«تعدين البيتكوين» حيلة جديدة لإنقاذ الاقتصاد الإيراني

هالة عبدالرحمن

كتبت – هالة عبدالرحمن

توصلت دراسة جديدة إلى أن إيران تستحوذ الآن على 4.5 في المائة من تعدين البيتكوين في العالم وأن الدولة تستخدم التكنولوجيا لتوليد مئات الملايين من الدولارات من أصول العملة المشفرة للتغلب على العقوبات المعوقة التي تفرضها الولايات المتحدة ودول أخرى.

فرضت واشنطن عقوبات اقتصادية على طهران منذ الثورة الإيرانية عام 1979 احتجاجًا على برنامجها النووي ودعمها لجماعات في الشرق الأوسط تعتبرها الولايات المتحدة منظمات إرهابية.

في شكلها الحالي، ترقى العقوبات إلى حظر اقتصادي شبه كامل وفرض حظر على جميع الواردات، والأكثر ضررًا من صناعة النفط والبنوك والشحن في البلاد ، مما تسبب في انخفاض الأول بنسبة 70 في المائة خلال عقد من الزمان شهد فيه الاقتصاد الإيراني سنوات من الركود والبطالة واندلاع الاضطرابات المدنية بشكل دوري.

وأشار البحث الجديد، الذي نشرته صحيفة «الإندنبدنت» البريطانية، إلى أن البلاد قد تحولت إلى التعدين المشفر كخط حياة جديد ووسيلة لتسعير إمكاناتها في مجال الطاقة، وهو أمر كبير وغير مكلف نسبيًا نظرًا لأن إيران هي أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم.

ومنذ عام 2019 ، اعترفت الدولة بتعدين البيتكوين كممارسة تجارية مربحة وسرعان ما أنشأت نظام ترخيص يتطلب من المعدنين دفع تعريفة أعلى لاستخدامهم للكهرباء وبيع عملات البيتكوين المستخرجة الخاصة بهم إلى البنك المركزي.

وظهرت استخدام البيتكوين منذ ذلك الحين في جميع أنحاء البلاد ، بما في ذلك المساجد، مما يسمح لإيران ببيع أصول الطاقة بشكل غير مباشر في الأسواق العالمية وتجاوز الحظر التجاري.

ويمكن أيضًا استخدام عملات البيتكوين المكتسبة لدفع ثمن الواردات ، مما يسمح لعمال المناجم بتجاوز القيود المفروضة على إجراء المعاملات مع البنوك الإيرانية.

وتعتمد نسبة تعدين البيتكوين، البالغة 4.5 في المائة، على البيانات التي تم جمعها من عمال المناجم من قبل مركز كامبريدج للتمويل البديل حتى أبريل 2020 ، بالإضافة إلى تصريحات من شركة توليد الكهرباء في يناير 2021 مشيرة إلى أن القطاع يستهلك ما يصل إلى 600 ميجاوات من الكهرباء، حيث تتطلب الكهرباء التي يستخدمها عمال المناجم ما يعادل حوالي 10 ملايين برميل من النفط الخام كل عام لتوليدها – ما يقرب من 4 في المائة من إجمالي صادرات النفط الإيراني العام الماضي.

في حين أن عمليات التعدين المشفرة في إيران قد تصل قيمتها حاليًا إلى حوالي مليار دولار من العائدات السنوية ، فإنها تضع أيضًا ضغطًا كبيرًا على شبكة البنية التحتية للطاقة المتعثرة في البلاد، ولمعالجة ذلك الأمر، تدخلت الشركات الصينية باستثمارات جديدة وأنشأت مزارع خاصة بها في منطقة رفسانجان الاقتصادية الخاصة في جنوب شرق البلاد.

لمشاهدة الرابط الأصلي اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا