجاجات غاضبة في العاصمة العراقية للمطالبة بإقالة وزير الصحة حسن التميمي.

كما تناقل العراقيون على مواقع التواصل، خلال الساعات الماضية وسم إقالة_وزير_الصحة المحسوب على التيار الصدري، وسط توقعات بارتفاع أعداد الضحايا.

في حين أعلنت مفوضية حقوق الإنسان بوقت لاحق اليوم، أن عدد وفيات الحريق الذي اندلع بقسم العناية بمرضى كورونا، وصل إلى 58.

يشار إلى أنه عند منتصف الليل أعلن الدفاع المدني العراقي أنّ فرقه سيطرت على حريق بمستشفى ابن الخطيب الذي “بدأ بانفجار أسطوانة أوكسجين حسب ما أكد شهود العيان”، مشيراً إلى أنّ “المستشفى يخلو من منظومة” استشعار الحرائق وإطفائها، و”الأسقف الثانوية عجّلت من انتشار النيران بسبب احتوائها على مواد فلّينية سريعة الاشتعال”.

حداد لـ 3 أيام

أعلنت الحكومة العراقية فجرا الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام على أرواح القتلى الذين سقطوا في الحريق الضخم الذي اندلع ليل السبت في وحدة للعناية المركّزة مخصّصة لعلاج مرضى كوفيد-19 بالمستشفى.

وقالت، في بيان، إنّه إثر الحريق الذي اندلع في مستشفى “ابن الخطيب”، عقد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اجتماعاً طارئاً مع عدد من الوزراء والقيادات الأمنية والمسؤولين، أمر في أعقابه “بإعلان الحداد على أرواح شهداء الحادث”، معتبراً ما حصل “مسًّا بالأمن القومي العراقي”. لا توجد شبهة جنائية.

كما حمل الرئيس العراقي برهم صالح، سوء الإدارة والفساد المتراكم لسنوات والمستشري في مفاصل الدولة، المسؤولية عن فاجعة مستشفى ابن الخطيب التي أوقعت 82 قتيلا، بحسب أحدث إحصاء لوزارة الداخلية في وقت سابق اليوم.

وقال في تغريدة على حسابه على تويتر: فاجعة مستشفى ابن الخطيب هي جرح كل الوطن، ونتيجة تراكم دمار مؤسسات الدولة جراء الفساد وسوء الإدارة.

كما اعتبر أن إظهار الألم والمواساة مع ذوي الضحايا لا يكفي من دون محاسبة عسيرة للمقصّرين، وجراء مراجعة شاملة وجادة لأداء المؤسسات لضمان عدم تكرار مثل تلك الكوارث.

فتح تحقيق فوري

اعتبر الكاظمي خلال الاجتماع الطارئ أنّ “مثل هذا الحادث دليل على وجود تقصير لهذا وجّهت بفتح تحقيق فوري والتحفّظ على مدير المستشفى ومدير الأمن والصيانة وكلّ المعنيين إلى حين التوصّل إلى المقصّرين ومحاسبتهم”.

كما شدد على أنّ “الإهمال بمثل هذه الأمور ليس مجرّد خطأ، بل جريمة يجب أن يتحمّل مسؤوليتها جميع المقصّرين”، مطالباً بأن تصدر “نتائج التحقيق في حادثة المستشفى خلال 24 ساعة ومحاسبة المقصّر مهما كان”.

ودعا إلى “تشكيل فريق فنّي من كلّ الوزارات المعنية لضمان تدقيق إجراءات السلامة بجميع المستشفيات والفنادق والأماكن العامة خلال أسبوع واحد وفي كل أنحاء العراق”، مشدّداً على أنّه أصدر “توجيهاً واضحاً: كلّ مدير عليه أن ينزل بنفسه ويدقّق إجراءات السلامة”.

كما قال “يجب أن لا يقول لي أحد تماس كهربائي، هذا أمر معيب… افحصوا كلّ سلك في كلّ دائرة عامة أو مستشفى، وأي دائرة تتحجّج بالتماس الكهربائي سأحاسب الجميع فيها”.

وكان الكاظمي أمر إثر الكارثة باعتبار الضحايا الذين سقطوا في الحريق “شهداء” ومنح عائلاتهم “كلّ حقوق الشهداء”، بالإضافة إلى معالجة جرحى الحريق على نفقة الدولة “بما في ذلك العلاج خارج العراق”.

من جهتها أصدرت وزارة الصحة بياناً قالت فيه إنّها “ستعلن في وقت لاحق العدد الدقيق لأعداد الضحايا والجرحى”، مضيفة أنه تم إنقاذ أكثر من 200 مواطن من المرضى الراقدين في المستشفى.

