الإخوان رواد الأكاذيب الإلكترونية.. ولوبي بديل لسقوط الجماعة

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

على مدار شهر كامل، عاش المصريون حالة من السعادة والفرحة بالإنجازات الأمنية التي حققتها الشرطة المصرية والجيش في مواجهة قوى الشر والإخوان على مدار سنوات خاصة بعد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة والتي وثقها دراميًا مسلسل “الاختيار ٢”، وقام المسلسل بتوثيق الأحداث التي حدثت في اعتصام رابعة وما بعدها، ويؤكد وجود مسلحين في رابعة وفوق أسطح العمارات ويظهر أعمال القتل والعنف التي حدثت من حرق للكنائس واقتحام الأقسام والعديد من الجرائم الإرهابية التي دبرها الإخوان ومتطرفون في الفترة التي تلت سقوط حكم جماعة الإخوان ومحاولة اغتيال الرئيس عبدالفتاح السيسي وما حدث في اقتحام قسم شرطة كرداسة بالجيزة وجرائم إرهابية بشعة في الواحات وسيناء والفرافرة واستهداف رجالات جهاز الأمن الوطني.

وتحدث الكاتب الصحفي والباحث المتخصص في شؤون الإرهاب، أحمد سلطان، عن أبرز مخططات جماعة الإخوان الإرهابية لنشر أفكارها عبر منصات التواصل فى الفترة الراهنة، قائلًا إن الجماعة كان لديها خطة ثلاثية الرؤوس تعتمد في المقام الأول على إعادة بناء التنظيم المفكك خلال السنوات السبع الماضية وتلقى فيها ضربات قاضية ونجحت أجهزة الأمن المصرية في توجيه ضربات قوية والقبض واعتقال أعداد كبيرة من قيادات التنظيم الإرهابي وكل هذا أدى إلى حالة من تراجع فاعلية التنظيم الدموي، وباتت الجماعة في حاجة إلى إعادة بناء نفسها كي تستمر كما باتت في حالة عاجزة عن الاستقطاب بعد الحملات الأمنية المصرية الناجحة ضدها سواءً إعلاميًا في الداخل أو الخارج وأيضًا على الصعيد الأمني.

وأضاف أحمد سلطان في تصريحات خاصة لـ”رؤية” أنه منذ عام 2015 لجأت الإخوان إلى تدشين مئات المنصات الإلكترونية وإطلاق الكتائب على منصات التواصل، وهو اقتراح من أحد قيادات الإخوان قدمه إلى محمود حسين أمين عام الجماعة- آنذاك- وكلف الأخير القيادي الإخواني همام علي يوسف الهارب إلى تركيا بالأمر، ووقع الاختيار على الإخواني أحمد الريدي المقيم في هولندا وزوجته وقاما بتجنيد العديد من أفراد وأعضاء الجماعة لإدارة وتشغيل هذه الكتائب، ودورها ترويج الشائعات ضد الدولة المصرية ومؤسساتها وخصوم الجماعة المختلفين مع القيادات، والإخوان يولون أهمية كبيرة واهتمام كبير بوسائل التواصل لما لها من تأثير كبير.    

كلوب هاوس

وعن علاقة الجماعة الإرهابية بتطبيق “كلوب هاوس”، قال أحمد سلطان: لجأت إليه الجماعة كنوع من استغلال مواقع التواصل ووجدت ضالتها أن هذا التطبيق له اهتمام وعدد كبير من الناس يستخدمونه وحاولت أن تسوق لنفسها عبره، وهذا تكتيك استقته الجماعة من المخابرات السوفيتية (كي جي بي) وهو جزء من استراتيجية التضليل والخداع والحرب النفسية المعروفة إعلامياً بـ(خرطوم الأباطيل) وتدفع لمن يروجون لها عبر “كلوب هاوس” آلاف الدولارات.

لوبي بديل

ويرى الباحث المصري المتخصص أن الجماعة تعمل حاليًا على تكوين لوبي في العديد من دول العالم كبديل للتنظيم الذي تداعى وسقط على مدار السنوات الماضية، وجزء من هذا اللوبي هو منظمات حقوقية تنشئها الإخوان والمتحالفون معها وتقدم تقارير موجهة عن الوضع الحقوقي في مصر، وهو ما يتضح جليًا في التقرير الحقوقي الأممي الأخير، وهو قرار مشروعه أعدته منظمة إخوانية وسوقتها لدى دولة بعينها والتي طرحتها في مجلس حقوق الإنسان لتدين مصر في نهاية المطاف وهو نوع من استغلال الوسائل المتاحة للجماعة للضغط على القاهرة.

وهو نوع من الضغط بالمظلومية الزائفة الكاذبة كالترويج للمختفين قسريًا ومنهم شاب يدعى عبدالله هلال وبعدها ظهر في أحد إصدارات إرهابية (لواء الثورة) واشترك في اغتيال العميد عادل رجائي قائد الفرقة التاسعة مدرع، وعمر الديب ابن القيادي الإخواني إبراهيم الديب وروج باختفائه قسريًا وظهر في إصدارات ما يعرف بتنظيم “ولاية سيناء” الموالي لداعش، وغالبًا كل دولة تستخدم ملف حقوق الإنسان وفق أهدافها، ولا شك أن الدول الغربية التي تتشدق بالديمقراطية لديها أزمات حقوقية كبيرة وأمريكا واحدة الديمقراطية العالمية لديها كوارث في الملف الحقوقي. 

مظلومية زائفة

لجأت جماعة الإخوان إلى توظيف كل أدوات الضغط الممكنة للضغط على الدول المعادية لأجندتها ومنها مصر بالطبع، وتستعين بحقوقيين مثل محمد سلطان نجل الإخواني صلاح سلطان وكان ضمن النشطاء في حملة جو بايدن أثناء ترشحه للرئاسة الأمريكية، ورغم أن جماعة الإخوان لجأت إلى إحدى شركات العلاقات العامة والدعاية الأمريكية للتواصل بينهم والإدارة الأمريكية الجديدة، إلا أن إدارة بايدن لم ترد على مشروع الإخوان الجديد وفق ما أدلى به إبراهيم منير وربما يكون ذلك من باب التعمية على تفاهمات سرية حدثت في الخفاء بين الجماعة وإدارة بايدن وتبقى غير معلنة.

ربما يعجبك أيضا