بعد صراع مُثير.. كتيبة «سيميوني» تحصد الليجا ببصمة تاريخية لـ«سواريز»

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

بعد منافسة شرسة، ولقاءات دراماتيكية حملت الكثير من المفاجآت، استطاعت كتيبة القائد الأرجنتيني دييجو سيميوني، المدير الفني لأتليتيكو مدريد الظفر بلقب الدوري الإسباني لكرة القدم، ليجرد غريمه ريال مدريد من لقبه، ويجبره على الخروج بموسم صفري خالي من البطولات لأول مرة تحت قيادة الفرنسي زين الدين زيدان.

إصرار «الروخي بلانكوس»

1 20

صراع طويل على اللقب، انتهى مساء اليوم السبت، بسيناريو مثير بعد فوز الأتليتي العنيد على بلد الوليد 2/ 1 على ملعب خوسيه زوريلا في الجولة الأخيرة من منافسات الليجا.

ورغم فوز الريال أمام فياريال، في المباراة التي أقيمت في ذات الوقت، إلا أن الأتليتي قد تفوق بحصد عدد أكبر من النقاط، أجبرت الريال على المغادرة خاوي الوفاض، بينما كان برشلونة الطرف الثالث في الصراع قد خرج من السباق هو الآخر في الجولة السابقة بعد خسارته من سيلتا فيجو.

الروخي بلانكوس أصر على انتزاع اللقب من الريال اليوم وقد كان، إذ كان الفوز اليوم هامًا لكتيبة سيميوني، ليرفع به رصيده إلى النقطة 86 ومن ثم الظفر باللقب الإسباني للمرة الـ11 في تاريخه، والثاني في عهد المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني.

3 نقاط غالية

3 13

بدأ الأتليتي مباراته أمام بلد الوليد واضعًا الـ3 نقاط الغالية نصب أعينه تحسبًا لنتيجة مباراة الريال وفياريال، إذ خاض المباراة بقوة وضغط على مرمى أصحاب الأرض الذين كانوا يحتاجون أيضًا الفوز للحفاظ على آمال البقاء في دوري الدرجة الأولى الإسبانية.

وفي تفاصيل اللقاء، ومن هجمة مرتدة في الدقيقة 18 مر أوسكار بلانكو، لاعب بلد الوليد، وانطلق في هجمة مرتدة مثالية قبل أن يضع الكرة بيمناه في شباك يان أوبلاك، الأمر الذي حبس أنفاس الأتليتي لوقت ما في المباراة.

إذ وجد أتلتيكو صعوبات كبيرة في الوصول لمرمى الحارس جوردي ماسيب رغم محاولات سواريز وكورييا ومحاولة إيجاد المساحات بينما دافع بلد الوليد باستماتة.

ولكن مع بداية الشوط الثاني انتفض فريق أتلتيكو فسجل هدفًا في الدقيقة 57 عبر صانع ألعابه ومهاجمه القصير المكير أنخيل كورييا بعد تسديدة أرضية سكنت شباك أصحاب الأرض.

وفي الدقيقة 67 نجح المهاجم الأوروجوياني لويس سواريز في إضافة الهدف الثاني، بعد الانفراد بمرمى الحارس ماسيب وتسديد كرة ذكية بيسراه سكنت شباك بلد الوليد ليتقدم الآتليتي بهدفين مقابل هدف.

وحاول أتلتيكو مدريد إضافة المزيد من الأهداف فمرر سواريز كرة مميزة للبلجيكي لكنه سدد كرة عالية وبعيدة عن الثلاث خشبات، ولم يكن فريق سيميوني بحاجة لمجهودات مضاعفة في الدقائق الأخيرة وكان هدفه الحفاظ على هذا التقدم، وهو ما نجح به ليحقق لقب الليجا التاريخي بعد صراع طويل مع الريال وبرشلونة وفي بعض الأحيان إشبيلية.

وبهذه النتيجة أنهى فريق المدرب سيميوني الليجا برصيد 86 نقطة، أمام جاره ريال مدريد صاحب الوصافة الذي رفع رصيده إلى 84 نقطة بعد فوزه على ضيفه فياريال (2-1) في الوقت عينه، ليحصد الأتليتي اللقب الغائب عن جعبته منذ عام 2014.

سواريز «يُبدع»

2 23

بلمساته الفنية المبدعة خلال هذا الموسم الصعب، استطاع النجم الأوروجاني لويس سواريز أن يكتب فصلًا جديدًا في مسيرته الكروية، وكأنه يرد على ما فعله معه ناديه السابق برشلونة حينما تخلى عنه بشكل غير لائق متناسيًا ما قدمه معه خلال السنوات العديدة الماضية.

