هجوم دموي في أربيل.. «داعش» يمنح التحالف فرصة جديدة في العراق

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

هجوم دموي آخر في العراق، وهذه المرة في أربيل، زاد المشهد توترًا، وسلط الضوء على مسألة ضرورة بقاء قوات التحالف في أرض الرافدين من جديد، وسط موجة سابقة من الرفض لبقاء القوات الأجنبية. وفجر اليوم السبت، تم استهداف نقاط لقوات البيشمركة شمال العراق بتوقيع تنظيم داعش الإرهابي، وأكدت حكومة إقليم كردستان أن داعش لا يزال يشكل تهديدًا وخطرًا في الكثير من المناطق العراقية.

كما جددت التأكيد على ضرورة بقاء التحالف الدولي في العراق للتصدي لداعش وتهديداته المستمرة، بالإضافة إلى تدريب قوات البيشمركة والجيش العراقي.

التحالف الدولي لمكافحة داعش أوضح مطلع أبريل الماضي أن قواته تتواجد في العراق بدعوة من الحكومة وبالتنسيق معها، مؤكدًا احترام سيادة البلاد بشكل قاطع، وعلى الرغم من هزيمة التنظيم الذي بسط سيطرته على أراضٍ شاسعة على مدى سنوات في العراق وسوريا، إلا أن بقاياه لا تزال تنفذ عمليات إرهابية في بعض المناطق العراقية وفي البادية السورية، بشكل متكرر.

تهديد داعش

وأعلن مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، اليوم السبت، أن عددًا من قوات البيشمركة الكردية قتلوا وأصيب آخرون في هجوم شنه تنظيم داعش الإرهابي على مواقع للبيشمركة في منطقة التون كوبري في محافظة كركوك/ 250 كم شمال بغداد.

وقال بارزاني، في بيان صحفي: “بأسف بالغ، استشهد كوكبة من أبطال قوات البيشمركة وأصيب آخرون بجروح بعد أن شن إرهابيو داعش هجمات إرهابية على مواقع البيشمركة الأبطال في حدود بردي – آلتون كوبري”.

وأضاف أن تنظيم داعش لا يزال يشكل تهديدًا وخطرًا في الكثير من مناطق العراق، مشددًا على أهمية تفعيل التعاون الأمني بين الجيش والبيشمركة وأن يواصل التحالف الدولي تدريب البيشمركة والجيش العراقي. وأكد بارزاني على ضرورة بقاء التحالف الدولي للتصدي إلى تنظيم داعش وإنهاء تهديداته المستمرة.

بحسب مصادر أمنية في محافظة كركوك، فإن عناصر داعش هاجموا بالأسلحة الخفيفة نقطة تابعة للبيشمركة الليلة الماضية ما أدى إلى مقتل ستة بينهم آمر سرية برتبة نقيب وإصابة اثنين في منطقة التلال المطلة على التون كوبري قرب معمل العلف باتجاه طريق أربيل.

قوات ثلاثية

وفي سياق متصل، شدد المتحدث الرسمي باسم التحالف، العقید واین ماروتو، على أن عمل قوة المهام المشتركة متواصل بهدف القضاء على بقايا التنظيم. آتى ذلك، بعد أن نفى سابقًا وجود قوات قتالية على الأراضي العراقية، موضحًا أن جميع الأفراد الموجودين في العراق هم مستشارون يعملون بإمرة وتحت قيادة العمليات المشتركة العراقية والحكومة العراقية. كما طالب رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، بتشكيل قوات ثلاثية مشتركة لمحاربة داعش في المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد.

ونقلت وسائل إعلام كردية، بيانًا لـ”بارزاني”، دعا فيه إلى الإسراع بتشكيل قوات مشتركة في المناطق “المتنازع” عليها لقطع الطريق على أي محاولة داعشية للعودة إلى المنطقة.

والقوات الثلاثية المشتركة التي اقترحها نيجيرفان بارزاني تتشكل من قوات من الجيش العراقي وقوات إقليم كردستان “البيشمركة”، والتحالف الدولي ضد داعش. وقال بارزاني: “نبهنا الحكومة الاتحادية العراقية والتحالف الدولي ضد داعش، عدة مرات من خطورة ازدياد قوة داعش، مستفيداً من الفراغ الأمني في المناطق المتنازع عليها، وهجوم ليلة أمس على محور للبيشمركة تزامن مع عدة هجمات أخرى للتنظيم”.

وأرجع تمسك كردستان العراق بهذا المقترح خوفًا من استخدام “داعش” المناطق المتنازع عليها بين الإقليم ذو الحكم الذاتي والحكومة الاتحادية ببغداد كممرات آمنة لتحركات عناصره الإرهابية. واعتبر أن هذه الممرات تشكل خطرًا كبيرًا على إقليم كردستان والعراق بأكمله وتهديدًا لأمن المنطقة والعالم.

كانت مسألة خروج القوات الأجنبية من العراق، ومن ضمنها القوات الأمريكية التي تشكل النسبة الأكبر من هذا التحالف، أثارت جدلًا واسعًا في البلاد، بعد إقرار البرلمان العام الماضي قرارًا يدعو لانسحابها، بالتنسيق مع الحكومة، فيما عمدت إدارة دونالد ترامب السابقة إلى خفض عدد جنودها في العراق، إلى حوالي 2500 خلال الأشهر الماضية.

ربما يعجبك أيضا