مصر وأفريقيا.. زيارات وتدريبات عسكرية لمواجهة التحديات

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – واصلت القوات المسلحة المصرية والقيادة السياسية في البلاد تعزيز علاقاتها العسكرية والسياسية مع البلدان الأفريقية مؤخرا في ضوء التوترات الموجودة في المنطقة، والسعي المستمر لتثبيت الأمن والاستقرار في القارة السمراء، لتشهد الأيام الأخيرة زيارات مصرية لـ”السودان وجيبوتي وكينيا ورواندا”.

“زيارة كينيا”

رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق محمد فريد، زار دولة كينيا، للمشاركة في الجلسة الختامية للاجتماع الثالث للجنة العسكرية “المصرية الكينية” التي انعقدت بالعاصمة الكينية نيروبي لتطوير التعاون العسكري بين البلدين في ضوء عمق الروابط التي تجمع البلدين.

الجلسة التي عقدت برئاسة فريد ورئيس الأركان الكيني روبرت كاربوكى كيبوتشى، أسفرت عن التوافق على تطوير أوجه التعاون العسكري في مجالات التدريب والتأهيل ونقل الخبرات ورفع القدرات العسكرية بما يعزز قدرات الجانبين على مواجهة التحديات لأمنهما القومي ومصالحهما المشتركة.

وبحسب بيان عبر صفحة المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري العميد أركان حرب تامر الرفاعي بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، اليوم الأحد؛ عقد الفريق محمد فريد لقاءات رفيعة المستوى مع القيادات العسكرية بجمهورية كينيا حيث التقى رئيس أركان حرب القوات المسلحة بوزيرة الدفاع الكينية، وتم توقيع اتفاق فني للتعاون في المجال الدفاعي بين وزارتي الدفاع لكلا البلدين.

وأشاد رئيس الأركان المصري خلال لقاء مع رئيس هيئة الأركان الكينية بجهود أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة بين الجانبين وما توصلت إليه من نتائج تصب في مصلحة البلدين وقواتهما المسلحة والأمن والاستقرار الإقليمي، وناقش الجانبان خلال اللقاء التحديات المشتركة وتطورات الموقف الإقليمي والتحديات الأمنية العابرة للحدود والقضايا المؤثرة على الأمن القومي لكلا البلدين .

“زيارة روندا”

في الوقت نفسه، زار الفريق محمد فريد دولة رواندا بهدف تعزيز أوجه التعاون العسكري المشترك بين البلدين، حيث أجريت خلال الزيارة مراسم الاستقبال الرسمية، وتم استعراض حرس الشرف، تلى ذلك عقد عدداً من اللقاءات رفيعة المستوى مع القيادات العسكرية الرواندية لبحث سبل تطوير التعاون المشترك في العديد من المجالات .

وخلال الزيارة التقى رئيس أكان القوات المسلحة المصرية، وزير الدفاع الرواندي اللواء ألبرت موراسيرا، وتم خلال اللقاء تبادل الرؤى حول تطورات الأوضاع في المنطقة والتحديات الأمنية التي تواجه الأمن القومي لكلا البلدين، والتوافق على أهمية التنسيق والعمل المشترك لمواجهة تلك التحديات بما يحقق الاستقرار في المنطقة.

وترأس فريد مع نظيره الرواندى الفريق أول جان بوسكو كازورا الاجتماع الأول للجنة العسكرية المصرية الرواندية المشتركة ، وأكد خلال الاجتماع دعم كافة أوجه التعاون مع المؤسسة العسكرية الرواندية والاستعداد لتلبية مطالب تطوير التعاون في مجالات التدريب والتأهيل وتبادل الخبرات المشتركة للقوات المسلحة لكلا البلدين.

وفي نهاية الزيارة قام رئيس أركان حرب القوات المسلحة والوفد المرافق له بزيارة النصب التذكاري لضحايا الإبادة الجماعية ووضع إكليل من الزهور.

“التدريبات مع السودان”

الزيارة المصرية، تأتي بعد أيام قليلة من انطلاق فعاليات التدريب المشترك المصري السوداني “حماة النيل”، والذي يتم تنفيذه بدولة السودان الشقيقة، بمشاركة عناصر من القوات البرية والبحرية والجوية لكلا الجانبين .

ويتضمن التدريب عقد مجموعة من المحاضرات النظرية والعملية لتوحيد المفاهيم القتالية وتبادل الخبرات التدريبية وتنفيذ طلعات مشتركة على الأهداف المختلفة، وقامت عناصر القوات الخاصة من الصاعقة والمظلات المشتركة في التدريب بتنفيذ عدد من الرمايات النمطية وغير النمطية.

وبحسب بيان عبر صفحة المتحدث باسم الجيش المصري بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، عكست التدريبات مستوى التقارب في أساليب التدريب القتالي والدقة في التعامل مع الأهداف من أوضاع الرمي المختلفة، وتنفيذ قوات المظلات لعدد من التدريبات الخاصة بالقفز الحر.

وذكر البيان أنه ظهر خلال التدريب مدى ما تتمتع به العناصر المشاركة من قدرة واحترافية عالية في تنفيذ المهام بما يعكس مدى ما تمتلكه القوات المسلحة لكلا الجانبين من استعداد قتالي وقدرة على العمل المشترك لدعم جهود الأمن والاستقرار بالمنطقة ، مشيرا إلى أن الهدف من التدريب تعزيز سبل التعاون العسكري وتبادل الخبرات، وتطوير العمل المشترك بين القوات المسلحة المصرية والقوات المسلحة السودانية الشقيقة.

“السيسي في جيبوتي”

في الوقت نفسه، زار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأسبوع الماضي دولة جيبوتي، في أول زيارة لرئيس مصري إلى جيبوتي التقى خلال نظيره الجيبوتي إسماعيل عمر جبيلة، وعقدا جلستي مباحثات ثنائية وموسعة ضمت وفدي البلدين، شهدتا التأكيد على تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية بين البلدين.

وتوافق الزعيمان حول أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني عادل ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة، بما يحقق مصالح الدول الثلاث، مصر والسودان وإثيوبيا، ويحافظ على الاستقرار الإقليمي، مع التأكيد على ضرورة إبراز حسن النية والإرادة السياسية اللازمة من كافة الأطراف في مسار المفاوضات.