بعد اتفاق «بينيت» و«لبيد».. هل تكتب الحكومة الجديدة نهاية عصر الساحر نتنياهو؟

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

نفتالي بينيت ويائير لبيد .. بدآ الخطوة الأولى لتشكيل حكومة التغيير الإسرائيلية السياسية، خبر أورده حصريًا عميد سيغيل الشؤون الحزبية في القناة الثانية عشر لتتواصل ردود الفعل بلا توقف على وقع هذا الخبر، خاصة مع نية يائير لابيد الإعلان عن هذه الخطوة خلال ساعات.

وقال بينيت، في كلمة ألقاها الأحد: “أعلن اليوم أنني مصمم على بذل كل الجهود الممكنة من أجل تشكيل حكومة وحدة مع صديقي، يائير لابيد، لننقذ معا إسرائيل بمشيئة الرب ونعيدها إلى المسار الصحيح”.

وشدد بينيت على أن “كل الأحزاب مدعوة للدخول في تشكيل الحكومة”، موضحا: “نحن أمام خيارين إما إقامة حكومة وحدة أو التوجه إلى انتخابات خامسة”.

وتابع: “أوجه رسالتي إلى المعسكر القومي إذا يقول لكم أحد إن هذه حكومة يسار من أجل إخافتكم هذا كذب، أطمئنكم بأن هذه ستكون حكومة يمين أكثر من الحكومة الحالية”.

وبحسب الاتفاق الذي حصلت على تفاصيله القناة العبرية، فإن بينيت الذي عليه أن يجمع 61 نائباً من أصل 120، على التناوب، سيتولى رئاسة الحكومة حتى شهر سبتمبر/ أيلول من عام 2023، ثم سيتولى يائير لبيد المنصب حتى الشهر ذاته من عام 2025.

الليكود القابض على السلطة منذ سنوات طويلة، أعرب عن غضبه في بيان رسمي، وقال إن الحزب قدم تنازلات كثيرة للتوصل إلى اتفاق ائتلافي مع قطبي كتلة يمينا، غير أن نفتالي بينيت ومع شريكته إيليت شاكيد يرفضان التوقيع على الاتفاق ويهرولان نحو حكومة يسارية وصفها بالخطيرة على إسرائيل.

صوت رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي العالي بنيامين نتنياهو (71 عاماً) وتعليقه على هذا الاتفاق يؤكد حدّة الأزمة التي يتورط بها “الليكود” ويغرق بها نتنياهو شخصيًا؛ لا سيما وأن فشله في تشكيل الحكومة يعني خروجه من دائرة الأضواء وربما إلى السجن، حيث لا تزال تداعيات التحقيقات معه تتواصل بلا توقف.

نتنياهو يحاول أيضًا إقناع جدعون ساعر رئيس حزب «أمل جديد» بالانضمام معه إلى الائتلاف الحكومي.

وتؤكد التقارير الصحافية الإسرائيلية أن نتنياهو عرض عليه أن يكون هو رئيس الوزراء في الفترة الأولى، بالإضافة إلى الضغط الذي تمارسه على أييليت شاكيد شريكة نفتالي بينيت في حزب “يمينا”.

ويرى الخبراء أن قرار بينيت سوف يسمح للابيد بتشكيل ائتلاف من قوى يمينية ووسطية ويسارية ما سيؤدي إلى الإطاحة بعهد نتنياهو كزعيم لإسرائيل والذي يستمر منذ العام 1999.

ويتزعم لبيد حزب “”يش أتيد” (“هناك مستقبل”) الوسطي الذي احتل المركز الثاني في الانتخابات الماضية بعد حزب “الليكود” بزعامة نتنياهو.

وتتوقف فرص لابيد لتحقيق النجاح في “حكومة التغيير” على موقف بينيت، وزير الجيش الأسبق، الذي يسيطر حزبه “يمينا” على 6 مقاعد في الكنيست المكون من 120 عضوا. 

وفي حال نجح لبيد وبينيت الذي سبق أن شغل حقيبة وزارية في عهد نتنياهو، في تشكيل ائتلاف “التغيير” فسوف يؤدي ذلك إلى الإطاحة برئيس الوزراء الذي يواجه محاكمة بتهم تتعلق بالفساد، ويشغل المنصب منذ العام 2009 دون انقطاع.

وسيتشكل الائتلاف الحكومي أيضا من وزير الجيش وزعيم حزب أزرق أبيض الوسطي بيني غانتس الذي واجه نتنياهو في ثلاث انتخابات سابقة غير حاسمة، بالإضافة إلى زعيم حزب الأمل الجديد جدعون ساعر.

وسينضم إلى الائتلاف الحكومي كل من حزب “إسرائيل بيتنا” بزعامة أفيغدور ليبرمان وحزبي العمل وميرتس.

من المعروف أن الانتخابات الأخيرة التي أجريت للمرة الرابعة خلال نحو عامين، حصل حزب الليكود بزعامة نتنياهو على ثلاثين مقعدا، لكن رفض شركاؤه اليمينيون المتشددون الجلوس مع الأحزاب العربية والحصول على دعمها ما تسبب في إخفاق رئيس الوزراء.

وجاء لبيد وحزبه الوسطي في المرتبة الثانية ومُنح المذيع التلفزيوني أربعة أسابيع لتشكيل الحكومة وهي مهلة عطلها التصعيد مع قطاع غزة والذي بدأ في العاشر من الشهر الجاري قبل أن ينتقل إلى الضفة الغربية والمدن العربية والمختلطة داخل إسرائيل.

ربما يعجبك أيضا