الصومال.. الصراع على السلطة يتصاعد

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

تمر الصومال بمرحلة خطيرة قد تنسف كل المكتسبات التي حققها ذلك البلد في السنوات الماضية، ففشل المفاوضات بين الحكومة الصومالية ورؤساء الولايات الفيدرالية، حول إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، تسبب في حالة من الاحتقان السياسي، تحولت إلى اشتباكات عسكرية دامية في العاصمة مقدشيو، ففي الأيام الماضية، شهدت مقديشو اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وأخرى تابعة للمعارضة، أدت إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 10 آخرين بجروح متفاوتة، وأعلنت الحكومة الصومالية، أنها أحبطت هجوما شنته مليشيات مسلحة على أحياء في العاصمة مقديشو.

تمديد البرلمان ولاية الرئيس محمد عبد الله فرماجو، لمدة عامين أزم الوضع بشكل كبير، خصوصا مع رفض المعارضة، بدوره، قال رئيس الوزراء الصومالي محمد حسين روبلي، إن “الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات هي أفضل وسيلة لحل الخلافات”.

من جانبه قال المحلل السياسي الصومالي حسن شيخ علي، إن الوضع في الصومال، خاصة العاصمة مقديشو متوتر جدا بمستويات عديدة خاصة السياسي، الذي انعكس سلبا على الوضع الأمني، وأكد في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن هناك معلومات تتحدث عن بداية تمرد في بعض  وحدات من الجيش الوطني، لافتا إلى أن المجال السياسي العام، ما زال متوترا، حيث إن الرئيس السابق فرماجو ما زال متمسكا بمواقفه، مدعيا أن مجلس الشعب جدد أو مدد له سنتين إضافيتين.

الاشتباكات

اندلعت اشتباكات عنيفة في العاصمة الصومالية مقديشو بين فصائل مختلفة من قوات الأمن، بعضها يدعم المعارضة بينما تدعم الأخرى الرئيس محمد عبد الله فارماجو، الذي مددت ولايته مؤخرا لعامين آخرين.

وقال الرئيس السابق حسن شيخ محمود إن الميليشيات الموالية لفرماجو هاجمت منزله في شمال مقديشو، وهو ما نفته الحكومة.

وغرد سفير الاتحاد الأوروبي في الصومال، نيكولاس بيرلانغا: “قلق للغاية بشأن الأحداث الجارية في مقديشو. المصلحة العامة تتطلب أقصى درجات ضبط النفس والحفاظ على المؤسسات التي تنتمي للجميع والحوار. العنف غير مقبول. وسيحاسب المسؤولون عن ذلك”.

كما نددت كتلة المرشحين في سباق الرئاسة الصومالية، بهجوم اتهمت القواتِ الحكومية بشنه على منزل الرئيس السابق حسن شيخ محمود في العاصمة مقديشو، وقالت الكتلة في بيان، إن “قوات تابعة للحكومة شنت هجوما استهدف منزلي الرئيس السابق حسن شيخ محمود (2012-2017)، والمرشح الرئاسي عبد الرحمن عبد الشكور في مقديشو”، ونفى وزير الأمن شن هجوم على منزل الرئيس السابق، قائلا: “هذه شائعات لا أساس لها من الصحة”.

وتابع أن “حسن شيخ محمود ظل تحت حماية حراس من القصر الرئاسي منذ تنحيه عام 2017، مما يعكس شرفه ومكانته”.

الأمم المتحدة

فيما أعربت الأمم المتحدة، عن قلقها إزاء الاشتباكات بين قوات الحكومة والمعارضة في الصومال، وحثت على ضبط النفسن جاء ذلك في بيان صادر عن بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في الصومال “UNSOM”، التي تأسست عام 2013، ومركزها العاصمة مقديشو.

وحثت البعثة الأممية في بيانها “جميع الأطراف على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس”، وأضافت أن “المواجهات ليست حلا في الأزمة السياسية العالقة”، داعيةً أطراف الأزمة إلى العودة سريعا لمسار المفاوضات.

مجلس الأمن

حذر مجلس الأمن الدولي، من أن يؤدي المأزق السياسي والخلاف بين قادة الصومال بشأن الانتخابات إلى صرف الانتباه عن المشكلات الملحة ومحاربة الإرهاب والتصدي لتهديدات حركة “الشباب”، جاء ذلك في بيان أصدره المجلس بالإجماع (15 دولة)، وقال المجلس إن “الخلاف المستمر حول النموذج الانتخابي قد يؤدي إلى صرف الانتباه عن المشكلات الملحة مثل الفيضانات والجفاف والجراد الصحراوي ووباء كورونا، ومكافحة الإرهاب ومواجهة تهديدات حركة الشباب”.

ودعا البيان جميع الأطراف في الصومال، إلى “نبذ العنف واستئناف الحوار على وجه السرعة ودون شروط مسبقة، ووضع مصالح الشعب الصومالي في المقام الأول”.

يقول رئيس مركز مقديشو للدراسات في الصومال عبد الرحمن إبراهيم عبدي، لا أعتقد بأن أي طرف من الحكومة المركزية وقوى المعارضة مستعد في هذه المرحلة على الأقل لقبول دعوة مجلس الأمن، بل إن كل طرف ماض في مواقفه حيال الأزمة السياسية الراهنة، وخصوصا بعد أن  وصلت المفاوضات بينها الشهر الماضي إلى طريق مسدود، وأكد في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن كل طرف يجمع أوراقه لحسم المعركة لصالحه، فالحكومة المركزية أظهرت رفضها لجميع دعوات الدول الإقليمية الراعية لعملية السلام في الصومال، والمطالبة بالعودة إلى مائدة المفاوضات، وإنهاء المشكلة على أساس اتفاقية 17 سبتمبر/ أيلول الماضي.

ربما يعجبك أيضا