مشوار الأتليتي الصعب خلال هذا الموسم شهد على براعة سواريز وحرصه على الفوز باللقب، ليكمل اليوم ما بدأه بتحقيق رقمًا مميزًا خلال تتويج فريقه بلقب الليجا، عقب الانتصار بنتيجة (2-1) على بلد الوليد.

وسجل سواريز هدف الانتصار للروخي بلانكوس في المباراة، الذي أمن به اللقب للفريق المدريدي.

وبحسب شبكة “أوبتا” للإحصائيات، فإن أتلتيكو مدريد حصد 21 نقطة هذا الموسم، بفضل أهداف سواريز (21 هدفًا)، وهو نفس العدد من الأهداف التي سجلها عندما فاز لويزيتو بآخر لقب ليجا له في موسم “2018-2019” مع برشلونة.

وأشارت الشبكة، إلى أن سواريز هو أكثر لاعب يهدي فريقه نقاطًا بفضل أهدافه في الليجا هذا الموسم، فيما قالت شبكة “بليتشر ريبورت”، أن سواريز للمرة الثانية ينقذ أتلتيكو مدريد من فخ التعثر، بعدما قلب الطاولة لصالح فريقه في آخر مباراتين، حيث سجل هدفي الفوز ضد أوساسونا وبلد الوليد.

ومن جانبه، ظهر سواريز باكيًا تعبيرًا عن فرحته إثر الظفر باللقب، وقال في تصريحات عبر قناة “موفيستار”: “أشياء عديدة تدور في رأسي، لقد عشت فترة صعبة للغاية في بداية الموسم، وكيف احتقروني والتقليل من قدراتي، بينما فتح أتلتيكو مدريد أبوابه أمامي، لذا سأبقى ممتنًا لهذا النادي”.

وتابع بلهجة حزينة: “أرقامي تتحدث عن نفسها أنا بطل الليجا 5 مرات في 7 مواسم”.

وكان سواريز قد انتقل إلى أتلتيكو مطلع الموسم الجاري، قادمًا من برشلونة بعد 6 مواسم داخل القلعة الكتالونية.

بموسم صفري الريال الـ«وصيف»

189687197 1727502667450450 4479178268169540085 n

على الجانب الآخر، ورغم فوز ريال مدريد اليوم، بعد أن تمكن في قلب تأخره بهدف أمام فياريال بهدف إلى فوز بهدفين، إلا أن الفوز لم يكن كافيًا لتتويج الملكي بلقب الدوري الإسباني لهذا الموسم.

إذ كان يحتاج الريال إلى تعادل أو خسارة أتلتيكو مدريد من ريال بلد الوليد، لكن الروخي بلانكوس قضى على آماله وتمسك بالثلاث نقاط الغالية حتى الرمق الأخير.

وفي تفاصيل اللقاء، دخل ريال مدريد المباراة بهدوء شديد، ليستغل فياريال هذا التراخي، ويفتتح التسجيل بواسطة جيريمي في الدقيقة 20، في نفس لحظة تأخُر أتليتكو مدريد أمام بلد الوليد في الملعب الآخر.

ولم يهدد الريال مرمى ضيوفه في الشوط الأول إلا بواسطة مودريتش الذي سدد من داخل منطقة الجزاء بالدقيقة 35، لكن كرته جاورت القائم.

وجاء نقطة التحوُل في مسار اللقب بالدقيقة 55 عندما أدرك بنزيما التعادل برأسية قوية، إلا أن تقنية الفيديو “الفار” ألغت الهدف بداعي تسلل طفيف على الفرنسي، في نفس اللحظة التي أدرك فيها أتليتكو مدريد التعادل أمام بلد الوليد بواسطة آنخل مارتين كوريا، ليتلقى ريال مدريد ضربة مزدوجة.

وبعد صراع مثير في الشوط الثاني، ازادات حدة هجمات الريال، وتصاعدت خصوصًا عندما سدد بنزيما كرة قوية في الدقيقة 72 مرت بجوار القائم، بعدها هدد مودريتش بصاروخ من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 83 لكن كرته جوارت القائم أيضًا.

وفي الدقيقة 86 أدرك ريال مدريد التعادل أخيرًا بعد انطلاقة رودريجو وإنهاء بنزيما المميز للهجمة، ليصل المهاجم الفرنسي إلى 30 هدفًا إجمالًا هذا الموسم للمرة الثالثة فقط في مسيرته مع ريال مدريد.

وبينما كان الحكم على وشك إنهاء اللقاء، حرص مودريتش على القيام بالمطلوب وسجل هدفًا ثانيًا بعد عرضية بنزيما في الوقت بدل الضائع، ليعلن الحكم عن فوز الريال، ولكن بعد فوات الأوان، ليرفع الريال رصيده إلى 84 نقطة في المركز الثاني، بفارق نقطتين عن أتليتكو مدريد المتصدر وبطل المسابقة.

