مدى فعالية وأمان لقاح كورونا للأطفال

هالة عبدالرحمن

كتبت – هالة عبدالرحمن

بدأت العديد من البلدان في أوروبا والولايات المتحدة أيضا، إتاحة استخدام بعض أنواع اللقاحات للأطفال، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 -16 عاما، من أجل حماية أكبر وتوسيع قاعدة مناعة القطيع.

تطعيم الشباب والمراهقين

وأكدت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية، اليوم السبت، أن تطعيم فئة الشباب والمراهقين والأطفال ستؤثر حتما على الفئات العمرية الأخرى ،لأنهم سيشاركون في تجاوز عتبة المناعة الجماعية في أسرع وقت ممكن.

وحسب دراسات المختصين في علوم الأوبئة، يجب تطعيم حوالي سبعين في المائة من سكان فرنسا للحد من الانتشار الواسع للفيروس، ولبلوغ هذا الهدف يجب تطعيم تسعين في المائة من السكان ما فوق 18عاما وهو هدف قد يتطلب الكثير من الوقت إلا إذا أصبح التطعيم إجباريا.

وقال البروفيسور أوديل لوناي ، مدير مركز كوشان باستور للتطعيم للصحيفة إنه من الضروري البدء في تطعيم المراهقين هذا الصيف لتحقيق مناعة جماعية مع بداية العام الدراسي المقبل، موضحا أن التطعيم الإجباري أمر معقد لا يمكن للسلطات فرضه، ولكن إذا وضع لقاح للأطفال فإنه من الممكن تحقيق مناعة جماعية في فرنسا قبل نهاية العام الجاري.

تطعيم الأطفال وهدف مناعة القطيع

ويعد تطعيم الأطفال هو إجراء اعتيادي ومقبول على نطاق واسع ضد أمراض الحصبة والنكاف وشلل الأطفال والدفتيريا وأنواع متعددة من التهابات السحايا والسعال الديكي.. والقائمة تطول. وعملية التطعيم تبدأ من عمر لا يتجاوز بضعة أسابيع.

بدأت بعض الدول بفعل ذلك- فالولايات المتحدة قامت بالفعل بتطعيم حوالي 600 ألف طفل، تتراوح أعمارهم بين 12 و15 سنة. وهي تتوقع أن يكون لديها بيانات كافية حول السلامة لتطعيم الأطفال الأصغر سناً العام المقبل.

أما المملكة المتحدة فتسرع من عملها في تطعيم البالغين- الذين ينبغي أن يكونوا جميعاً قد حصلوا على الجرعة الأولى من اللقاح بحلول نهاية يوليو/ تموز المقبل- لكنها لا يزال عليها أن تتخذ قراراً بخصوص تطعيم الأطفال.

هنالك فائدة محتملة أخرى من تطعيم الأطفال- وهي أنه قد ينقذ حياة أشخاص آخرين.

وهذا النهج مستخدم بالفعل بالنسبة للإنفلونزا. فالأطفال في بريطانيا الذين تتراوح أعمارهم بين عامين إلى 12 عاماً يتم إعطاؤهم بخاخ الأنف كل عام، بهدف حماية أجدادهم، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية.

ويقول أحد الآراء: إن فعل الشيء نفسه مع لقاحات كوفيد من شأنه أن يساعد في المساهمة بتحقيق مناعة القطيع-وهي النقطة التي يصارع عندها الفيروس للانتشار، لأن عدداً كبيراً من الناس يتمتع بالحماية.

وتبدو لقاحات كوفيد فعالة في تعطيل انتشار الفيروس. فجرعة واحدة فقط كفيلة بتخفيض احتمال الإصابة بالفيروس إلى النصف على الأقل، وحتى أولئك الذين يصابون بالفيروس ينخفض احتمال نقلهم للعدوى إلى أشخاص آخرين إلى النصف.

ولا يبدو أن الأطفال هم ناشرون كبار لفيروس كورونا، لكن المراهقين الأكبر سناً يمكنهم مع ذلك أن يلعبوا دوراً في نشر الفيروس.

