الله أكبر ولله الحمد.. تكبيرات العيد تزلزل غزة والوساطة المصرية تنجح في حقن الدماء بعد 11 يومًا من العدوان الإسرائيلي

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

لعبت مصر دورًا محوريًا في حقن دماء الفلسطينين، حيث نجحت الوساطة المصرية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين قوات الاحتلال والفلسطينين في غزة، وتكللت الجهود المصرية بدخول الاتفاق حيز التنفيذ فجر اليوم الجمعة.

188500294 4084153938344791 8364470535498962821 n

قرار وقف إطلاق النار تم تنفيذه بعد 11 يومًا من تصعيد عسكري هو الأعنف بين الطرفين منذ 2014، حيث خلف حوالي مائتي شهيد وعددًا من الجرحى، ودمر البنية التحتية لقطاع غزة.

ومع بدء سريان الهدنة، عمت الأفراح والاحتفالات أجواء القطاع، وامتدت إلى كل أنحاء فلسطين، وعلت أصوات تكبيرات عيد الفطر في محيط المسجد الأقصى.

189325156 4084202895006562 3668702107797559490 n

الجهود المصرية

هذا الاتفاق الذي سارع إلى الترحيب به الرئيس الأمريكي جو بايدن أتى ثمرة جهود دبلوماسية حثيثة قامت بها مصر على وجه الخصوص.

وأمر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مساء الخميس، بإرسال وفدين أمنيين إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية للعمل من أجل دعم وقف إطلاق النار.

وأفادت وسائل إعلام مصرية بأن الوفدين سيتابعان إجراءات تنفيذ الهدنة والاتفاق على الإجراءات اللاحقة التي من شأنها الحفاظ على استقرار الأوضاع بصورة دائمة.

2d8fbf3ec1de41e3aca1413272ba1d89

وكان السيسي قد أكد ثبات الموقف المصري إزاء ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية الصادرة بذات الشأن.

من جهته، أشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالدور الذي أدّته القاهرة للتوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع المحاصر.

كما أشاد بوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية برعاية القاهرة، معتبراً أنّه يمثّل «فرصة حقيقية لإحراز تقدّم» بعد 11 يومًا من القصف المتبادل بين الجانبين.

وقال: إن الولايات المتحدة ستقدم معونة إنسانية لقطاع غزة.

كما عبّر الرئيس السيسي في تغريدة على “تويتر”، في ساعة مبكرة من يوم الجمعة،عن تقديره للرئيس الأمريكي بايدن “لدوره في إنجاح المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار وتحقيق التهدئة” في غزة.

وجاء في التغريدة: “وقد كانت الرؤى بيننا متوافقة حول ضرورة إدارة الصراع بين كافة الأطراف بالطرق الدبلوماسية، وهو الأمر الذي يؤكد عمق ومتانة العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة”.

وأعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلية عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع قطاع غزة بعد 11 يوما من القصف المتبادل.

وأشارت في بيان لها، إلى أن “القاهرة أبلغت الفصائل الفلسطينية رسميا، أن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ في تمام الساعة الثانية فجرا وسيكون متزامنا ومتبادلا”.

دمار غزة

وأعلنت مصر تقديم مبلغ 500 مليون دولار كمبادرة تخصص لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة نتيجة الأحداث الأخيرة.

كما أعلن السيسي قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الإعمار.

60644aa24c59b70b6a4e9335

إنساني واستراتيجي

في هذا الصدد، يقول اللواء الدكتور هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية في مصر، إن القرارات المصرية بخصوص غزة لها شقّان، أولهما إنساني وثانيهما استراتيجي مرتبط بالأمن القومي، فالشق الإنساني لا مجال فيه لمزايدات أو بحث عن تفسيرات، فمصر تقوم بالدور الإنساني في كل مرة تتعرض فيها غزة لاعتداءات إسرائيلية، وتقوم بفتح معبر رفح لإدخال المساعدات، ونقل الجرحى والمصابين وعلاجهم في مستشفياتها، وتقدم مواد غذائية وإغاثية وأدوية وخلافه. وفي العدوان الأخير قامت بإرسال سيارات إسعاف وأرسلت أطنانا من الأدوية والمستلزمات الطبية، وفقا لموقع العربية الحدث.

وأضاف: أن التدخلات المصرية للقيام بدور الوساطة وبذل الجهود لوقف العدوان ووقف النار يندرج ضمن البعد الإنساني الذي تقوم به مصر أيضا، حرصا على أرواح وحياة سكان غزة، مشيرا إلى أنه عند استتباب الوضع الإنساني في غزة، فهذا يؤدي للاستقرار في القطاع، وبدروه يؤدي للاستقرار في مصر، وسيناء.

دمار

وقال: إن بعض الدول تستغل الظروف في غزة، وتتدخل تحت غطاء العمل الإنساني، لكي تدفع بأموال وأسلحة وذخيرة وإنشاء أنفاق، من أجل إحداث توتر واضطرابات في غزة، وتشويه للقضية الفلسطينية، وزجّها في صراعات، مؤكدا أن التدخل المصري لإرساء العمل الإنساني ضروري لمنع تدخل دول أخرى تهدف لتحقيق مآرب سياسية، وهز استقرار غزة ومن ثم مصر والمنطقة، وهو ما كان يجري منذ سنوات، وما زالت المنطقة تعاني من تداعياته.

وكشف الحلبي أن الشق الاستراتيجي يتطلب ترسيخ الاستقرار في غزة ومنع اللجوء للأنفاق لتهريب الأسلحة والذخائر والمتفجرات التي تهدد الأمن القومي المصري والعربي، وتوفير فرص عمل لأبناء القطاع، وتوفير حياة كريمة لهم، ومنع استغلالهم من جانب بعض الدول، واستخدامهم وتجنيدهم في تنظيمات إرهابية، واستخدام القضية الفلسطينية، كأوراق ضغط لتحقيق مصالح هذه الدول، بعيدا عن مصالح الفلسطينيين أنفسهم، موضحا أن قوى إقليمية تستغل القضية الفلسطينية، لتحقيق مطامعها السياسية وخلق مناطق تواجد ونفوذ لها في المنطقة.

مساعدات مصرية لقطاع غزة

وأضاف أن تدخل مصر إنسانيا في غزة وتوفير احتياجات القطاع وإعادة إعماره سيقلل من إنشاء أنفاق قد تستخدم في المسّ بأمن مصر، وقد تستخدم في تسلل إرهابيين، وتهريب كل ما هو غير مشروع، ويمكن أن يهدد الأمن القومي، موضحا أن مصر عانت كثيرا من الأنفاق وأقامت شريطا حدوديا عازلا لمواجهتها ومواجهة التهريب.

ربما يعجبك أيضا