للهروب من الأزمة الداخلية.. نتنياهو يفتح باب الجحيم على الإسرائيليين وغزة تترقب التصعيد

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

عشية ليلة من القصف والقصف المتبادل بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وقطاع غزة تسود حالة من الترقب والحذر بين الجانبين انتظارًا لما ستسفر عنه الساعات القليلة القادمة.

حارس الأسوار

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد أعلن أمس الإثنين، إطلاق عملية عسكرية على قطاع غزة تحت مسمى «حارس الأسوار».

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن عن عملية عسكرية على قطاع غزة تحت اسم “حارس الأسوار”.

سلسلة غارات

وأوضحت أن العملية بدأت بتنفيذ الطيران الحربي الإسرائيلي، منذ مساء الإثنين، سلسلة غارات على أهداف متفرقة في أنحاء قطاع غزة.

وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أجرى مشاورات أمنية مع قادة الجيش والمخابرات في مقر وزارة الجيش في تل أبيب، وذلك لبحث الأوضاع في القدس المحتلة.

مشاورات أمنية

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إنه: “يجري رئيس الوزراء نتنياهو مشاورات أمنية مع كل من وزير الجيش ورئيس هيئة الأركان العامة، ورئيس الشاباك ورئيس هيئة الأمن القومي ومسؤولين كبار آخرين في مقر وزارة الحرب بتل أبيب”.

وتزامنت المشاورات مع استمرار القصف والقصف المتبادل وسماع دوي صافرات الإنذار في جنوبي الأراضي المحتلة على وقع إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة.

فتح الملاجئ وتعطيل الدراسة

وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية سقوط صاروخ أًطلق من غزة على منزل بأحد المستوطنات الحدودية مع القطاع.

كما أعلنت العديد من المدن في جنوبي ووسط إسرائيل عن فتح أبواب الملاجئ وتعطيل الدراسة في مدارسها يوم اليوم الثلاثاء.

إغلاق معبر كرم أبو سالم

وأغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد في القطاع، حتى إشعار آخر، وكشفت لجنة تنسيق إدخال البضائع في غزة، بأن الاحتلال أعلن إغلاق المعبر اعتبارا من يوم الثلاثاء وحتى إشعار آخر، ومنع إدخال البضائع والمواد التموينية واحتياجات أهالي القطاع.

وعلى صعيد إجراءات الطوارئ فقد اتخذ وزير الجيش قراراً بفرض حالة الطوارئ في المناطق التي تبعد 80 كم من قطاع غزة، وبالتالي فسيتم تعطيل الدراسة في غالبية تلك المناطق بما فيها منطقة تل أبيب الكبرى “غوش دان”.

وساطة مصرية

كما قررت غالبية المدن الجنوبية والوسطى فتح الملاجئ تحسباً لأي طارئ.

وأفادت وسائل إعلام عبرية، أن إسرائيل رفضت بهذه المرحلة وقف جولة التصعيد مع حمــاس، فيما تواصل المخابرات المصرية المحاولة.

تستمر عدة أيام

وبحسب صحيفة “معاريف” العبرية، فإن المؤسسة الأمنية تقدر بأن تستمر جولة القتال في قطاع غزة عدة أيام.

من جهته، كشف المراسل العسكري الإسرائيلي “أور هيلر”، بأن جيش الاحتلال أطلق على جولة القتال في غزة اسم “حارس الأسوار“.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس، في تغريدة عبر “تويتر”: “حارس الأسوار.. هذا هو اسم هذه العملية التي جلبها علينا عدوان حماس.. سنحرس الجدران والسماء وندافع عن إسرائيل”، على حد زعمه.

26 شهيدا بينهم 9 أطفال وسيدة

من جانبه، قال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور أشرف القدرة، اليوم الثلاثاء، إن إجمالي عدد الشهداء منذ بداية العدوان على القطاع بلغ حتى اللحظة 26 شهيدا، من بينهم 9 أطفال وسيدة و 122 إصابة بجراح مختلفة، 12.3 % منها تصنف بإصابات خطيرة و31% إصابات متوسطة و56.6% إصابة طفيفة ومن بين الإصابات 41 طفلا.

