التصعيد في مأرب.. عبث حوثي متواصل

محمود طلعت

محمود طلعت

تواصل ميلشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران عبثها بأمن واستقرار اليمن، من خلال تصعيدها العسكري، بمختلف المناطق اليمنية، لا سيما في مأرب دون مراعاة لأي معاهدات أو مواثيق دولية أو إنسانية.

ومؤخرا استهدفت الميلشيات الحوثية، معسكر الاستقلال العسكري في مأرب، ما أسفر عن مقتل 80 جنديًا على الأقل، بحسب الإحصاءات الأولية.

إدانـــة أمميـــة

المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، دان كافة أشكال التصعيد العسكري الحوثي في مأرب، واعتبر أن هذه الأنشطة العسكرية قد تعرقل أي تقدم، وحث جميع الأطراف على وقف التصعيد الآن وتوجيه طاقاتهم بعيدًا عن الجبهة العسكرية نحو السياسة.

جريفيث لفت خلال اتصال مرئي مع رئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركاني إلى أن الأمم المتحدة تبذل كل ما بوسعها لإيقاف المواجهات العسكرية وذهاب اليمنيين إلى طاولة المشاورات بصورة عاجلة والتزامهم بخيار السلام.

تعنت الميلشيات

البركاني من جهته أشار إلى ترحيب الشرعية بجهود تحقيق السلام وحرصها على إنهاء الأزمة اليمنية وتعاطيها الإيجابي مع كافة المبادرات الرامية إلى ذلك، وآخرها المبادرة السعودية.

 ولفت رئيس مجلس النواب اليمني إلى تعنت ميلشيا الحوثي ورفضها كل المبادرات ونكثها لكل الاتفاقيات وتقويضها الدائم لكل الجهود الأممية في هذا الجانب، مؤكدا أن الحديث عن السلام في ظل الحرب والتصعيد الحوثي لن يحقق النتائج المرجوة.

صد هجوم الحوثي

ويواصل الجيش اليمني الدفاع عن محافظة مأرب، صادا محاولات ميلشيات الحوثي التقدم، حيث قصف مواقع وتحصينات الميلشيات في مأرب، موقعا عشرات القتلى.

2021 04 21T164505Z 1375641375 RC2G0N9VA7AM RTRMADP 3 YEMEN SECURITY USA 1

بدوره، أكد رئيس هيئة الأركان العامة، قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير حمود بن عزيز، استمرار العمليات العسكرية في مختلف جبهات القتال حتى دحر ميلشيات إيران التي وصفها بالأذناب، من كل شبر في اليمن، واستعادة الدولة اليمنية دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية.

وكشفت إحصائية رسمية، استهداف ميلشيات الحوثي المدنيين بمن فيهم النازحون بمأرب بنحو 27 صاروخا باليستيا خلال الشهرين الماضيين.

ومنذ بداية الحرب، قصفت الميلشيات المدينة بأكثر من 115 صاروخا باليستيا و140 كاتيوشا، ما أدى إلى مقتل 255 مدنيا وإصابة 445 آخرين، وفق تقرير لمنظمة “سام” للحقوق والحريات.

عواقب وخيــــمة

بدوره أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، اليوم الإثنين، أن التصعيد العسكري لميلشيا الحوثي على مأرب سيؤدي لأزمة إنسانية.

وشدد على أن الخطوة الأولى نحو أي تسوية سياسية تتمثل في تحقيق وقف فوري لإطلاق النار في عموم اليمن، وبما يسمح بتخفيف الأزمة الإنسانية الخطيرة التي يعاني منها أبناء الشعب اليمني.

ودعا أبوالغيط إلى ممارسة ضغوط دولية جادة على الحوثيين، والقوة الإقليمية التي تُساندهم، من أجل وقف إطلاق النار بشكل فوري وشامل.

وأبدى رفضه أن يتحول اليمن كمنصة للهجمات على المملكة العربية السعودية أو أن يُصبح مصيره رهنا بأجندات إقليمية لا تُبالي بمصالح اليمن أو بمعاناة اليمنيين.

كارثة إنســـــانية

ويرى مراقبون أن الحرب الدائرة في مأرب تضع مصداقية الأمم المتحدة على المحك، لا سيما أن هناك المئات من الضحايا الذين يسقطون يومياً جراء الحرب التي تشنها تلك الميلشيات ضد السكان والنازحين والآمنين في المحافظة وحولتها إلى بحرٍ من الدماء

وأكدوا على أن استمرار الحرب سيؤدي إلى كارثة إنسانية وبيئية واقتصادية كبيرة ستصل أضرارها إلى كل أنحاء اليمن خصوصا إذا ما تعرضت منشآت النفط والغاز للأعمال الإرهابية الحوثية التي تعودت عليها تلك الميلشيات في مختلف المراحل منذ بداية الحرب.

أزمة النازحيـــن

وكيل محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح، دعا المفوضية السامية لشؤون اللاجئين للقيام بدور أكبر تجاه النازحين الذين تستضيفهم المحافظة.

b5625c68 316c 4bc0 bcb9 c8c0bfeb2269 16x9 1200x676 1

وأكد خلال لقائه مع مسؤولة الحماية في مكتب مفوضية اللاجئين في عدن أن السلطة المحلية تواجه صعوبات لاستيعاب الأعداد الكبيرة من النازحين في ظل استمرار حركة النزوح إلى مأرب بشكل يومي.

وأوضح أن مأرب كانت ولا تزال هي الملاذ الآمن لملايين اليمنيين الذين نزحوا إليها من جميع المحافظات اليمنية هربا من بطش المليشيات الحوثية.

وكشف أن محافظة مأرب تستوعب حاليا أكثر من مليونين و300 ألف نازح، موزعين على 145 مخيما، بالإضافة إلى وجود أكثر من 20 ألف لاجئ إفريقي.

في سياق متصل أكدت المسؤولة في مفوضية شؤون اللاجئين الحرص على حشد المزيد من الموارد لتقليص الفجوة الإنسانية الناجمة عن الأعداد الهائلة للنازحين الذين تحتضنهم المحافظة.

ربما يعجبك أيضا