انتفاضة رمضان.. المقدسيون يثورون وغزة تمطر الاحتلال والعالم لا يحرك ساكنًا

أشرف شعبان
إطلاق صواريخ من قطاع غزة

رؤية – أشرف شعبان

لا تهدأ القدس إلا لتثور من جديد، المشهد ذاته يواجهه المقدسيون كل ليلة، لكن أمس واليوم مختلف، فالأمر وصل لذروته، وجنود الاحتلال الإسرائيلي مدججون بكامل أسلحتهم وعتادهم ينتشرون في أنحاء المدينة وأحيائها دون أن يردع ذلك أبناء القدس عن التعبير عن غضبهم إزاء ما يعيشونه من قيود وانتهاكات في أبسط تفاصيل حياتهم بما فيها الصلاة.

مواجهات أخرى تجنب الاحتلال خلالها اقتحام ساحات الأقصى ليلا، لكنه عاد واقتحم الحرم القدسي صباح اليوم الإثنين من جهة باب المغاربة وأطلق الرصاص المطاطي وقنابل الصوت صوب المرابطين، واعتدى على المعتكفين في المسجد الأقصى بمواجهات عنيفة خلفت عشرات الإصابات، وحاصرت المرابطين داخل المسجد القبلي الذي تركزت عنده المواجهات.

وأطلق جنود الاحتلال وابلا من قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي عند المسجد القبلي وقبة الصخرة والمصلى المرواني، وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن هناك إصابات مباشرة في الرأس بالرصاص المعدني بين المعتكفين.

وأفاد شهود عيان بأن قناصة جيش الاحتلال انتشروا في باحات المسجد واطلقوا الرصاص مستهدفين المناطق العلوية من الجسد على كل من يوجد بالباحات.

وفي المسجد الأقصى، قال شهود: إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والرصاص المطاطي على مئات الفلسطينيين الذين ألقوا الحجارة عليهم في الصباح.

يأتي ذلك بينما تحاصر قوات الاحتلال المسجد الأقصى بشكل كامل وتستهدف جميع الموجودين داخله، وتكثف تواجدها في البلدة القديمة.

وجاء الاقتحام رغم قرار شرطة الاحتلال بعدم السماح للمستوطنين بالوصول إلى الأقصى بعدما قامت بتقييم الوضع، وفق بيان لها صباح اليوم.

ورابط مئات الفلسطينيين في المسجد الأقصى منذ فجر اليوم الإثنين لمنع أي اقتحام إسرائيلي للمسجد، بعدما أعلنت جماعات استيطانية أنها تجهز لاقتحام كبير اليوم بمناسبة ما يسمونه يوم توحيد القدس في إشارة إلى الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية عام 1967.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن أكثر من 305 فلسطينيين أصيبوا في أعمال العنف، نُقل 228 منهم على الأقل إلى المستشفيات وحالة بعضهم حرجة، بينما قالت الشرطة الإسرائيلية إن 21 شرطياً أصيبوا، وفقا لوكالة «رويترز».

وأثارت الاشتباكات مخاوف دولية بشأن اتساع رقعة الصراع. ودعا البيت الأبيض إسرائيل لضمان الهدوء خلال إحياء ذكرى «يوم القدس»

فيما أمهل أبوعبيدة، الناطق باسم «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، القوات الإسرائيلية للانسحاب من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، والإفراج عن كافة المعتقلين خلال هبة القدس الأخيرة، حتى السادسة مساء، وإلا فقد أعذر من أنذر، بحسب «روسيا اليوم».

من جهتها، دعت حركة «الجهاد الإسلامي»، إلى إعلان النفير والغضب في كافة أنحاء فلسطين ومخيمات اللجوء والشتات، «نصرة لأهلنا في القدس ودعما لانتفاضة رمضان».

وبعد اقتحام دام لنحو 4 ساعات، انسحبت شرطة الاحتلال الإسرائيلي من المسجد الأقصى، اندلعت على أثره مواجهات خلفت عشرات المصابين في الجانب الفلسطيني.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية: إن الشرطة انسحبت من الحرم القدسي، وسط هتافات نصر أطلقها الفلسطينيون من داخل المسجد.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، أنه تقرر تعزيز قوات فرقة غزة بقوات إضافية، وذلك في ضوء تزايد محاولات إطلاق الصواريخ والبالونات الحارقة من القطاع.

كما أعلن جيش الاحتلال إرجاء مناورات كان تم وصفها بأنها الأكبر في تاريخ إسرائيل، وذلك بعدما تم الإعلان أمس عن انطلاقها.

وذكر موقع «واي نت»، أن رئيس الأركان أفيف كوخافي قرر إرجاء المناورات في ظل التوترات المتصاعدة في القدس الشرقية وقطاع غزة.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بوقف رحلات الطيران في مطار «اللد» أحد أكبر مطارات إسرائيل، وتحويلها إلى مطارات بديلة جراء التوترات الأمنية، وفقًا لما ذكرته قناة «سكاي نيوز عربية» في نبأ عاجل.

ومؤخرا ذكرت «سي إن إن» أن صافرات الإنذار في القدس ومواقع أخرى في وسط إسرائيل، فيما أعلنت كتائب القسام عن “توجيه ضربة صاروخية للعدو في القدس المحتلة ردا على جرائمه وعدوانه على المدينة المقدسة وتنكيله بأهلنا في الشيخ جراح والمسجد الأقصى”.

وسمع سكان القدس دوي انفجارات متعددة، وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه تم إطلاق 7 صواريخ من قطاع غزة، فيما قررت الشرطة الإسرائيلية تعليق مسيرة القوميين الإسرائيليين بعد إطلاق الصواريخ.

هذا وأفاد حساب “إسرائيل بالعربية” التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية في تغريدة عبر “تويتر” بأنه “تم تفعيل الإنذار في مدينة أورشليم القدس قبل قليل”.

وأعلنت “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إطلاقها 30 صاروخا نحو مدينة سديروت الإسرائيلية، عقب انتهاء مهلة منحتها الفصائل لإسرائيل لسحب قواتها من المسجد الأقصى بعد الاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين هناك.

ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي مقطع فيديو قال إنها غارة على خلية تابعة لحركة حماس في قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الإثنين إن الجيش بدأ مهاجمة أهداف حماس العسكرية في غزة وأرسل قوات إضافية إلى هناك.

إلى ذلك، قال مراسل RT: إن قائدا ميدانيا في حماس قتل في غارة إسرائيلية، فيما قالت وكالة الأنباء الفرنسية إنه قيادي كبير في الحركة.

ربما يعجبك أيضا