ويشهد العراق، البالغ عدد سكانه  40 مليون نسمة، منذ عقود نقصا في الأدوية والأطباء والمستشفيات.

ويعتبر العراق البلد العربي الذي سجل أكبر حصيلة من الإصابات بفيروس كورونا، وسط اتهامات بالقصور في تعامل السلطات لمواجهة أزمة فيروس كورونا.

جلسة طارئة

وفي الوقت ذاته دعت رئاسة مجلس النواب العراقي إلى عقد جلسة طارئة يوم غد الإثنين عند الساعة الحادية عشرة صباحا، لمناقشة حادث حريق مستشفى ابن الخطيب.

وقالت الرئاسة -في بيان نشره موقع “بغداد اليوم” الإخباري المحلي- إن “رئاسة البرلمان دعت أعضاء المجلس إلى عقد جلسة غدا الموافق 26 أبريل، في تمام الساعة 11 صباحا”، موضحة أن “جدول الأعمال، سيتضمن مناقشة الحادث المفجع في مستشفى ابن الخطيب”.

من جهته، طالب نائب رئيس المجلس بشير خليل الحداد، بمحاسبة المقصرين من الكادر الصحي والفني في مستشفى ابن الخطيب في منطقة جسر ديالى في العاصمة بغداد بعد الحادث المؤلم ليلة أمس، الذي أدى إلى وقوع عدد من الضحايا وإصابة العشرات.

ودعا الحداد رئيس وأعضاء لجنة الصحة والبيئة النيابية إلى ضرورة متابعة القضية والوقوف مباشرة ومن مكان الحادث على حيثيات وتفاصيل الحادث، وعرض نتائج التحقيق الحكومي على رئاسة البرلمان.

وشدد الحداد على أهمية المتابعة المستمرة من قبل وزارة الصحة والرقابة النيابية لإجراءات السلامة ومعايير الأمان للمعدات والأجهزة الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية، فضلاً عن الاهتمام بالرعاية الصحية وتوفير الخدمات الطبية والعلاجية للمواطنين.

الأمم المتحدة تدعم العراق

أعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس بلاسخارت، عن صدمتها بضخامة الحادث المأساوي الذي أصاب مرضى كورونا في مستشفى ابن الخطيب ببغداد ليل أمس.

وتقدمت بلاسخارت بأحر التعازي لأسر ضحايا الحادث، وبخالص الأمنيات للمصابين بالشفاء التام والعاجل، داعية الحكومة العراقية إلى اتخاذ تدابير حماية أقوى لضمان عدم تكرار حدوث مثل هذه الكارثة.

وقالت: إن الأمم المتحدة تواصل تقديم دعم حاسم للقطاع الصحي في العراق وسط الوباء وتزايد الإصابات، وهي على استعداد لتقديم المزيد من المساعدة للسلطات الصحية في مكافحة المرض.

دفتر عزاء

أعربت كل من السعودية والإمارات والأردن عن بالغ الأسى لحادث الحريق الذي اندلع، مساء أمس، في مستشفى ابن الخطيب بالعاصمة العراقية بغداد، وما نتج عنه من وفيات وإصابات.

وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي :«أن دولة الإمارات تعرب عن خالص التعازي والمواساة إلى جمهورية العراق الشقيقة حكومةً وشعباً في ضحايا الحادث الأليم الناجم عن حريق نشب في مستشفى ابن الخطيب في بغداد المخصّص لعلاج المرضى المصابين بفيروس كورونا، وتؤكد تضامنها مع جمهورية العراق في هذا المُصاب.

وأضافت الوزارة: «تتقدم دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً بصادق التعازي لذوي الضحايا الأبرييء، داعية الله أن يتغمّدهم بواسع رحمته وأن يَمُنَّ بالشفاء العاجل على المصابين».

كما أعربت مصر عن تعازيها للعراق في ضحايا حريق مستشفى ابن الخطيب جنوب بغداد.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية، عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أمس السبت: “تعرب جمهورية مصر العربية عن خالص تعازيها وصادق مواساتها لحكومة جمهورية العراق وشعبها الشقيق في ضحايا الحريق المُروع الذي وقع مساء السبت بمستشفى مخصص لمرضى كورونا في بغداد، وأسفر عن وفاة وإصابة عشرات الأشخاص”.

وتابع البيان: “كما تتقدم مصر بصادق تعازيها لذوى الضحايا الأبرياء، داعية الله في هذا الشهر الفضيل أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يَمُنَّ بالشفاء العاجل على المُصابين”.

ربما يعجبك أيضا