انفجارات قوية في القدس المحتلة.. وهروب جماعي للمستوطنين

محمود

رؤية – محمد عبدالكريم

القدس المحتلة – قصفت الفصائل الفلسطينية رشقات صاروخية باتجاه مدينة القدس المحتلة، وذلك في أعقاب انتهاء المهلة التي منحتها لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، وسط أنباء عن دوي أصوات انفجارات في مدينة القدس وسقوط قذائف صاروخية في محيطها.

وأعلنت كتائب “عز الدين القسام “، التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (“حماس”)، توجيه “ضربة صاروخية للعدو في القدس المحتلة ردًا على جرائمه وعدوانه على المدينة المقدسة وتنكيله بأهلنا في الشيخ جراح والمسجد الأقصى، وهذه رسالة على العدو أن يفهمها جيدًا، وإن عدتم عدنا وإن زدتم زدنا”، بحسب ما جاء في البيان.

وسمع دوي عشر انفجارات قوية في منطقة القدس المحتلة، رافقه هروب جماعي للمستوطنين خلال مسيرتهم العدوانية في القدس المحتلة .

وقررت إسرائيل إلغاء المسيرة الاستفزازية للمستوطنين (مسيرة رقص الإعلام) التي كان من المقرر أن تنطلق مساء اليوم الاثنين في مدينة القدس بذكرى ما يسمى “توحيد شطري القدس” المحتلة.

وتعرضت مساء اليوم مدينة القدس لرشقة صواريخ أطلقتها المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة، ردا على الاعتداءات الإسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى ومحاولاتها تهجير أهالي الشيخ جراح عن منازلهم.

وعرضت محطات التلفزة الإسرائيلية مشاهد للمستوطنين الذين تجمعوا في القدس الغربية للانطلاق في المسيرة، وهم يهربون وسط حالة من الهلع بعد أن دوت

صافرات الإنذار في المدينة.

وبسبب المواجهات التي شهدتها مدينة القدس، كان من المقرر أن تنطلق المسيرة تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال دون أن تمر من باب العامود، كما جرت العادة في كل عام.

وأعلنت “سرايا القدس” الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، “استهداف جيب صهيوني شرق غزة بصاروخ موجه كورنيت”، وأكدت في بيانها “إصابة الجيب بشكل مباشر”. وذلك في أعقاب الإعلان عن “حدث أمني” في معبر بيت حانون “إيرز”، ورفع حالة التأهب في صفوف الجيش الإسرائيلي.

كما استهدفت فصائل المقاومة الفلسطينية مدينة عسقلان والمستوطنات الإسرائيلية المحيطة في قطاع غزة، برشقة صاروخية ثانية؛ وأعلنت “سرايا القدس” عن إطلاقها رشقة صاروخية وصفتها بالكبيرة، باتجاه مدينة سديروت.

وفي وقت سابق، منحت “الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية” في قطاع غزة، سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مهلة حتى الساعة السادسة من مساء اليوم، الإثنين، لسحب جنوده من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة والإفراج عن المعتقلين، فيما دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (“كابينيت”)، للانعقاد، في وقت لاحق، اليوم.

في حين أغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدة شوارع في محيط قطاع غزة وقرر تعليق حركة القطارات من عسقلان إلى بئر السبع، وذلك في أعقاب رفع حالة التأهب؛ كما حولت سلطة المطارات الإسرائيلية، حركة الطيران المدني للرحلات التي أقلعت من مطار بن غوريون في اللد، إلى مسارات بديلة شمالا، تحسبا للتصعيد في غزة.

وأمهلت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، في بيان صدر عن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة، قوات الاحتلال الإسرائيلي “حتى الساعة السادسة من مساء اليوم لسحب جنوده ومغتصبيه من المسجد الأقصى المبارك وحي الشيخ جراح، والإفراج عن كافة المعتقلين خلال هبة القدس الأخيرة، وإلا فقد أعذر من أنذر”، بحسب ما جاء في البيان.

https://www.youtube.com/watch?v=Jmxxq2Nb5Yg

ويأتي انعقاد الكابينيت في ظل تصعيد الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة واقتحامها باحات المسجد الأقصى واعتدائها على المصلين والمعتصمين في حي الشيخ جرّاح، فيما تتصاعد حدة التوتر في قطاع غزة.

وأغلقت قوات الجيش الإسرائيلي، بعد ظهر اليوم الإثنين، عدة شوارع في محيط قطاع غزة، وذلك في أعقاب رفع حالة التأهب. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قرر تعزيز فرقة غزة العسكرية بقوات أخرى ستنقل إليها، في أعقاب تقييم للوضع. في حين أعلنت الشرطة عن تعزيز قواتها في مدينة القدس المحتلة.

وقررت بلدية عسقلان بالإضافة إلى المجلس الإقليمي “إشكول” فتح الملاجئ في ظل إطلاق القذائف الصارويخ من قطاع غزة والتهديدات التي أطلقتها فصائل المقاومة. وجاء في بيانين منفصلين أن “الملاجئ العامة ستبقى مفتوحة لحين عودة الوضع إلى الروتين الطبيعي الكامل”، مشيرة إلى “مخاوف من تصعيد أمني يشهد تكرار إطلاق الصواريخ من غزة”.

وجاء في بيان صدر عن المتحدث العسكري الإسرائيلي أنه “على ضوء تقييم الوضع، قرر الجيش إغلاق مناطق وطرق قريبة من السياج الحدودي مع قطاع غزة، لا سيما تلك المؤدية إلى المناطق الزراعية غرب الطريق السريع 232.

بالإضافة إلى ذلك، تقرر إغلاق شاطئ زيكيم أمام المصطافين ووقف حركة القطارات بين أشكلون وبئر السبع”.

هذا وقرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، تعليق تدريب هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، والذي أطلق عليه “عربات النار”،

وكان مقررا يوم غد، الثلاثاء، وأوعز كوخافي لقواته بـ”تركيز الجهود على الاستعداد والتأهب لسيناريوهات التصعيد”.

وتتزامن جلسة الكابينيت مع مسيرة المستوطنين الاستفزازية في القدس المحتلة، التي كان من المخطط لها أن تمر من باب العامود والحي الإسلامي وطريق الواد (الرئيسية في سوق القدس) في البلدة القديمة، وهو المخطط الذي وافقت عليه شرطة الاحتلال، قبل أن تواجه الشرطة معارضة جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) والجيش الإسرائيلي.

ونقل الموقع الإلكتروني صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة قولها إن مرور المسيرة الاستفزازية في باب العامود من شأنه أن “يؤدي إلى اشتعال آخر وغير ضروري إضافة إلى كل أحداث اليوم”. وأضافوا أنهم لا يعارضون المسيرة الاستفزازية “لكن مرورها بباب العامود لا حاجة له وخطير في هذا الوقت”. ورفض الشاباك والجيش الإسرائيلي التعقيب على ذلك رسميا.

 وصباح اليوم، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى، مستخدمة الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز، قبل أن تنسحب مخلفة أكثر من 331 جريحا فلسطينيا بينهم مسعفون، وفق “الهلال الأحمر” الفلسطيني.

ربما يعجبك أيضا