تحركات مصرية لنصرة فلسطين.. وإدانات مستمرة من «الخارجية والأزهر والإفتاء»

إبراهيم جابر
مصر وفلسطين - فلسطين ومصر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – كثفت القيادة السياسية في مصر عبر وزارة الخارجية من تحركاتها لمواجهة الانتهاكات المصرية في القدس، من خلال اقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المقدسيين والمصليين الفلسطينيين، فضلا عن الممارسات غير قانونية باستمرار سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية من خلال بناء مستوطنات جديدة أو توسيع القائم منها ومصادرة الأراضي وتهجير الفلسطينيين من منازلهم في حي “الشيخ جراح” بالقدس الشرقية.

“مصر تدين”

مع بداية التوترات الأخيرة، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، بالغ إدانتها واستنكارها لقيام السلطات الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المقدسيين والمُصلين الفلسطينيين، مؤكدةً ضرورة تحمُل السلطات الإسرائيلية لمسئوليتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين وحقهم في ممارسة الشعائر الدينية.

وطالبت وزارة الخارجية في بيان رسمي، عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، الجمعة الماضية، السلطات الإسرائيلية بوقف أي ممارسات تنتهك حُرمة المسجد الأقصى المبارك وشهر رمضان المُعظّم، أو الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس ومقدساتها وتغيّر من الوضع التاريخي والقانوني القائم.

وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد حافظ، الرفض الكامل لأي ممارسات غير قانونية تستهدف النيل من الحقوق المشروعة والثابتة للشعب الفلسطيني الشقيق، لا سيما تلك المتعلقة باستمرار سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية من خلال بناء مستوطنات جديدة أو توسيع القائم منها أو مصادرة الأراضي أو تهجير الفلسطينيين، لما تمثله من انتهاك للقانون الدولي، وتقويض لفرص التوصل إلى حل الدولتين، وتهديد لركائز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأدان المتحدث الرسمي، المساعي الحالية لتهجير عائلات فلسطينية من منازلهم في حي “الشيخ جراح” بالقدس الشرقية، والتي تمثل انتهاكاً لمقررات الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني واستمرارًا لسياسة التهجير القسري للفلسطينيين.

“تحركات مستمرة”

وبخلاف المساندة الشعبية لفلسطين، استمرت التحركات المصرية، إذ عقد مساعد وزير الخارجية السفير نزيه النجاري، اجتماعًا أمس؛ مع سفيرة إسرائيل بالقاهرة أميرة أورون، شدد خلاله على موقف مصر الرافض والمستنكر لاقتحام السلطات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك، كما تم التشديد على ضرورة احترام المقدسات الإسلامية، وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين وصيانة حقوقهم في ممارسة الشعائر الدينية.

وأوضحت وزارة الخارجية في بيان عبر صفحتها بـ”فيس بوك”، أنه تم التشديد أيضًا خلال اللقاء على كافة النقاط الواردة في البيان الصادر عن الوزارة بشأن التطورات المثيرة للقلق بالقدس، مبينة أنه طُلب من السفيرة الإسرائيلية نقل رسالة إلى المسئولين الإسرائيليين مفادها ضرورة توفير الحماية للمصلين والسماح لهم بالصلاة في أمان وحرية، وقيام السلطات الإسرائيلية بتحمل مسئولياتها إزاء ضبط الوضع الأمني في القدس.

وأدانت مصر، اليوم الإثنين؛ بأشد العبارات اقتحام القوات الإسرائيلية مُجددًا حرم المسجد الأقصى المبارك، والتعرُض للمُصليين الفلسطينيين وإخراجهم من داخل باحات المسجد الأقصى، مؤكدةً ضرورة تحمُل إسرائيل لمسئوليتها إزاء هذه التطورات المتسارعة والخطيرة، والتي تُنبئ بمزيد من الاحتقان والتصعيد الذي لا يُحمد عُقباه.

