الأردن.. حراك على أكثر من مستوى و«حالة اشتباك يومي» مع إسرائيل نصرة للقدس والأقصى ‎

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق  

يقود الأردن حراكا على أكثر من مستوى، لوقف الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى المبارك، وضد المقدسيين عامة وحي الشيخ جراح خاصة، فيما تقول وزارة الخارجية في عمان، إنها في “حالة اشتباك يومي” مع تل أبيب.  

ومع ساعات عصر اليوم الأحد، نفذ مئات الأردنيين، وقفة احتجاجية بالقرب من مبنى السفارة الإسرائيلية بمنطقة الرابية في العاصمة عمّان، نصرة للقدس والمسجد الأقصى.  

وطالب المشاركون في الوقفة، بطرد السفير الإسرائيلي من عمان وسحب سفير المملكة من إسرائيل، وإنهاء معاهدة السلام، ووقف العمل باتفاقية الغاز.  

ودد المشاركون في الوقفة شعارات عديدة من بينها ” “لا سفارة ولا سفير اطلع برا يا حقير .. والرابية بدها تطهير من السفارة والسفير”. 

وأكدوا أن المسجد الأقصى “خط أحمر لا يقبل القسمة على إثنين”.  

وردد المشاركون في الوقفة هتافات مؤيدة للمقاومة الفلسطينية وشباب القدس الثائر.  

الخارجية: تكريس الوصاية الهاشمية  

واليوم الأحد، جددت الخارجة الأردنية، أن المملكة وانطلاقا من الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ستواصل تكريس كل إمكانياتها لحماية المقدسات وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية والوضع القائم التاريخي والقانوني فيها والتصدي للاعتداءات الإسرائيلية. 

وأوضح الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير ضيف الله الفايز، أن الوزارة في اشتباك يومي مع السلطات الإسرائيلية، القوة القائمة بالاحتلال في القدس الشرقية، لوقف الانتهاكات ووقف الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك والمصلين. 

وأضاف الفايز -في بيان حصلت “رؤية” على نسخة منه- أن الوزارة حذرت الجانب الإسرائيلي من مغبة الاستمرار في الانتهاكات وطالبت بوقفها وبأن تتقيد إسرائيل بالتزاماتها وفق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وأن تحترم الوضع القائم التاريخي والقانوني.  

كما بين أن الوزارة نقلت احتجاجها للسلطات الإسرائيلية على ما تعرض له الحرم من انتهاكات خاصة في الليلتين الماضيتين. 

مذكرة رسمية لحي الشيخ جراح  

وبخصوص حي الشيخ جراح، أعلنت الخارجية الأردنية، توجيهها مذكرة رسمية لوزارة الخارجية الإسرائيلية عبرت فيها عن رفض الحكومة الأردنية محاولات السلطات الإسرائيلية تهجير أهالي حي الشيخ جراح من منازلهم. 

وأكدت الخارجية في مذكرتها، أن المقدسيين يعاملون معاملة السكان المحميين بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وبالتالي لا يحق للسلطات الإسرائيلية تهجيرهم قسريا من منازلهم، وأن تهجيرهم يعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني.  

كما أكدت المذكرة بطلان سريان قرارات المحاكم الإسرائيلية على القدس الشرقية المحتلة استناداً للقانون الدولي الإنساني.  

ودعت المذكرة السلطات الإسرائيلية إلى احترام أحكام القانون الدولي حول هذه القضية، واحترام حق الأهالي في منازلهم والتي سكنوها بعد توقيع اتفاقيات بين الحكومة الأردنية وأرباب العائلات في العام 1956، وهو حق مستمر وساري المفعول في ظل وقوع سلطة الاحتلال، واحترام وضعية هذه الأملاك وحق الأهالي بها وعدم المساس بها وأن هذه الحقوق للعائلات في الأملاك ما زالت قائمة ولم يتم إنهاؤها من قبل الحكومة الأردنية في أي وقت كان. 

وأوضح الفايز أن الوزارة تأمل بأن تساهم هذه المذكرة إضافة لما تم تقديمه من وثائق وعقود وكشوفات واتفاقيات في إسناد الأهالي للحفاظ على حقوقهم الشرعية في المنازل التي يملكونها.  

وتابع أن المملكة وانطلاقا من مواقفها الثابتة والراسخة بدعم حقوق الشعب الفلسطيني وتثبيت المقدسيين في أرضهم ومنازلهم تتابع القضية منذ بدايتها، وفي هذا الإطار فإنها تواصل حشد الدعم  الدولي لقضية أبناء حي الشيخ جراح ولبلورة موقف دولي ضاغط على إسرائيل لوقف تنفيذ الإجراءات . 

حراك السفراء  

من جانبه، دعا وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي اليوم الأحد، سفراء دولة فلسطين للتنسيق مع السفراء الأردنيين في مخاطبة وزارات الخارجية ومراكز صنع القرار والرأي العام والبرلمانات في الدول المضيفة، لشرح تطورات الأوضاع في القدس المحتلة، وما تتعرض له من عدوان إسرائيلي متواصل. 

وقال المالكي في بيان له حصلت “رؤية” على نسخة منه، إن هذا التحرك المشترك للسفراء يأتي في إطار تنسيق الجهود المشتركة لحشد أوسع جبهة دولية ضاغطة على دولة الاحتلال لوقف عدوانها فورا.  

وأضاف: تستغل إسرائيل قرار الرئيس الأمريكي السابق في الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل من أجل ترسيخ هذا الالتزام، وجعل التراجع عنه شبه مستحيل. 

 وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تسعى إلى ترسيخ تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانيا وتأكيد تقسيمه مكانيا، كما يطال الاستهداف الإسرائيلي بقية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، بما فيها كنيسة الجثمانية وأخيرا كنيسة القيامة، وتحديدا خلال الاحتفالات بسبت النور، وعيد الفصح للطوائف المسيحية الشرقية. 

وفي هذا السياق، أكدت الخارجية الأردنية، أنها ومنذ البداية وجهت سفراءها في عواصم العالم لمواصلة التحرك مع الحكومات والمسؤولين ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان ومؤسسات الاتحاد الأوروبي لحثهم على اتخاذ المواقف اللازمة لمنع إسرائيل من المضي في الإجراءات.  

يُذكر أن المملكة قدمت طلباً مشتركاً مع دولة فلسطين إلى جامعة الدول العربية لعقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري يوم الثلاثاء المقبل.

ربما يعجبك أيضا