أزمة سد النهضة.. تحرك أمريكي جديد لمواجهة التعنت الإثيوبي

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – بدأ المبعوث الأمريكي الخاص لمنطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتما، خلال زيارته إلى مصر محاولة جديدة، لإنهاء الأزمة الموجودة بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن أزمة سد النهضة، سعيا إلى الوصول لاتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً حول ملء وتشغيل سد النهضة.

“السيسي والمبعوث الأمريكي”

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، استقبل اليوم الأربعاء؛ المبعوث الأمريكي الخاص لمنطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان، بحضور وزيرا الخارجية المصري سامح شكري، ووزير الري محمد عبد العاطي والسفير الامريكي بالقاهرة جوناثان كوهين.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي، عبر صفحته بـ”فيس بوك”، بأن الرئيس هنأ المبعوث الأمريكي على تعيينه في منصبه الجديد، متمنياً التوفيق له في تلك المهمة وفي التعامل مع قضايا المنطقة، بما يعزز من الأمن والاستقرار والتنمية بها، خاصةً في توقيت تواجه فيه منطقة القرن الأفريقي العديد من التحديات المعقدة التي تهدد بتقويض الاستقرار بها.

وأشار السيسي إلى أهمية انخراط الولايات المتحدة بشكل مكثف لاحتواء تلك التحديات، مؤكدا حرص مصر على تعزيز التعاون الثنائي مع الولايات المتحدة في إطار علاقات الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين البلدين الصديقين والدور الحيوي لتلك الشراكة في تحقيق الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية.

من جانبه؛ أكد المبعوث الأمريكي الخاص لمنطقة القرن الأفريقي تثمين الولايات المتحدة للعلاقات الاستراتيجية مع مصر، وذلك في ضوء الثقل السياسي والدور المحوري الذي تتمتع به مصر في محيطها الإقليمي، بما يساهم في تحقيق التوازن بالمنطقة، وحرص الولايات المتحدة على دفع أطر التعاون بين البلدين الصديقين ثنائياً وإقليمياً.

“أزمة سد النهضة”

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية في منطقة القرن الافريقي، في مقدمتها تطورات ملف سد النهضة.. وأكد فيلتمان أن الإدارة الأمريكية جادة في حل تلك القضية الحساسة نظراً لما تمثله من أهمية بالغة لمصر وللمنطقة والتي تتطلب التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة.

من جانبه؛ استعرض الرئيس المصري تفصيلاً تطورات قضية سد النهضة، مؤكداً سيادته النهج المرن لمصر في التعامل مع هذه القضية على مدار السنوات الماضية في مختلف مسارات التفاوض، والذي طالما قام على أساس السعي للتوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً يحقق مصالح كل من مصر والسودان وإثيوبيا، ويراعي حقوق ومصالح مصر وامنها المائى ويمنع إيقاع الضرر بها، إلا أن جميع الجهود التي بذلت خلال عملية التفاوض لم تتوصل إلى الاتفاق المنشود نتيجة غياب الإرادة السياسية لدى الطرف الآخر.

وشدد السيسي على أن مصر ما زالت تسعى للتوصل إلى اتفاق عادل ومنصف وملزم قانوناً لملء وتشغيل سد النهضة، بما في ذلك من خلال مسار المفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي بقيادة مقدرة من الرئيس الكونغولي “فيليكس تشيسيكيدي”، مؤكدا أن تلك القضية هي قضية وجودية بالنسبة لمصر التى لن تقبل بالإضرار بمصالحها المائية أو المساس بمقدرات شعبها، ومن ثم أهمية تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته ولياته في حلحلة تلك الأزمة وحيوية الدور الأمريكي للاضطلاع بدور مؤثر في هذا الإطار.

“اتفاق ملزم”

في الوقت ذاته، التقى وزير الخارجية والري بالمبعوث الأمريكي والوفد المرافق له، لمناقشة مستجدات مفاوضات سد النهضة وللتشاور حول سبل إنجاح الجهود الجارية من أجل التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً حول ملء وتشغيل سد النهضة.

وصرح المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أحمد حافظ، بأن الوزيرين استعرضا خلال الاجتماع مسار ملف سد النهضة الممتد لعقد كامل منذ أن بدأت إثيوبيا بناء السد دون التشاور مع دولتي المصب وانتهاءً بالمفاوضات الجارية على قواعد ملء وتشغيل سد النهضة والتي لم تكلل بالنجاح بسبب تعنت إثيوبيا ورفضها كل الأطروحات الفنية حول قواعد الملء والتشغيل التي قدمتها مصر خلال المفاوضات أو التي ساهم في إعدادها وسطاء دوليين وقبلتها مصر، ومنها الاتفاق الذي انتهت إليه المفاوضات التي جرت برعاية أمريكية.

وأضاف المتحدث الرسمي في بيان عبر صفحة الوزارة بـ”فيس بوك”، أن الوزيرين شكري وعبد العاطي أكدا خلال الاجتماع أن مصر ما زالت تأمل في أن يتم التوصل لاتفاق حول سد النهضة قبل صيف العام الجاري، حيث يتعين أن تتم عملية ملء السد وفق اتفاق يراعي مصالح دولتي المصب ويحد من أضراره عليها.

وأعرب الوزيران عن استعداد مصر لبذل الجهد اللازم لإنجاح مسار المفاوضات الذي يرعاه الاتحاد الإفريقي وتقوده جمهورية الكونغو الديمقراطية مؤكدين أن مصر تتطلع للتعاون مع شركائها الدوليين، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، لتحقيق الهدف والتوصل للاتفاق المنشود.

ربما يعجبك أيضا