الغرب يسارع الزمن لسحب قواته من أفغانستان

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

بشكل متسارع بدأ الجيش الأمريكي بعدما قام بالتجهيزات اللازمة للانسحاب في الأيام الماضية، بعدما أيقنت الإدارة الأمريكية الحالية والسابقة، أنه لا جدوى من الحرب في أفغانستان مقبرة الإمبراطوريات المغولية والهندية والصفوية والبريطانية والسوفيتية، ويقدر عدد القوات الأمريكية المتبقية في أفغانستان بنحو 2500 جندي.

كما سارع حلف شمال الأطلسي “الناتو”، ببدء سحب قواته من أفغانستان، وكان الرئيس الأمريكي أعلن قبل اسابيع أن إدارته ستنهي تواجد القوات الأمريكية في أفغانستان بحلول سبتمبر/ أيلول المقبل، قبل إحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر (2001).

تلك الحرب كلفت الولايات المتحدة الأمريكية آلاف الضحايا وتريليونات من الدولارات أنفقت دون طائل لهزيمة حركة طالبان التي لم تهزم بل سيطرت في السنوات الماضية على المزيد من الأراضي الأفغانية.

وأسفرت مفاوضات بين واشنطن وحركة طالبان، عن توقيع اتفاق تاريخي أواخر فبراير/ شباط 2020، لانسحاب أمريكي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.

انسحاب أمريكا

أعلن البيت الأبيض، الخميس، بدء انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، تنفيذا للقرار الذي أعلنه الرئيس جو بايدن في منتصف أبريل/ نيسان الماضي.

جاء ذلك في تصريحات لكارين جان بيار، نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، نقلها موقع “فويس أوف أمريكا”.

وقالت بيار: “بدأ انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان”.

وأضافت أن مجموعة من حاملات الطائرات الهجومية، ستكون من بين المعدات العسكرية الأمريكية التي تعمل على حماية القوات بالتزامن مع عملية الانسحاب.

وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون، إنهم نقلوا نظامًا صاروخيا متعدد الاستخدامات من الكويت إلى أفغانستان لحماية القوات الأمريكية أثناء انسحابها.

كما ذكرت وكالة أنباء رويترز، أن وزارة الخارجية الأمريكية طلبت من الموظفين الحكوميين الأمريكيين مغادرة العاصمة الأفغانية ابتداء من اليوم.

الناتو

كما أكد مسؤولون في حلف الناتو لوسائل إعلام إطلاق الحلف عملية سحب قواته المشاركة في عملية “الدعم الحازم” من أفغانستان.

وأكد مصدر في مقر الناتو في بروكسل لوكالة “تاس” الروسية أن عملية انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان “انطلقت بشكل منظم ومنسق”.

الناتو قرر قبل أسبوعين سحب الجنود المتمركزين هناك والبالغ عددهم نحو 10 آلاف جندي وإعادتهم إلى بلادهم بدءا من الأول من مايو، وذلك بعد مرور 20 عاما تقريبا على تمركزهم هناك، وتوفر ألمانيا ثاني أكبر وحدة من قوات الحلف بعد الولايات المتحدة الأمريكية، ويتمركز هناك نحو 1100 جندي ألماني، منهم 100 جندي تقريبا في العاصمة كابول ونحو ألف جندي في مزار شريف.

مستقبل أفغانستان

من جانبه، اعتبر رئيس هيئة الأركان الأمربكية المشتركة الجنرال مارك ميلي الأربعاء أنه من المستحيل التنبؤ بمستقبل أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية، وأشار إلى مخاطر “سقوط كابول” مؤكدا أن ذلك “ليس نتيجة محسومة”.

وقال الجنرال خلال مؤتمر نظمه “معهد ماكين” إن “هناك مجموعة من النتائج المحتملة، بعضها سيء للغاية، والبعض الآخر أقل سوءا”.

وأضاف العسكري الأعلى رتبة في الجيش الأمريكي أنه “في أسوأ الحالات، ستنهار الحكومة الأفغانية والجيش الأفغاني، وتقع حرب أهلية وكارثة إنسانية مصاحبة لها، مع عودة محتملة للقاعدة”.

أخيرا يبدو واضحا أن حركة طالبان تريد السيطرة على كامل أفغانستان فقبل أيام سيطرت على نقاط تفتيش أمنية بإقليم فارياب شمال أفغانستان، والغريب أن نائب رئيس مجلس ولاية فارياب صبغة الله سلاب أكد أن “نقطة التفتيش قد سلمها قائدها إلى جانب الأسلحة إلى الملا نسيم وهو قائد محلي في طالبان”، طالبان تتجهز من الآن للتقدم نحو العاصمة الأفغانية كابول، وإلى مراكز المدن التي تحاصرها من جميع الجهات، الأمر مسألة وقت ليس إلا، خصوصا إذا دعمت من الحكومة الباكستانية.

ربما يعجبك أيضا