«الجارديان»: العمل عن بعد يخلق ظواهر وفجوات اجتماعية

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

بعد دخول جائحة كورونا عامها الثاني، ظهر عدد من العادات اليومية والحالات الاجتماعية أصبح لا غنى عنها ومنها الأكثر أهمية على الإطلاق العمل من المنزل، وما خلقه من فجوة اجتماعية جديدة.

وأصدرت الشركات عدة دراسات حول العمل عن بعد، وأنه موفر لها بشكل كبير من حيث النفقات، أما بالنسبة للموظفين، فانقسمت أوضاعهم إلى فريقين، فريق مُتضرر، وفريق مؤيد ومنتفع، وذلك نظرًا لأن العمل في المنزل يحمل العديد من المزايا وكذلك العيوب.

وأوجزت دراسة أجراها مركز أبحاث ريزولوشن فاونديشن بعض هذه التحديات.

ويقول التقرير، وفقًا لصحيفة «الجارديان» البريطانية، سلط الضوء على فجوة اجتماعية جديدة، ظهرت في سياق وباء كوفيد 19 ومن المرجح، بصورة ما، أن تبقى عندما ينقضي الوباء.

وتقول الصحيفة إنه في عام 2019، كان 5٪ فقط من الموظفين يعملون بشكل أساسي من المنزل، لكن هذا العدد نما إلى ما يقرب من 50٪ خلال الإغلاق الأول والثالث. وأصبح العمل عن بعد منتشرًا بشكل خاص بين ذوي الأجور الأعلى والمتعلمين، حيث أن جزءًا كبيرًا من اقتصاد من يتمتعون بالمعرفة والتعليم يهاجر بنجاح إلى الضواحي الغنية في لندن وأماكن أخرى.

وتقول الصحيفة إن الآثار المترتبة على هذا التحول، وتكوينه الاجتماعي، بحاجة إلى التفكير مليًا. بالنسبة للملايين من المواطنين الأكثر ثراءً القادرين على العمل من المنزل، يبدو أن أسبوع العمل «الهجين»، الذي يشمل العمل من المنزل بعض الوقت والعمل في المكتب بعض الوقت، يبدو أمرا مرجحًا في المستقبل.

وترى الصحيفة أنه سيكون لهذا تأثير كبير على الجغرافيا الاقتصادية للبلاد، فعلى سبيل المثال، أعلنت جمعية «البناء الوطنية ومؤسسة سانتاندير البريطانية عن إغلاق مساحات شاسعة من المساحات المكتبية. ومع استمرار التحول إلى التسوق عبر الإنترنت، فقد يتسارع تراجع دور المحال التجارية في الأحياء والمراكز الحضرية.

وتقول الصحيفة إن ارتفاع مستوى العمل من المنزل يهدد بخلق «قوى عاملة شديدة الانقسام»، تفتقر إلى نوع التضامن والدعم المتبادل الذي ينبغي أن يكون جزءًا من تجربة عمل جيدة. واقترح آندي هالدين، كبير الاقتصاديين المنتهية ولايته في بنك إنجلترا، أن عالم العمل عبر الإنترنت يمكن أن يصبح استنزافًا طويل الأجل للإبداع والتعاون. وبالنسبة للشباب الذين يبدأون حياتهم المهنية، يوفر مكان العمل المادي فرصًا جيدة للتواصل مع الزملاء.

واتبعت شركات كثيرة حول العالم، والعديد منهم مازالوا يتبعونه حتى يومنا هذا، سواء بشكل كلى أو جزئي، مثل تويتر وفوجيتسو، خططا لجعل «العمل من المنزل» خيارا متاحا بشكل دائم لموظفيها، حتى بعد انتهاء الوباء الحالي، وذلك حسب ما ذكره موقع «بي.بي.سي» البريطاني.

اضغط هنا لمشاهدة الرابط الأصلي

ربما يعجبك أيضا