استعراض العضلات في مفاوضات فيينا.. إيران واستثمار التصعيد في غزة

يوسف بنده

رؤية

منذ أوائل الأسبوع الماضي، تبادلت حماس وإسرائيل إطلاق الصواريخ والضربات الجوية، مما أشعل الاضطرابات في الشرق الأوسط.

ويتصاعد التوتر بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية إلى مستويات لم تشهدها المنطقة منذ حرب غزة 2014، فيما تحدثت محللة الأمن القومي ريبيكا غرانت إلى قناة فوكس نيوز عن دور إيران فيما يحدث.

وقد ذكر الكاتب والمحلل السياسي، صادق ملكي، في مقال بصحيفة “آرمان ملي” أن حدوث التصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة بالتزامن مع مفاوضات فيينا أمر يدعو للتأمل والاستفهام، معتقدًا أن “استخدام الصواريخ من قبل الفصائل الفلسطينية سوف يجبر الأطراف الغربية على أن تأخذ موضوع البرنامج الصاروخي لإيران على محمل الجد في المفاوضات النووية، ويبدو أن هذا الأمر يعد إنجازًا للجانب الإسرائيلي”، حسب رأيه.

كما أورد الكاتب قائمة من الأهداف المترتبة على التصعيد الأخير منها إفشال الاتفاق النووي وخلق أزمة لحزب الله اللبناني وتشديد الخلافات داخل لبنان بالنسبة للحزب وتحقيق مصالح دول إقليمية، ومعالجة الأزمة السياسية في الداخل الإسرائيلي.

وقد ذكرت صحيفة “جمهوري إسلامي” المعتدلة في افتتاحيتها أنه وخلافًا للكثير من التحليلات والقراءات التي تحاول تصوير إسرائيل وكأنها مهزومة في التصعيد الأخير بينها وبين الفصائل الفلسطينية، إلا أن الحقيقة هي أن إسرائيل وبفضل ما لديها من إمكانيات ودعم من الدول الغربية والإقليمية سوف تستمر في تحقيق أهدافها.

وأضافت الصحيفة بالقول “إن نتيجة هذه الحرب ما هي إلا مزيد من الخسائر والتكاليف التي سوف تُحمَّل على الشعب الفلسطيني”.

استعراض العضلات

تشير تقارير المراقبين إلى أن إيران هي التي زودت حماس بالكثير من الصواريخ والتكنولوجيا الخاصة بتصنيعها.

وبحسب صحيفة جيروزاليم بوست، فقد تعهد إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، خلال مكالمة هاتفية مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بمواصلة الدعم.

وتشهد فيينا محادثات لمحاولة إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى الغربية الذي وافقت فيه إيران على كبح برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات.

وكتب عباس عراقجي، الذي يرأس الوفد الإيراني في محادثات فيينا، على تويتر “فيينا هي مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأمم المتحدة، وكانت النمسا حتى الآن مضيفا رائعا للمفاوضات… أمر صادم ومؤلم أن نرى علم النظام المحتل، الذي قتل بوحشية عشرات المدنيين الأبرياء، ومنهم العديد من الأطفال في أيام قليلة، فوق المكاتب الحكومية في فيينا. نحن نقف إلى جانب فلسطين”.

وقبل أسبوع، هدد علي شيرازي، ممثل المرشد الإيراني في مقر “ثار الله” وممثله السابق في فيلق القدس، بأن الحرس يمكنه تدمير إسرائيل، قائلًا: “إذا كانت إسرائيل تسعى إلى المغامرة، فيمكننا تدمير هذا النظام في أقل من 24 ساعة”.

وجاء التهديد الذي وجهه شيرازي ضد إسرائيل بعد يوم من إعلان القائد العام للحرس الثوري، حسين سلامي، أن التفجيرات الأخيرة في المراكز الإسرائيلية الرئيسية وتعطيل التجارة البحرية للبلاد كانت بمثابة تأثير “أحجار الدومينو”.

وأوضح ممثل المرشد، الذي كان يلقي كلمة، مساء الخميس 6 مايو/أيار، بمناسبة “يوم القدس” في أصفهان أن “قدرتنا الصاروخية اليوم تُمكننا من استهداف الأراضي الإسرائيلية، ولدينا القدرة على تدمير النظام الإسرائيلي”.

وأضاف “لم يعلموا أن تخصيص يوم القدس يعني تعبئة الإسلام وتشكيل قوة تسمى فيلق القدس، وملأ قاسم سليماني أيدي أهالي الضفة الغربية وأهالي غزة بالسلاح”.

كما أشار إلى إمداد حزب الله بالأسلحة في لبنان، قائلًا: “سليماني عزز حزب الله حتى أقام الإسرائيليون جدارًا حول فلسطين بدافع الخوف”.

من جانبه أشار حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، إلى دور “فيلق القدس” في حروب العراق وأفغانستان ولبنان وسوريا واليمن والصراع بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في مقابلة تلفزيونية.

وقال سلامي إن “سياسة الأعداء كانت مهاجمة دول المنطقة وفي النهاية مهاجمة إيران”، وتابع أن هذه السياسة يمكن أن تنجح أو تفشل وأن مهمة فيلق القدس هي دمج مكونات المقاومة المستقلة في مجموعة دفاعية وفرض معركة جديدة على العدو.

وأكد قائد الحرس الثوري أن فيلق القدس استطاع بناء القوة في لبنان، وخلق مصادر قوة في اليمن وفي أماكن أخرى مختلفة.

كما هدد أمير علي حاجي زاده، قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني، أمس السبت، أن “كل الصواريخ الموجودة في غزة ولبنان تمت بدعم إيراني”، مؤكداً أنها وهي الخط الأمامي لمواجهة إسرائيل.

وقد أشار الكاتب، صلاح الدين هرسني، في مقال له بصحيفة “جهان صنعت” إلى الحرب التي اندلعت بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة وذكر أن الكثير من المحللين يعتبرون هذا التصعيد الأخير هو خطة سرية تقوم طهران بتنفيذها، منوها إلى أنه وفي حال كانت هذه التحليلات والقراءات صحيحة فإننا يمكن لنا أن نفهم العلاقة بين الأحداث في المنطقة والمسار البطيء الذي نشاهده في مفاوضات إيران النووية.

وأضاف هرسني قائلا: “على الرغم من أن طهران لم تتبن هذا التوجه رسميا إلا أن هذه التحولات قد تحمل رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والترويكا الأوروبية مفادها أن طهران تمارس سياساتها الميدانية بجانب سياستها الدبلوماسية”.

ربما يعجبك أيضا