بعد حظر الهند لتصدير اللقاحات.. هل تدخل أفريقيا في كارثة صحية؟

محمود رشدي

رؤية – محمود- رشدي

تضررت دول عربية وأفريقية نتيجة للأزمة التي تمر بها الهند، والتي أدت إلى تراجع إمدادات برنامج كوفاكس، الذي تعتمد عليه حملات التلقيح في أفريقيا.

وتعتمد معظم البلدان الأفريقية على برنامج منظمة الصحة العالمية كوفاكس، الذي تم إنشاؤه لضمان حصول البلدان الفقيرة على فرص متكافئة في الحصول على اللقاحات اللازمة لمكافحة الوباء. ويُنتج المورد الرئيسي، معهد سيروم في الهند (SII) لقاح أسترازينيكا الذي يعطى على جرعتين. غير أن الطلب المحلي المتزايد على الجرعات في الهند، حيث يخرج الوباء عن نطاق السيطرة في الوقت الحالي، تم وقف الإمدادات التي يتم نقلها جواً لبرنامج كوفاكس.

مساع دولية

كما تم إخراج كوفاكس من السوق من قبل الدول الغنية التي أبرمت صفقاتها الخاصة مع الشركات المصنعة، مما أدى إلى تقدم في تحصين مواطنيها. وكانت الدول الغنية قد تنافست مع كوفاكس في البداية، إذ أبرمت اتفاقاتها الخاصة مع شركات تصنيع الأدوية واستحوذت على حصة الأسد من أكثر من 1,2 مليار جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 التي تم ضخها في العالم.

وبحسب دويتشه فيله، وصف أحمد أوغويل، نائب مدير المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، لقاح أسترازينيكا الذي يصنعه معهد سيروم في الهند بأنه “العمود الفقري لحملة التطعيم الجارية في إفريقيا”. وقال: “الجزء الأول من حملات التطعيم في أفريقيا كان مرتكزاً على الجرعات القادمة من معهد سيروم في الهند”.

الجرعة الثانية

تأتي الأزمة مع إعطاء الجرعة الثانية من اللقاح، ومن غير الواضح موعد تأمين الدفعة الثانية من اللقاح. إذ أدى التأخير إلى توقف البرامج التي تهدف إلى حملات تطعيم غلى مستوى أوسع.

وتوقع برنامج كوفاكس تلقي حوالي 114 مليون جرعة، ولكن حتى الآن لم يتم تسليم سوى 24 مليون جرعة.

في حين أشار أوغويل إلى أنه على الرغم من أن اللقاحات قد تكون متاحة من مصادر أخرى، إلا أن الوصول إليها لا يزال صعباً، ويضيف “لن أسميها كارثة لأن هناك لقاحات أخرى في السوق. نعتبر الأمر بمثابة تأخير لأن اللقاحات ليست سوى جزء واحد من السيطرة على هذا الوباء.”

التطعيمات الجزئية

في حين أن الجرعة الأولى قد توفر مناعة تصل إلى 50 في المائة، إلا أنها ليست فعالة في مساعدة برامج التطعيم الحكومية التي تهدف إلى مناعة القطيع.

وبحسب مطلعون، فإن تحقيق المناعة الجزئية ليس سوى قطرة في بحر”،إذ أوضح أحدهم أنه في مواجهة هذه الحالة، يمكن للأطباء تمديد الفترات الفاصلة بين إعطاء اللقاح من “3 أسابيع إلى 12 أسبوعاً”.

ويمكن للدول التفكير في الحصول على اللقاحات التي تعتمد على جرعة واحدة فقط، مثل لقاح جونسون آند جونسون. وفيما يخص خلط اللقاحات، قالت د. آي إن الأبحاث لا تزال جارية حول فعالية خلط جرعات اللقاح.

ويتفق خبراء الصحة بشكل عام على أن الخلط بين اللقاحات الممنوحة للاستخدام الطارئ يجب أن يكون آمناً، لكن لم توص أي حكومة رسمياً بهذه الممارسة.

في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن مبادرة “لقاح مايتري” الهندية (دبلوماسية اللقاح) بعد أيام من بدء الهند حملة التطعيم على مستوى البلاد في كانون الثاني/ يناير. في البداية، تمت الإشادة بالهند لمشاركتها لقاحاتها مع الدول الفقيرة، على الرغم من أن البعض قد انتقد هذه الخطوة باعتبارها روح استعراضية من قبل مودي على حساب المواطنين الهنود. والجدير بالذكر أنه قد تم إعطاء أكثر عن مليار جرعة لقاح كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، وفقاً لإحصاء وكالة فرانس برس.

ربما يعجبك أيضا