وبهذه النتائج فشل ريال مدريد في تحقيق لقبين متتاليين للدوري الإسباني لأول مرة منذ 2008 رغم إكماله 18 مباراة متتالية دون هزيمة في المسابقة الحالية.

كذلك عجز المدرب الفرنسي زين الدين زيدان عن أن يصير أول مدرب يحتفظ بلقب الدوري في ريال مدريد منذ ليو بينهاكر في 1989.

وبالتالي أنهى الريال الموسم دون أي لقب لأول مرة منذ 2009\2010.

جدول الترتيب.. حقائق وأرقام

5 7

نتائج اليوم التي أقيمت 7 مباريات منها في الجولة الـ38 والأخيرة من الليجا، والتي ستختم غدًا الأحد، وضعت أتلتيكو مدريد في صدارة الدوري الإسباني لكرة القدم برصيد 86 نقطة، جمعهما من الفوز في 26 مباراة والتعادل في 8 لقاءات والخسارة في 4 مواجهات.

بينما وضعت ريال مدريد في المركز الثاني، بجدول ترتيب المسابقة برصيد 84 نقطة من الفوز في 25 مباراة والتعادل في 9 لقاءات والخسارة في 4 مباريات.

وكان ريال مدريد قد فاز بـ2 فقط من آخر 7 لقاءات مع فياريال في الدوري الإسباني (4 تعادلات وخسارة 1)، وحصّل هذين الانتصارين في آخر مباراتين بالديار أمام خصمه (3-2 في مايو 2019 و2-1 في يوليو 2020).

أما برشلونة فقد حل في المركز الثالث برصيد 79 نقطة، إذ لم يتأثر موقفه بفوزه على إيبار (1-0)، حيث رفع رصيده إلى 79 نقطة في المرتبة الثالثة، بفارق 5 نقاط عن إشبيلية (الرابع) الذي يلتقي مع ديبورتيفو ألافيس في ختام الجولة.

وفيما يلي، جاء جدول ترتيب الدوري الإسباني لموسم 2020-2021 كالتالي:

أتلتيكو مدريد – 86 نقطة
ريال مدريد – 84 نقطة
برشلونة – 79 نقطة
إشبيلية – 74 نقطة
ريال سوسيداد – 62 نقطة
ريال بيتيس – 61 نقطة
فياريال – 58 نقطة

المقاعد الأوروبية

وفي سياق آخر، مكنت هذه النتائج الرباعي أتلتيكو والريال وبرشلونة وإشبيلية من حجز مقاعدهم في مجموعات دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، فيما تأهل ريال سوسيداد “خامسًا”، وريال بيتيس “سادسًا” إلى الدوري الأوروبي.

فيما حجز فياريال، سابع الترتيب، مقعده في النسخة الأولى من بطولة “دوري المؤتمر الأوروبي”، لكن يمكن له التأهل إلى دوري الأبطال إذا فاز في نهائي النسخة الحالية من الدوري الأوروبي.

ويلتقي فياريال مع مانشستر يونايتد في نهائي الدوري الأوروبي، يوم الأربعاء المقبل الموافق 26 مايو.

حسابات أخرى

6 5

حسابات أخرى قد تعقدت بهذه النتائج، إذ تأكد هبوط هويسكا وبلد الوليد وإيبار إلى دوري الدرجة الثانية، بعدما احتلوا قاع الترتيب، وفشلوا في الفوز بالجولة الأخيرة.

وبخسارته 0-1 من برشلونة، توقف رصيد إيبار عند 30 نقطة في المركز الـ20 والأخير، فيما توقف رصيد بلد الوليد عند 31 نقطة في المركز الـ19 بسقوطه أمام أتلتيكو.

وتعادل هويسكا سلبيًا مع فالنسيا ليرفع رصيده إلى 34 نقطة في المرتبة الـ18، بفارق نقطتين خلف إلتشي الذي فاز (2-0) على أتلتيك بلباو.

فيما تجمّد رصيد فياريال عند 58 نقطة في المركز السابع، ليفقد فرصة التأهل إلى الدوري الأوروبي ويكتفي بالضمان مقعد في دوري السوبر الأوروبي.

في نهاية الأمر، بالطبع قد حسمت الأمور وتبقى فرحة جمهور الأتليتي هي المسيطرة الآن على المشهد ابتهاجًا باللقب الغالي عن جدارة واستحقاق، ولكن سيظل ريال مدريد هو الأكثر تتويجًا بهذا اللقب بواقع 34 مرة، ويليه برشلونة 26 مرة.

ربما يعجبك أيضا