مصر وأمريكا.. أزمة غزة تعيد التقارب بين البلدين من جديد

إبراهيم جابر
مصر وأمريكا - أمريكا ومصر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – سجلت العلاقات المصرية الأمريكية فصلا جديدا على مستوى العلاقات الثنائية بين الجانبين بعد حالة الجفاء والترقب التي طالتها مع وصول الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن إلى البيت الأبيض، ليكسر تدخل القاهرة القوي في الأزمة التي اندلعت بين إسرائيل وفلسطين مؤخرا حالة الجمود التي استمرت نحو 4 أشهر، ليشهد الأسبوع الجاري اتصالات ولقاءات مكثفة بين الجانبين تعيد التقارب بين الجانبين في شتى القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة.

“اتصالان في 4 أيام”

تدخل القاهرة الموفق في الأزمة التي اندلعت بين إسرائيل وفلسطين في غزة خلال الآونة الأخيرة، وتمكنها من التوصل إلى اتفاق وهدنة بين الجانبين يقضي بوقف إطلاق النار، غير بوصلة القيادة الأمريكية لتتجه ناحية القاهرة من جديد، ليجري الرئيس الأمريكي اتصالين بالسيسي خلال 4 أيام.

الاتصال الأول بين الجانبين والذي جرى في 20 من الشهر الجاري تناول “التباحث وتبادل الرؤى حول مستجدات القضية الفلسطينية وسبل التعاون من أجل وقف العنف والتصعيد في ظل التطورات الأخيرة، بحسب بيان عبر صفحة المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية السفير بسام راضي بـ”فيس بوك”.

وأعرب بايدن عن تقديره لجهود السيسي الحثيثة مع جميع أطراف القضية، لافتا إلى تطلع بلاده لتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر خلال المرحلة المقبلة بما يُمكّن الدولتين من مجابهة التحديات غير المسبوقة إقليمياً ودولياً في ضوء الأولويات المشتركة بين البلدين الصديقين.

وشدد السيسي خلال الاتصال على أهمية علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الممتدة عبر مدار عقود طويلة في تحقيق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين ومواجهة التحديات المشتركة، مشدداً على أن ما يشهده المحيط الإقليمي من أزمات تهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها، إنما يفرض تعزيز التعاون والتشاور المنتظم بين مصر والولايات المتحدة لدرء تلك الأخطار.

وتوافق الجانبان خلال الاتصال علي استمرار التشاور المنتظم وتبادل وجهات النظر، وكذلك تعزيز التنسيق المتبادل المثمر بين الأجهزة المختصة بين البلدين خلال الفترة المقبلة لاحتواء تصعيد الموقف وكذلك لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك علي مختلف المستويات الثنائية والإقليمية والدولية.

“علاقات قوية”

وفي 24 مايو الجاري، اتصل الرئيس الأمريكي بنظيره المصري مجددا، لتبادل الرؤى والتقديرات تجاه تطورات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن التباحث حول موضوعات علاقات التعاون الثنائية.

وشدد بايدن على قيمة الشراكة المثمرة والتعاون البناء والتفاهم المتبادل بين البلدين، وتطلع الإدارة الأمريكية لتعزيز العلاقات الثنائية خلال المرحلة المقبلة في مختلف المجالات، خاصةً في ضوء دور مصر المحوري إقليمياً ودولياً، وجهودها السياسية الفعالة في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة وتسوية أزماتها. 

وأشار السيسي إلى قوة العلاقات المصرية الأمريكية وما تتسم به من طابع استراتيجي، مؤكداً استمرار مصر في بذل الجهود لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وذلك في إطار ثابت من المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

وبحث الجانبان مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام في أعقاب التطورات الأخيرة، فضلاً عن دعم تثبيت هدنة وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بوساطة مصرية ودعم امريكي كامل، والجهود الدولية الرامية لإعادة إعمار غزة وتقديم المساعدات الإنسانية الملحة لها.

وتناول الاتصال آخر مستجدات القضية الليبية، فضلا عن تطورات الموقف الحالي لملف سد النهضة؛ حيث رحب الرئيس المصري بالجهود الأمريكية المتواصلة في هذا الصدد، مؤكداً تمسك مصر بحقوقها المائية من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني منصف وملزم يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد.

ولفت بايدن إلى تفهم واشنطن الكامل للأهمية القصوى لتلك القضية للشعب المصري، مشيراً إلى عزمه بذل الجهود من أجل ضمان الامن المائي لمصر،  وقد تم التوافق بشأن تعزيز الجهود الدبلوماسية خلال الفترة المقبلة من أجل التوصل إلى اتفاق يحفظ الحقوق المائية والتنموية لكافة الأطراف.

كما تناول الاتصال أيضاً بحث بعض الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بما فيها ملف حقوق الإنسان، حيث تم التأكيد على الالتزام بالانخراط في حوار شفاف بين مصر والولايات المتحدة في هذا الصدد.

“مناقشات مباشرة”

في الوقت نفسه، استقبل الرئيس المصري وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لافتا إلى علاقات الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين مصر والولايات المتحدة، ودورها المحوري في دعم الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، والتطلع لتعزيز التنسيق والتشاور بين الجانبين بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية وقضايا المنطقة.

ونوه بلينكن إلى اهتمام بلاده بتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع مصر، وتكثيف التنسيق والتشاور المشترك حول جميع قضايا الشرق الأوسط، في ضوء الثقل السياسي الفعال الذي تتمتع بها مصر في الشرق الاوسط ومحيطها الإقليمي، ومساهمتها في السعي لتحقيق الاستقرار المنشود لكافة شعوب المنطقة.

وشهد اللقاء التباحث حول مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام في أعقاب التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، وأشار السيسي إلى حرص مصر على التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة في هذا الإطار، وموقف مصر الثابت بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق المرجعيات الدولية، حيث تم التوافق على تعزيز التنسيق والتشاور الثنائي بين البلدين.

كما تم تناول ملف مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث أكد الرئيس المصري إرادة الدولة الثابتة حكومةً وشعباً على مواصلة جهودها الحثيثة لمواجهة تلك الآفة، وتقويض خطرها أمنياً وفكرياً، وتدعيم مبادئ المواطنة الراسخة من التآخي والتعايش وحرية الاعتقاد، مشدداً على أهمية استمرار التنسيق والتعاون المشترك مع الولايات المتحدة لتدعيم تلك الجهود.

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد كذلك التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية، خاصةً تطورات الأوضاع في ليبيا والمرحلة الانتقالية التي تمر بها حالياً، وصولاً إلى الاستحقاق الانتخابي المنشود في ديسمبر المقبل، فضلا عن أزمة سدد النهضة، وجدد بلينكين التأكيد على التزام الإدارة الأمريكية ببذل الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق يحفظ الحقوق المائية والتنموية لكافة الأطراف.

وتناول الجانبان بعض موضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أشاد وزير الخارجية الأمريكي بالجهود التنموية الضخمة التي تشهدها مصر حالياً، وأوضح الرئيس المصري جهود الدولة من خلال سلسلة المشروعات التنموية الكبرى بهدف تحقيق التنمية الشاملة في كل القطاعات والارتقاء بكافة جوانب الحياة المعيشية للمواطنيين وكذلك جميع الخدمات المقدمة من قبل الدولة.

ربما يعجبك أيضا