انتفاضة فلسطينية ثالثة.. القدس تنتفض في وجه الاحتلال وغزة تدخل على الخط

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

في أعقاب تصاعد الأحداث الميدانية في المدينة المقدسة وتشتيت الانتباه عن انتهاكات الاحتلال وجيشه بحق المصلين المقدسيين خلال الأيام الماضية، عاشت غزة حالة من التوتر الأمني بعد قصف جيش الاحتلال لعدة مواقع ومنازل أحدث أضرارا في الأرواح والممتلكات، ما دفع الفصائل الفلسطينية في غزة للرد على القصف الإسرائيلي وإطلاق 36 صاروخا   باتجاه المستوطنات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، تزامنا مع أحداث القدس والمقدسيين الذين يواجهون اعتداءات قوات الاحتلال وعناصر منظمات اليمين الإسرائيلي منذ بداية الشهر الفضيل.

تصاعد التوتر بين الاحتلال والفلسطينيين

الصواريخ الفلسطينية جاءت بعد تهديدات الفصائل في غزة بالرد على تغول الاحتلال في المدينة المقدسة، فيما عقدت مشاورات أمنية إسرائيلية في مقر وزارة الأمن بتل أبيب بحضور رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال وقادة الأجهزة الأمنية لتقييم الأوضاع على حدود غزة.  

وتصاعد التوتر بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلية، بعد صدامات جديدة ليل الجمعة في القدس الشرقية، وتظاهرات في الضفة الغربية، وإطلاق صواريخ وقصف في قطاع غزة.

وشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية وقصفاً بالدبابات على مواقع في قطاع غزة، رداً على “رشقات صاروخية أطلقت من القطاع باتجاه المستوطنات القريبة من غلاف غزة.

انقسام إسرائيلي في التعامل مع الأحداث

وكانت هيئة البث الرسمية العبرية «كان» قد نقلت عن مصدر أمني قوله إن الجيش سيرد بقوة على إطلاق الصواريخ المستمر من قطاع غزة، موضحا أنه سيتم تعزيز بطاريات القبة الحديدية، وسط توقعات باستمرار حالة التوتر الأمني في الضفة الفلسطينية والقدس وقطاع غزة القريبة المقبلة.

وكشف اجتماع القيادة العسكرية والسياسية في إسرائيل لتقييم الوضع الأمني، انقساما في كيفية التعامل مع الأوضاع، حيث أوصى القطاع العسكري بعدم تمرير الأحداث، حتى ولو كان الثمن جولة قتال تمتد لعدة أيام، إلا أن المستوى السياسي رفض هذه التوصية، إلا أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بينامين نتنياهو وجه رؤساء أجهزة الأمنية بالاستعداد لكافة السيناريوهات، بعد جولة جديدة من القصف المتبادل عبر حدود قطاع غزة الليلة الماضية.

ضربة قوية لحركة حماس

فيما بلور رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي، بعد اجتماعه مع قادة الجيش، اقتراحا أن توجيه ضربة قوية لحركة حماس لن يسهم فقط في وقف إطلاق الصواريخ، بل سيساعد في عملية التفاهمات مع قطاع غزة، على حد زعمه.

وأشار رئيس هيئة الأركان الذي ألغى زيارة مخطط لها إلى الولايات المتحدة بعد تصعيد الأوضاع، إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي مستعد لأي تصعيد محتمل أو إمكانية توسيع المعركة ويجهز الخطط اللازمة لذلك.

نتنياهو يدعو للتهدئة في القدس

وفي موقف مفاجئ، دعا رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بينامين نتنياهو ، إلى التهدئة في القدس في أعقاب أوسع مواجهات شهدتها المدينة المقدسة منذ سنوات بين الفلسطينيين وقطعان المستوطنين وشرطة الاحتلال، وهو ما دفع زعيم حزب المستوطنين بتسلئيل سموتريتش، والحليف الأقوى بمهاجمته، متهما إياه بالتقاعس عن حماية المستوطنين في القدس.

تأتي تصريحات نتنياهو، فيما تواصلت المواجهات في القدس المحتلة للأسبوع الثاني على التوالي بعد صلاة التراويح، في مشهد أشبه بساحة حرب حقيقية حسبما وصفتها وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وربط مسؤولون أمنيون إسرائيليون اشتباكات القدس، بإطلاق صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل، وفق ما نقلته صحيفة «جيروزاليم بوست» اليوم الأحد.

ويرى مسؤولون أمنيون أنّ تصعيداً إضافياً للعنف في القدس يمكن أن يؤدي إلى تصعيد في الجنوب – والعكس صحيح – في حين أنّ تهدئة اشتباكات القدس يمكن أن توقف الهجمات من قطاع غزة.

انتفاضة فلسطينية ثالثة

وأفردت وسائل الإعلام الإسرائيلية مساحات كبيرة للحديث عن انتفاضة فلسطينية وقراءة تداعيات استمرارها، وإمكانية تطورها إلى انتفاضة ثالثة، وبثت بشكل متكرر مشاهد تظهر شجاعة المقدسيين الذين يوثقون الأحداث على وسائل التواصل الاجتماعي.

فيما انطلق المئات من عناصر منظمة «لاهافا» العنصرية التي ترشح رئيسها بن تسيون جوفشتاين، في انتخابات الكنيست السابقة، بشعارات عنصرية مثل «الموت للعرب»، محاولين اقتحام الأحياء العربية، إلا أنها ردت على أعقابها بعد تصدي الشبان الفلسطينيين لها.

صمود المقدسيين ضد عنصرية المستوطنين

انتفاضة رمضان في مدينة القدس المحتلة تؤكد مجددا صمود أهلها وقدرتهم على مواجهة إجراءاتها الاستفزازية في منع حركتهم نحو المسجد الأقصى، والاستيطان في قلب أحيائهم السكنية ومصادرة بيوتهم والاستيلاء عليها وهي تقف اليوم على أبواب منعطف جديد في المواجهة الشاملة مع الاحتلال.

ربما يعجبك أيضا