فيسبوك يخاطر بسمعته لدوره كمراقب للرأي العام

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

لا يكاد يمر يوم إلا وتدشن حملة جديدة على موقعي فيسبوك وتويتر، لنقل مطالب أو نشر هاشتاج مؤيد لقضية ما، أو حتى لدعم مرشح في الانتخابات هنا أو هناك، كل هذا مصدره انطباع عميق، ومنتشر على نطاق واسع، أن لمواقع التواصل الاجتماعي قدرة هائلة على صناعة الرأي العام، وتوجيهه.

ووسط كل محاولات إدارة «فيسبوك» لضبط المحتوى المنشور ومنع دعوات الحث على الكراهية والعدوان، إلا أن دور فيس بوك كمراقب عالمي للرأي العام أصبح محطًا للتشكك، بخاصة بعد دورها الأخير في وقف حملات مناصرة القضية الفلسطينية وعدد من القضايا الشائكة على الساحة الدولية. 

فيس بوك و أزمة كوفيد مع الصين

وأكد مقال في صحيفة «ديلي تيجراف»، اليوم الجمعة، أن فيسبوك حظر في السابق منشورات تشير إلى أن كوفيد- 19، ربما ظهر لأول مرة في مختبر صيني، لكن بعد أن طلب جو بايدن من وكالات المخابرات الأمريكية مضاعفة تحقيقها في أصولها قد يتخذ الموقع موقفا مغايرا.

وتحذر الصحيفة من أن هذا منعطف محرج يتسبب في أضرار جسيمة بالسمعة، قائلة إنه من غير الواضح، لماذا كان الحظر في المقام الأول، فالخطأ البشري ليس مستحيلا.

وبحسب الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطاني، فإن «هذه الفرضية محل ثقة»، ونقلت الصحيفة عن مراقبين قولهم إن سلوك فيسبوك «يناقض أي ادعاء بأنه منصة محايدة تسهل التواصل ببساطة».

وحاول عملاق التواصل «فيسبوك» إعادة تعريف نفسه على أنه صوت مسؤول في السياسة، قائلا إن الموقع تحول إلى حارس ومراقِب، وأصبح من المستحيل الآن تجاهل تحيزه المؤسسي.

«فيسبوك» و القضية الفلسطينية

وأقرت إدارة «فيسبوك» بأخطاء في التعامل مع مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي من الفلسطينيين، وحذف منشورات وإغلاق حسابات بسبب استخدام كلمات مثل الأقصى المبارك، مما دفع  بشكوى تقدمت بها دولة فلسطين بسبب تقاعس الشركة عن مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في احترام القانون الإنساني الدولي وحق الشعب الفلسطيني في التعبير عن الاضطهاد الذي يتعرض له، والنضال من أجل إنهائه.

واشتكى مئات الفلسطينيين من شطب «فيسبوك» لحساباتهم أو شطب منشورات لهم بسبب تناول الأحداث الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، مما اضطر إدارة «فيسبوك» إلى الاعتذار لجميع مستخدميها فى فلسطين والعالم العربي عن ما حدث بشأن منع المشاركات بخصوص مناصرة القضية الفلسطينية، وكذلك ما حدث من حذف لصور المسجد الأقصى عبر تطبيقها إنستجرام. 


وقالت «فيسبوك» فى بيان لها، إن ما حدث كان خطأ تقنيا متعلقا بـ«خوارزميات مراجعة المحتوى» على الموقع، وأن ما حدث من حظر لبعض القصص اليومية والمنشورات وكذلك الصور وصور المسجد الأقصى كانت عبارة عن خطأ تقني وفني، وأنها ستعمل على إصلاحه.

ولا تزال العديد من القرارات التي اتخذتها إدارة «فيسبوك» لها تأثير في البلدان التي عملت فيها، فالولايات المتحدة متأثرة بشدة بما حدث في عام 2016 بالتلاعب الروسي على فيسبوك.

وقال موقع فيسبوك إن روسيا وإيران هما الرائدتان في نشر المعلومات المضللة على الإنترنت بهدف التلاعب بالرأي العام، وفقًا لتقرير نُشر أمس الخميس.

ربط باحثو فيسبوك معظم العمليات الروسية بوكالة أبحاث الإنترنت، وهي مصنع ترول في سانت بطرسبرغ ، ألقى مجتمع المخابرات الأمريكية باللوم عليه في التدخل في انتخابات عام 2016، فيما وجد الباحثون أيضًا روابط معلومات مضللة مع المخابرات العسكرية الروسية.

تمارس شركات وسائل التواصل الاجتماعي هذه القوة دون تحمل مسؤولية قانونية حقيقية عن الكثير من المحتوى البغيض حقًا الذي تستضيفه ، ولإبقاء رأسها فوق مستوى الرأي العام، فيما حاول «فيسبوك» إعادة تعريف نفسه على أنه صوت مسؤول في السياسة، إلا أنه تحول إلى حارس ومراقب ، وأصبح من المستحيل الآن تجاهل تحيزه المؤسسي.

ربما يعجبك أيضا