وشددت وزارة الخارجية على ضرورة وقف كافة الممارسات التي تنتهك حُرمة المسجد الأقصى المبارك، لاسيما في شهر رمضان الفضيل، وذلك اتساقًا مع قواعد القانون الدولي وبغية توفير كافة أوجه الحماية للمدنيين الفلسطينيين في حرم المسجد الأقصى المبارك وسائر أنحاء القدس الشرقية، مع عدم استهداف الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس ومقدساتها.

“اتصالات مكثفة”

وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، في اتصال مع المبعوث الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، قُبيل مشاركته في جلسة مشاورات لمجلس الأمن تتناول التطورات الخطيرة في القدس والأراضي الفلسطينية، مسئولية الحكومة الإسرائيلية في تأمين الوضع في القدس وعدم خروجه عن السيطرة.

وأطلع المبعوث الأممي وزير الخارجية المصري على اتصالاته مع الجانب الإسرائيلي لضبط الوضع في القدس وفي المسجد الأقصى والسماح للمصلين بممارسة شعائرهم الدينية في المسجد بحرية في هذه الأيام المباركة، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية المسجد والمقدسات في المدينة.

وعرض شكري الاتصالات المكثفة التي تجريها مصر لحل الأزمة، مشددا على موقف مصر الرافض للممارسات الموجهة للمصلين والذي تم إبلاغه للجانب الإسرائيلي؛ فضلاً عن التحركات العربية والإعداد للاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة العربية غدًا.

من جانب آخر، عقد الوزير شكري اجتماعًا بمقر الوزارة مع السفير طارق طايل، رئيس بعثة جمهورية مصر العربية في رام الله، حيث استمع لتقرير منه عن آخر التطورات في مدينة القدس، سواء الخاصة باقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى أو بأحداث حي الشيخ جراح. وحَمّلَ الوزير شكري السفير طايل رسالة دعم للأشقاء الفلسطينيين حكومة وشعبًا، مؤكدًا استمرار مصر في بذل جهودها من أجل وضع حد سريع لهذه التطورات.

وناقش وزير الخارجية المصري مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في اتصال هاتفي التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة الفلسطينية، والاقتحامات الإسرائيلية الأخيرة في باحات المسجد الأقصى المُبارك؛ حيث أطلع الوزير شكري نظيره السعودي على الاتصالات التي تُجريها مصر في هذا الشأن.

وشدد شكري على ضرورة تحمل إسرائيل لمسئوليتها تجاه وقف تلك الانتهاكات وفق قواعد القانون الدولي، وتوفير الحماية اللازمة للأشقاء من المدنيين الفلسطينيين. كما أكد الوزيران رفضهما لكافة المُمارسات غير القانونية التي تستهدف النيل من الحقوق الفلسطينية المشروعة.

“الأزهر والإفتاء”

وأدان الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية الممارسات الإسرائيلية، والانتهاكات المستمرة بحق الفلسطينيين، إذ استنكر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الصمت المخزي للعالم تجاه الإرهاب الصهيوني الغاشم وانتهاكاته في حق المسجد الأقصى والفلسطينيين والمقدسات الإسلامية.

وتابع في تدوينة له عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “ستبقى فلسطين أبيَّة على الطغاة مهما طال الزمن، وسيظل شعبها مرابطًا على أرضه وعِرضِه ومقدساته، مدافعًا عن الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين، فتحية إجلالٍ وإكبارٍ لهذا الشعب المظلوم، اللهم أيدهم بنصرك، واحفظهم بحفظك ورعايتك، وكن لهم عونًا وأمنًا وسلامًا، يا أرحم الراحمين”.

وأدان مفتي مصر شوقي علام -بأشد العبارات الاقتحامات المتكررة لقوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المقدسيين والمُصلين الفلسطينيين وإخراجهم من داخل باحات المسجد الأقصى، داعيا إلى ضرورة وقف كل الممارسات التي تنتهك حُرمة المسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المصلين والمقدسيين، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك، وما له من خصوصية كبيرة لدى المسلمين.

ربما يعجبك أيضا