سوبر «نسل الأغراب»

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

لم تنتم مدرسة محمد سامي في الإخراج للبساطة يوما، فمعظم أعمال المخرج الشاب تعتمد على صيغ المبالغة ودغدغة مشاعر الجماهير عبر صناعة مشاهد انتقام وعنف تصل إلى حدودها القصوى «السوبر».

ويحظى أي عمل درامي صعيدي بنسب مشاهدة مرتفعة عن باقي الأعمال، إلا أن الحبكة الدرامية لـ«نسل الأغراب» غفل عدد من القيم الأصيلة التي لا غنى عنها في صعيد مصر مما أُثار انتقادات داخل المجتمع الصعيدي.

وغلبت معايير العنف والانتقام والصراع على موازين الموضوعية ومراعاة التقاليد المعروفة لدى أهل الصعيد، وهذا ما ظهر جليا في علاقة أبناء العم عساف وغفران، حيث يبدو الصراع على امرأة متزوجة ليس من شيم أهل الصعيد مطلقا.

وجاءت عناصر الترف والبزخ المبالغ فيه لديكورات المسلسل كعنصر جذب للمشاهدين بدون مراعاة ملامح بيوت الصعيد وما تبدو عليه حتى بيوت الأغنياء.

يحتوي مسلسل «نسل الأغراب» على كل عناصر الجذب من دراما مشوقة وأداء مثالي لأهم ثنائي على ساحة الدراما المصرية أحمد السقا وأمير كرارة، وظهور خاص للنجمين الراحلين محمود مرسي ونور الشريف واختيار الأم فردوس عبدالحميد مما أضفى على المسلسل ثِقلا كبيرا، إلا أن اختيار أحمد مالك وأحمد داش ليكونا ابني مي عمر في دور جليلة لم يكن موفقا إلى حد كبير.

ولم يكن العنصر النسائي موفقًا إلا في دور الخالة القعيدة «فردوس عبدالحميد»، على الرغم من مرضها إلا أنها تتسم بأهم صفات نساء الصعيد كالوقار والهيبة والخشونة والاحتشام، وجاءت مي عمر بماكياجها الصاخب وشعرها المنسدل لتمحو صورة الأم الصعيدية لولدين في عمر الشباب.

وقدم المخرج محمد سامي حالة من الترفيه والتسلية المفتعلة والتي وصلت إلى الكوميديا في بعض المشاهد من شدة الافتعال، إلا أن المشاهد يدرك جيدا أنها هذه التابلوهات الفنية المقدمة له على طبق من ذهب ليست حقيقية وغير ذات مصداقية، فبمجرد ما يطفئ شاشة التلفاز لم يعلق شيء في ذهنه لأنها ليست من الواقع الذي ينتمي إليه معظم أسر الصعيد.

ربما يعجبك أيضا