اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في إيران.. لا وقت للتوصل لاتفاق نووي

يوسف بنده

رؤية

قبل أسبوع، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه يعتقد أن إيران جادة في المفاوضات حول برنامجها النووي، لكن ليس من الواضح إلى أي مدى.

ونقلت وكالة “رويترز” عن نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي يترأس فريق بلاده في المفاوضات الجارية في العاصمة النمساوية اليوم الجمعة: “سلمت إلينا معلومات من الجانب الأمريكي بأنهم جادون برغبتهم في العودة إلى الاتفاق النووي وأعلنوا حتى الآن استعدادهم لرفع جزء كبير من عقوباتهم”.

وأشار المسؤول الإيراني إلى أن هذا العرض الأمريكي لا يتطابق مع وجه نظر طهران، مضيفا: “لذلك ستتواصل المشاورات ما لم تتم تلبية كل مطالبنا”.

وأشار إلى أن هذا العرض الأمريكي ليس كافيا من وجه نظر طهران: “لذلك ستتواصل المشاورات ما لم تتم تلبية كل مطالبنا”.

وقت ضيق

وكان وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، قد قال إنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي ينبغي إنجازه لإحياء الاتفاق النووي مع إيران في إطار زمني ضيق للغاية.

وقال لودريان إن “المفاوضات التي تم استئنافها في 7 مايو/أيار الجاري في فيينا سمحت بإحراز تقدم أولي بشأن التزامات إيران النووية. ومع ذلك، لا تزال هناك خلافات كبيرة حول بعض القضايا الرئيسية للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يسمح للولايات المتحدة وإيران بالعودة إلى التنفيذ الكامل للاتفاق النووي”.

وتابع: “هناك إجماع شامل على ضرورة وأهمية عودة إيران الكاملة إلى تنفيذ جميع إجراءات المراقبة والتحقق بموجب الاتفاق النووي، الذي علقته إيران في 23 فبراير”.

وقال المسؤول الفرنسي إنه “دون تنفيذ هذه الإجراءات، لن تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من القيام بجميع مهامها”.

وفيما يتعلق بمحادثات فيينا، شددت الخارجية الفرنسية أيضًا على أنه في حالة عدم التوصل إلى اتفاق بشأن عودة إيران إلى التزاماتها بموجب الاتفاق النووي قبل انتهاء مهلة اتفاقها الفني والثنائي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يجب على الأطراف التفاوض على تمديد الاتفاق المذكور.

وكان مساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد أعلن في تصريح أدلى به إلى قناة “NHK” اليابانية في وقت سابق، عن احتمال تمديد الاتفاق المبرم بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وتأتي هذه التصريحات بعدما أكد مجتبى ذو النوري، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، إنه إذا لم تصل محادثات فيينا إلى نتيجة بحلول 23 مايو الجاري، فإنه وفقًا للقانون الذي أقره البرلمان، يجب إغلاق كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في المنشآت النووية، كما يجب تدمير مقاطع الفيديو المسجلة في الأشهر الثلاثة الماضية.

يشار أيضًا، إلى أن الانتخابات الرئاسية الـ13 والانتخابات الـ6 لمجالس المدن والقرى، وكذلك انتخاب خبراء القيادة، ستجرى في وقت واحد يوم 18 يونيو/حزيران المقبل.

لا اتفاق وشيك

ذكر الكاتب والمحلل السياسي، نادر كريمي، في مقال له بصحيفة “جهان صنعت” أن موضوع رفع العقوبات عن إيران سوف يتم تأجيله إلى قادم الأيام، مضيفًا “لا ينبغي أن نتوقع رفع العقوبات عن طهران خلال الأسابيع المقبلة”.

ولفت الكاتب إلى أن حكومة روحاني تحاول أن تنهي فترتها في الحكم بعد تحقيق اتفاق حول ملف إيران النووي ورفع العقوبات عن البلاد، إلا أن قيادات النظام العليا لا تزال تنطلق من قاعدة “إما كلها وإما لا شيء”، وتعتقد باستحالة حصول حل وسط.

ضغوط الجمهوريين

وفقًا لـ”واشنطن فري بيكون”، كتب 44 عضوًا جمهوريًا في مجلس الشيوخ رسالة إلى جو بايدن يحثونه فيها على الإنهاء الفوري لمحادثات فيينا النووية بسبب الهجمات الصاروخية على إسرائيل التي شنها مسلحون تدعمهم إيران.

ودعا هؤلاء الأعضاء إدارة بايدن إلى “إنهاء المفاوضات مع إيران على الفور، وتوضيح أن العقوبات لن تُخفض”.

وأضافت الرسالة: “يجب على الولايات المتحدة ألا تفعل أي شيء لتقوية أعداء إسرائيل، بما في ذلك عدم تخفيف العقوبات على نظام يسعى إلى تدمير إسرائيل”.

وقد أرسلت هذه الرسالة إلى البيت الأبيض يوم الأربعاء الماضي، وأعدها السيناتور الجمهوري مارك روبيو، ووقعها أعضاء جمهوريون بارزون آخرون في مجلس الشيوخ، بمن فيهم توم كوتون وتيد كروز وجون كورنين.

وأشار أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ إلى أن النظام الإيراني كان منذ فترة طويلة داعمًا ماليًا وماديًا لحركة حماس، قائلين إن “الوجود الأمريكي النشط في المفاوضات مع إيران، واحتمال تقديم مليارات الدولارات في إطار تخفيف العقوبات، سيساعدان إيران بلا شك في دعم حماس وغيرها من المنظمات الإرهابية التي تهاجم الأمريكيين وحلفاءنا”.

وأكدت الرسالة أنه بدلًا من “الرضوخ” لمطالب إيران، يتعين على الحكومة الأميركية اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لمحاسبة طهران، وعدم تخفيض العقوبات المفروضة على النظام الإيراني تحت أي ظرف من الظروف.

يأتي هذا بينما أكدت مصادر مقربة من وزارة الخارجية الأمريكية، الأسبوع الماضي، أن رفع جزء كبير من العقوبات المفروضة على إيران هو أحد خيارات الحكومة الأمريكية.

وقد ذكر الكاتب والمحلل السياسي، صادق ملكي، في مقال بصحيفة “آرمان ملي” أن حدوث التصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة بالتزامن مع مفاوضات فيينا أمر يدعو للتأمل والاستفهام، معتقدًا أن “استخدام الصواريخ من قبل الفصائل الفلسطينية سوف يجبر الأطراف الغربية على أن تأخذ موضوع البرنامج الصاروخي لإيران على محمل الجد في المفاوضات النووية، ويبدو أن هذا الأمر يعد إنجازًا للجانب الإسرائيلي”، حسب رأيه.

كما أورد الكاتب قائمة من الأهداف المترتبة على التصعيد الأخير منها إفشال الاتفاق النووي وخلق أزمة لحزب الله اللبناني وتشديد الخلافات داخل لبنان بالنسبة للحزب وتحقيق مصالح دول إقليمية، ومعالجة الأزمة السياسية في الداخل الإسرائيلي.

كما ذكر “ملكي” في مقاله أن عدم نجاح الاتفاق النووي يعد كذلك هدفًا للجانب الروسي وذلك لأسباب سياسية واقتصادية، حيث تحاول موسكو ومن خلال هذه التعقيدات أن توجد لنفسها مكانًا أفضل.

ربما يعجبك أيضا