مأرب «الصمود» تفشل مخططات إيران في اليمن

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

يستمر صمود مأرب الأسطوري في وهج هجمات مستمرة منذ شهور، وبحسب الجيش اليمني فإن من يدير المعارك هو السفير الإيراني في صنعاء والقيادي في الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو، الذي ظن أن مأرب مقل الحكومة الشرعية لقمة سائغة.

ولا شك أن طهران تدرك أن احتلال مأرب سيعني نجاح مشروعها في اليمن خصوصا أن تلك المحافظة غنية ثروات النفط والغاز، ولذا فالحرس الثوري الإيراني أعد العدة لإسقاط مأرب بكل إمكانياته وحشد الآلاف من مليشيا الحوثي لتحقيق هذه الهدف، مليشيا الحوثي من جانبها أيضا زجت بآلاف الأبرياء المدنين في معركة ليست معركتهم.

وكثفت المليشيا في هجومها على مأرب من استخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة والاستطلاعية، والتي قالت لجنة خبراء الأمم المتحدة، إنها مجمعة من مكونات مصدرها خارجي وتم شحنها إلى اليمن”، وإن “قاصف” أو “المهاجم” متطابق تقريباً في التصميم والأبعاد والقدرات التي تتمتع بها أبابيل-T ، والتي تصنعها شركة إيران لصناعة الطائرات، فيما أكد وزير الخارجية اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك، أن جماعة الحوثي تواصل هجماتها على مأرب ولا تريد السلام.

قوات الشرعية

تستمر قوات الشرعية في صد هجمات مليشيا الحوثي على مأرب، وأعلن الجيش اليمني، الجمعة، تدمير 3 طائرات مسيرة لجماعة الحوثي في محافظتي مأرب وتعز، وتمكن الجيش الوطني والمقاومة من صد هجوم واسع للمليشيات الحوثية على امتداد جبهتي المشجح وصرواح غرب مأرب، وفجر اليوم أطلقت مليشيات الحوثي الإرهابية صاروخياً باليستياً على حي سكني أصابت فيه 7 مدنيين وسط المدينة، كما أعلن التحالف العربي، عدة مرات تدمير صواريخ باليستية ومنصات إطلاق صواريخ للحوثيين في مأرب.

كما أعلن خطباء الجمعة الأخيرة من رمضان في محافظة مأرب، النفير العام والتوجه إلى الجبهات لإسناد الجيش والمقاومة الشعبية في معركتهم ضد مليشيات الحوثي، وخُصصت خطبتا الجمعة لحث الناس ودعوتهم إلى النفير العام استجابة للدعوة التي أطلقها محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة، وأشار العرادة في وقت سابق خلال اجتماع مع رئيس الوزراء في مأرب إلى أن “اليمن يخوض معركة مصيرية، معركة وجود ليست كالمعارك الأخرى ذات الخلافات بين رفاق الدرب أو بين رجال السلطة”. “مشكلتنا مع هذه المليشيا مشكلة عويصة جداً لن تنتهي إلا بانتهاء الفكر الذي يريدون فرضه بالسلاح ولن تنتهي إلا بطرح السلاح للحكومة المختصة بهذا الشعب”. وكان قد دعا محافظ الجوف أبناء المحافظة واليمن بشكل عام إلى النفير ومساندة الجيش الوطني، وأكد على التعبئة في صفوف أبناء الجوف استجابة لدعوة محافظ مأرب، اللواء سلطان العرادة.

مجلس الأمن

ندد مجلس الأمن الدولي بـ”التصعيد المستمر في مأرب (وسط اليمن)والذي يفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، ويعرض أكثر من مليون نازح داخليًا لمخاطر جسيمة ويهدد الجهود المبذولة لتأمين تسوية سياسية لإنهاء الصراع”.

ودعا البيان “جميع الأطراف للانخراط بشكل بناء مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة (مارتن غريفيث)، والتفاوض دون شروط مسبقة، لوقف فوري لإطلاق النار على الصعيد الوطني وتسوية سياسية شاملة وشاملة، وفقًا للأحكام ذات الصلة من قرارات مجلس الأمن الدولي”، وأعرب أعضاء مجلس الأمن عن “القلق البالغ إزاء الحالة الاقتصادية والإنسانية المتردية، بما في ذلك المجاعة(باليمن)” وأكدوا أهمية “تسهيل دخول الواردات التجارية والمساعدات الإنسانية للبلاد”.

نزوح 100 ألف يمني

كما حذرت الأمم المتحدة، من نزوح أكثر من 100 ألف شخص في غضون أشهر قليلة، إذا استمر القتال الدائر حاليا بمحافظة مأرب جنوب شرقي اليمن، وقالت: “أدى استمرار القتال الكثيف عبر مناطق الخطوط الأمامية في محافظة مأرب إلى موجات نزوح كبيرة منذ بداية فبراير/ شباط الماضي”، وأضافت “اليمن يظل أسوأ أزمة إنسانية، وأكبر عملية مساعدات للأمم المتحدة، حيث بلغت خطة الاستجابة الإنسانية 3.85 مليار دولار لمساعدة 16 مليون شخص هذا العام، وحتى الآن تم تمويل ما نسبته 21 بالمئة فقط من هذا المبلغ”.

الولايات المتحدة

فيما أكدت الولايات المتحدة الأمريكية، أن إنهاء هجوم الحوثيين على مدينة مأرب (شرقي اليمن) يمثل أولوية إنسانية عاجلة، فيما اعتبرت الهجوم “يهدد مليون نازح داخل اليمن”، وقالت الخارجية: “تدعم الولايات المتحدة دعوة مجلس الأمن الدولي الحوثيين لإنهاء الهجوم على مأرب، فهو أمر يمثل أولوية إنسانية عاجلة لأنه يهدد مليون نازح داخل اليمن”.

ربما يعجبك أيضا