صحفي سابق وملاكم يقتنص من «بيبي» مهمة تشكيل حكومة الاحتلال

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

أسند رئيس الاحتلال الإسرائيلي ، رؤوفين ريفلين، أمس الأربعاء، مهمة تشكيل الحكومة الجديدة للسياسي المعتدل وزعيم حزب «يش عتيد»، يائير لابيد، بعد أن أقر بنيامين نتنياهو في اليوم السابق بفشله في تشكيل ائتلاف.

وأمام لابيد، مهلة مدتها 28 يوما لمحاولة تشكيل حكومة، لكنه يواجه معركة شاقة لإكمال المهمة، فيما يعد يائير لابيد، أقوى خصوم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وجاء ذلك بعد أن حاول زعيم حزب الليكود نتنياهو، البالغ من العمر71 عاما، التشبث بالمنصب في 4 انتخابات غير حاسمة منذ 2019 ومزاعم فساد ينكرها.

لابيد الصحفي والملاكم

ووُلد لابيد عام 1963 في مدينة تل أبيب، ووالده هو وزير العدل السابق، يوسف لابيد، أما والدته فهي الروائية والكاتبة المسرحية والشاعرة، شلوميت لابيد.

واعتزل يائير العمل الصحفي في 2012، بعد نحو 3 عقود في المهنة، حيث انخرط في الحياة السياسية، وأسس حزب «هناك مستقبل»، وفي إطار هذا الحزب، خاض لابيد، وهو ملاكم هاوٍ ومحب للفنون القتالية، الانتخابات البرلمانية في 2013، وحصد 19 مقعدًا من أصل 120 في الكنيست، وهي نتيجة «مفاجئة»، وحينها تحالف لابيد مع نتنياهو، زعيم حزب الليكود اليمينيفى الائتلاف الحكومى، تبوأ فيه لابيد منصب وزير المالية، لكن الائتلاف لم يُعَمِّر طويلًا، وتراجع دور لابيد وحزبه في الساحة السياسية، حيث حصد 11 مقعدًا فقط في انتخابات 2015، واختار صفوف المعارضة.

وكان لابيد، البالغ من العمر 57 عاما، قد استبعد العمل مع نتنياهو، بسبب التهم الجنائية الموجهة إليه.

لابيد مؤيد سابق لحل الدولتين

وحصل حزب لابيد على ثاني أكبر عدد من المقاعد، حيث حصد 17 مقعدا مقابل 30 لحزب ليكود.

ركز لابيد، وهو صحفي ومذيع تلفزيوني سابق، في حملته الانتخابية الأخيرة على تهم الفساد التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي حاليا.

وأيد لابيد في السابق الفصل بين إسرائيل والفلسطينيين. وفي الماضي أيد حل الدولتين رغم أنه لم يكرر هذا التأييد في حملته الانتخابية الأخيرة.

وتحدث لابيد بشكل علني عن معارضته أي تحالف سياسي مع الأحزاب العربية الإسرائيلية، التي قد تمنح تحالفه مع أزرق وأبيض الأغلبية التي يحتاجها لتشكيل الحكومة.

وكان منصور عباس، زعيم حزب “القائمة العربية المشتركة”، قال إنه منفتح على أي ترتيب يحسن مستويات المعيشة للأقلية الفلسطينية في إسرائيل التي تبلغ 20 في المئة.

لكن زعيم “الصهيونية الدينية” بتسلئيل سموتريتش وصف “القائمة” بأنها “تؤيد الإرهاب”، وقال إنه يرفض العمل معها.

موقفه من النووي الإيراني

وفيما يتعلق بإيران، أعرب لابيد عن دعمه القوي لنتنياهو، الذي حذر مرارا وتكرارا من خطر برنامج إيران النووي.

كما تجنب الانتقاد الصريح للأحزاب الأرثوذكسية اليهودية المتشددة كوالده.

وقد تجاوز حزب يش عتيد التوقعات في انتخابات عام 2013 حيث حصل على 19 مقعداً في الكنيست وأصبح ثاني أكبر حزب في إسرائيل من حيث مقاعد الكنيست وجاء بعد حزب تحالف الليكود وإسرائيل بيتنا.

وبعد أسابيع من المفاوضات انضم حزب يش عتيد إلى الائتلاف الحاكم بزعامة نتنياهو وتولي حقيبة المالية لكن ما لبث أن عزله نتنياهو من منصبه في ديسمبر/كانون الأول 2014.

وكان لابيد قد أثار جدلاً واسعاً في عام 2018 عندما أوصت الشرطة الإسرائيلية بإدانة نتنياهو بتهم فساد وتبين أن لابيد كان شاهداً رئيسياً في إحدى القضايا التي كانت الشرطة تحقق فيها مع نتنياهو.

إذا فشل لابيد في تشكيل ائتلاف خلال المهلة الممنوحة له، والتي تبلغ 28 يوما وتنتهي في 2 يونيو، يمكن لأغلبية المشرعين في الكنيست محاولة المصادقة على أي عضو في الكنيست – بما في ذلك نتنياهو وغانتس – كرئيس للوزراء. لم يتم انتخاب زعيم من قبل خلال تلك الفترة الزمنية في إسرائيل. إذا فشلت فترة الـ 21 يوما تلك في تشكيل ائتلاف حكومي، فستضطر البلاد في سيناريو غير مسبوق إلى التوجه للمرة الخامسة إلى صناديق الاقتراع في غضون عامين ونصف العام.

ربما يعجبك أيضا