القادم أسوأ .. «كوفيد25» دراما تبنت نظرية المؤامرة وأخطأت التوقيت

كتبت – علياء عصام الدين

بدأ عرض مسلسل “كوفيد25” من بطولة الفنان يوسف الشريف في منتصف شهر رمضان، وبالتزامن مع عرض حلقاته الأولى استحوذ على اهتمام كثير من الجماهير لاسيما أن بطل العمل يحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة، بيد أن العمل جاء ركيكًا مخيبًا للآمال باثا للذعر ناشرًا للسلبية والجهل متبنيًا لنظرية المؤامرة في أبشع صورها وقاتلًا لأي أمل بمستقبل أفضل .

خزعبلات وسرقات وأداء باهت

بعيدًا عن الاقتباسات الفجة من الأعمال الأجنبية مثل فيلم “bird box” وفيلم “world war z” والتي نقل من خلالها العمل الدرامي مشاهد رعب هوليودية تمثلت في تحول البشر إلى “زومبي” وكذلك وجود فيروس ينتقل بالرؤية (في سقطة علمية شنيعة ) فضلًا عن الحساسية للأصوات المرتفعة الفكرة التي قُتلت عرضًا في هوليوود .

وبعيدًا عن الأداء البارد لأبطال العمل والسيناريو المفكك والنظريات الخزعبلية البعيدة كل البعد عن الحقائق العلمية، والاعتماد الكلي على الإثارة والتشويق فإن ما بثه العمل في نفوس مشاهديه من اكتئاب ورعب في توقيت خاطئ تمامًا يعد استثمارًا رخيصًا لمشاعر الخوف والفزع التي اجتاحت العالم عقب ظهور جائحة “كوفيد 19”.

زومبي ودماء ومشاهد سوداوية

فإذا اعتبرنا (كوفيد 25 ) يندرج ضمن إطار أعمال الخيال العلمي على الرغم من نفي كاتبة العمل أنجي علاء لذلك، فإن صناع العمل اخطأوا التوقيت  فأفلام الرعب العالمية تعرض في أوقات (آمنة) يكون فيها المتلقي قادر على تقبلها بقلب قوي ينفي حقيقة ما يراه أمامه، في حين أن مسلسل الشريف يبث الرعب بشكل صريح عبر سلسلة من المشاهد المأساوية التي يقتل فيها الأبن أباه والزوجة زوجها  أو يقدم فيها على الإنسان على الانتحار بعد أن يتحول إلى “زومبي” إثر إصابته بفيروس في المخ.

وتأتي هذه المشاهد السوداوية في توقيت صعب يعاني فيه العالم أجمع جراء انتشار كوفيد – 19 ولعل المقاربة بالاسم جعلتنا أكثر حساسية في تلقي العمل الدرامي وعدم استبعاد علاقته بالواقع، فهو يعقد الأمور أكثر بمشاهد تنقل فكرة النهاية الحتمية للجنس البشري وبأن القادم سيكون أسوأ في وقت نحن أحوج فيه لبث الأمل بمستقبل أكثر هدوءًا وسلامًا.

نظرية المؤامرة

تبنى العمل بشكل صريح نظرية المؤامرة لكن بشكل أعمق عن مسلسل “النهاية” الذي قدمه الشريف رمضان الماضي،  فقد اعتمد “كوفيد 25” في سرد أحداثه على أن شركات الأدوية العالمية تقوم بالتآمر على العالم لجني الأرباح وتحقيق مكاسب مالية ضخمة فتقوم بتصنيع الفيروسات ومنها (كورونا ) في المختبرات وتنشر الفيروس في العالم ولا تطرح الفاكسين واللقاحات المعدة مسبقًا إلا بعد تفشي الوباء لتضمن مكاسبها، ولا بأس في تصنيع اللقاح قبل تخليق الفيروس القاتل نفسه في سقطة علمية ليست هي الوحيدة في العمل.

وتتمثل خطورة تبني الأعمال الفنية لنظرية المؤامرة خاصة وسط شعوبنا العربية المشبعة حتى النخاع بها في المساهمة بنشر مزيد من الجهل والخرافات التي نحن في غنى عنها، فاللعب على وتر نظرية المؤامرة الذي يتبناه الملايين من الناس قد يحقق مكاسب ونجاحات سريعة ومضمونة فهو يعتمد على حبكة التآمر والتشويق إلا أنه ينتهي بمجرد انكشاف الكذب وتهاوي النظرية مع مرور الوقت.

يجعلنا تبني نظريات المؤامرة عاجزين عن الفعل والتحرك والمواجهة ويرسخ في عقولنا أننا الحلقة الأضعف والضحايا لمخطط كوني وأننا مستهدفون بالتالي فهي فكرة هدامة مثبطة للهمم وقاتلة للطموح.

لقد ارتكب صناع كوفيد 25 يوسف الشريف وإنجي علاء ومن قبلهم أحمد نادر جلال والمنتج تامر مرسي جريمة مكتملة الإركان في حق الإنسان والعلم والفن على السواء.

ربما يعجبك أيضا