وقال الدكتور آدم كوتشارسكي، من مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي: “هنالك دليل بالتأكيد على إمكانية انتقال العدوى في المراهقين الذين يدرسون في المرحلة الثانوية، وبالتالي فإن التطعيم قد يكون له تأثير على انتقال العدوى بشكل عام.

ولكن ليس هناك إجابة شاملة حول ما إذا كان الأمر يستحق الجهد.

ويمضي برنامج التطعيم في المملكة المتحدة قدماً وكانت هناك حالات تفشي واسعة للمرض تركت إرثاً من الحصانة يمكنها أن تلعب دوراً هي الأخرى.

غير أن أكثر من رُبع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 17 عاماً في إنجلترا لديهم أجسام مضادة لفيروس كورونا في دمهم، على الرغم أن أياً منهم لم يحصل على التطعيم.

وبالتالي، فإن المملكة المتحدة ودولاً مماثلة قد تجد أن لديها مناعة كافية لوقف انتشار الفيروس بدون تطعيم الأطفال.

اللقاحات الآمنة للأطفال

وقالت الحكومة الألمانية إن الأطفال من سن 12 عامًا سيكونون مؤهلين للحصول على لقاح كوفيد 19 اعتبارًا من الشهر المقبل ، وذلك تحسباً لموافقة رسمية من قبل المنظم الأوروبي للقاح فايزر، والذي يتوفر حاليًا لأولئك الذين يبلغ عددهم 16 عامًا. وأكثر.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الخميس الماضي، إن كل مواطن ألماني سيحصل على لقاح بحلول 21 سبتمبر ويشمل الآن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 16 عامًا ، من يمكنه السعي للحصول على موعد لقاح اعتبارًا من 7 يونيو ، إما في عيادة الطبيب أو في مركز اللقاحات، وفقًا لصحيفة «الجارديان» البريطانية.

وقالت ميركل إن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين يوم و 12 عامًا سيكونون مؤهلين أيضًا للتلقيح ، ولكن ليس حتى نهاية هذا العام أو بداية العام المقبل، بينما أعلنت شركة «فايزر» الشهر الماضي عن أنها كانت في طور اختبار اللقاح على الرضع والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و 11 عامًا.

وأوصى وزير الصحة الألماني، ينس سبان ، بعدم إعطاء اللقاح إلا بعد التشاور الوثيق بين الآباء وأطفالهم والأطباء. وشددت ميركل على أن إعادة فتح المدارس للتشغيل العادي في فصل الخريف لا يعتمد على ما إذا كان قد تم تطعيم الأطفال.

وأعربت لجنة اللقاحات الألمانية، وفقًا لـ«الجارديان»، عن مخاوفها من أنه لم يتم جمع بيانات كافية حتى الآن وأن مجموعة الاختبار كانت صغيرة جدًا، بينما أوصى ميرتنز أنه إذا استمر تطعيم الأطفال في ألمانيا ، فينبغي أن يتم فقط في عيادات الطبيب ، حيث يمكن إجراء استشارة فردية ، وليس في المدارس أو مراكز اللقاح كما تم اقتراحه.

ويعد هو فايزر هو اللقاح الوحيد المطروح باعتباره مناسبًا للأطفال في ألمانيا بعد نتائج دراسة الموافقة التي تم فيها تلقيح ألف طفل ، وحصل ألف آخر على دواء وهمي، لقد وفرت لهم حماية بنسبة 100٪ وتم تحملها جيدًا.

وتمت الموافقة على استخدام اللقاح في 10 مايو في الولايات المتحدة للأطفال من سن 12 عامًا، وقد أُعطي بالفعل لآلاف الأطفال في إسرائيل، بينما أعربت رابطة الأطباء الألمان عن مخاوفها مقترحة أن تحل محل مسألة منح المزيد من الحرية للأطفال حيث يستمر معدل الإصابة بالفيروس في ألمانيا في الانخفاض.

ربما يعجبك أيضا