وفي الوقت نفسه، دارت في الحرم القدسي اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيليّة ومتظاهرين فلسطينيّين خلّفت أكثر من 500 جريح، في تصعيدٍ للعنف غير مسبوق منذ سنوات.

مواجهات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية

وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ أكثر من 520 فلسطينياً أصيبوا بجروح، قسم كبير منهم أصيبوا في أعينهم ورؤوسهم، في حين أعلنت الشرطة الإسرائيلية سقوط تسعة جرحى على الأقلّ في صفوفها.

وخرجت تظاهرات في العديد من مدن الضفّة الغربية المحتلّة لدعم أهالي القدس والمرابطين في المسجد الأقصى، وأعلنت الشرطة الإسرائيليّة أنّ فلسطينيا قُتل ليلاً بالرّصاص على هامش مواجهات دارت مع إسرائيليّين في مدينة اللدّ حيث تمّ إحراق عدد من السيارات.

نتنياهو يفتح باب الجحيم على الإسرائيليين

خبراء أكدوا أن نتنياهو سيفتح باب من الجحيم على الإسرائيليين من أجل الهروب من المحاكمة أمام القضاء والاستمرار في رئاسة الحكومة، مثل إطالة أمد الحرب في غزة، وافتعال مشاكل مع المقدسيين، وممارسة ضغوط سياسية على المستوطنين لتنظيم مسيرات تمر بالقرب من باب العامود واستفزاز المرابطين في المسجد الأقصى، فليس لنتنياهو سبيل للخروج من هذه الأزمة، إلا بخلط الأوراق وإشعال حرب تارة في القدس المحتلة وأخرى في غزة.

وفي الوقت الذي تتسارع فيه المفاوضات بين أحزاب “كتلة التغيير” برئاسة زعيم المعارضة ورئيس حزب “هناك مستقبل” يائير لبيد، حول تشكيل حكومة الاحتلال الإسرائيلية المقبلة، يواصل حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو مساعيه لإفشال تلك المفاوضات، وإعادة التفويض بتشكيل الحكومة إلى الكنيست.

نتنياهو يعرقل تشكيل الحكومة

ووفقا لوسائل الإعلام العبرية، فإن التخوف في “كتلة التغيير” هو سبب فشل المفاوضات الائتلافية، على خلفية استمرار الضغوط التي يمارسها نتنياهو وحزب الليكود على “يمينا” وأعضائه في الكنيست.

وتقوم الاستراتيجية التي يعتمدها نتنياهو على محاولة إقناع بعض نواب الأحزاب اليمينية التي يفترض أن تشارك في هذه الحكومة برفض الانضمام إليها، إلى جانب سعيه إلى استغلال الفروق الإيديولوجية الكبيرة بين مركبات هذه الحكومة واللعب على وتر الخلافات الشخصية بين قادتها، بهدف تقليص فرص التوافق على تشكيلها في النهاية.

استغلال الخلافات الإيديولوجية والسياسية

وبحسب قناة “كان” الإسرائيلية، فإن نتنياهو نجح حتى الآن جزئيا في هذه المهمة، بعد أن أعلن النائب في “يمينا” عميحاي شكلي، رفضه دعم مشاركة حزبه في حكومة يقودها لبيد وتشارك فيها حركة “ميريتس” اليسارية وتعتمد على دعم الأحزاب العربية.

وفي سياق متصل، كشف موقع “واللاه” أن نتنياهو يعمل بكل قوة على توسيع محاور الصدع بين الأحزاب التي يفترض أن تشارك في حكومة لبيد، عبر استغلال الخلافات الإيديولوجية والسياسية الكبيرة بين هذه الأحزاب وإرث النزاعات الشخصية التي كانت قائمة بين قادتها.

ربما يعجبك أيضا