الأزهر الشريف.. حملات مستمرة لفضح الأكاذيب الصهيونية حول المقدسات الإسلامية

حسام السبكي

حسام السبكي

تحت عنوان “القدس بين الحقوق العربية والمزاعم الصهيونية”، أطلقت مؤسسة الأزهر الشريف العريقة، حملة إعلامية موسعة، على مدار حلقات مسلسلة، وفي أيام متتابعة، انطلقت تزامنًا مع الأحداث الأليمة التي شهدها حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة، وما تبعه من عدوان غاشم على قطاع غزة.

وقد فندت المؤسسة الدينية المصرية العملاقة، أكاذيب الصهيونية العالمية، حول المقدسات العربية والإسلامية، وهو ما سنستعرضه بشيء من التفاصيل في السطور التالية.

حملة إعلامية واسعة

كما أسلفنا، فقد أطلق المركز الإعلامي للأزهر الشريف أطلق حملة بعنوان “القدس بين الحقوق العربية والمزاعم الصهيونية”، باللغتين العربية والإنجليزية، تضامنًا مع القدس والقضية الفلسطينية، يفند من خلالها المزاعم المغلوطة والأباطيل التي يروجها الكيان الصهيوني والتصدي لما يتم ترويجه من قبل الأذرع الإعلامية الصهيونية من شبهات ومزاعم مغلوطة حول القدس وعروبتها، خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها حي “الشيخ جراح” ومحاولة تهويده عبر التهجير القسري لسكانه من الفلسطينيين لطمس عروبته والاستيلاء عليه.

ومن خلال صفحته الرسمية على “فيس بوك”، عرض المركز الإعلامي لعدد من الكتب التي تناولت الموضوع بشكل دقيق، والتي كشفت عروبة القدس والحقوق الفلسطينيَّة، وفضحت المخططات الصهيونيَّة الغاشمة بحق القدس وأرض فلسطين، ومن بينها كتاب: “الجذور التاريخية للقضية الفلسطينية”، للدكتور إسماعيل أحمد ياغي.

أنَّ اليهود قد ادعوا زورًا وبهتانًا بأنهم أسبق في الوجود من العرب، وزعمُوا أن العرب جاءوا إلى فلسطين مع الفتح الإسلامي، ولكن الحقائق التاريخية وأقوال توراتهم تدحض ادعاءاتهم، فقد أجمع معظم المؤرخين الثقات بأن سكان فلسطين القدماء ينحدرون من القبائل الكنعانية التي خرجت من الجزيرة العربية واستقرت في فلسطين منذ فجر التاريخ حوالي (٤ – ٣) آلاف سنة قبل الميلاد وكانت تسمَّى أرض كنعان.

وفي هذا الصدد نقل المؤلف عددًا من شهادات كبار المؤرخين الغربيين ما يثبت بالدليل القاطع أن فلسطين منذ عشرة آلاف سنة قبل الميلاد وحتى اليوم هي أرض عربيَّة، سكنها العرب منذ خروجهم من جزيرة العرب، وأنهم أقاموا فيها بصورة ثابتة ومتصلة ومستمرة حتى اليوم، وأنَّ العرب المسلمين الذين فتحوها وحرروها إنما كانوا أصولًا لفروعٍ، أو فروعا للعرب الذين سكنوها منذ فجر التاريخ. وهذا يدحض مزاعم اليهود القائلة بأن فلسطين تاريخيًّا ليست أرض العرب، وإنما اغتصبها المسلمون من أصحابها، وأنها كانت يومًا ما للعبرانيين أو اليهود.

وعن دعوى الصهيونية أن لهم حقًّا في فلسطين؛ بحجة أنهم أقاموا على منطقة منها نحو ٧٠ عامًا من تاريخ فلسطين الذي يزيد عن ستة آلاف عام، يُجيبُ المؤلف بالقول: “إذا كان يحق لليهود الادعاء بحقهم التاريخي في فلسطين بحجة أنهم أقاموا على جزء منها دولة في عهد داود وسليمان -عليهما السلام- استمرَّت سبعين سنة. فلماذا لا يحقُّ على ضوء هذا المنطق أن يطالب الفرس بفلسطين وقد حكموها ٢٠٠ سنة، وكذلك اليونان، وقد حكموها ٣٠٠ سنة، والرومان وقد حكموها ٧٠٠ سنة. كما يصبح على ضوء هذا المنطق أن من حق بريطانيا أن تطالب بأمريكا، ومن حق إيطاليا أن تطالب ببريطانيا، وهكذا سينقلب العالم رأسًا على عقبٍ من أجل منطق يهوديٍّ صهيونيٍّ عابثٍ.

وفي مشاركة لاحقة، أكد الأزهر الشريف، أن الصهيونية كانت سببًا في ظهور أسوأ احتلال عرفه التاريخ.. فقد اعتمدت الصهيونية – ولا تزال- في تحقيق أهدافها على الإرهاب والعدوان المسلح وسلب حق الغير وطمس الحقائق والتدليس والتضليل، دون مراعاة للحقوق والقوانين والأعراف والمواثيق الدولية.

وقدم الأزهر شرحًا مستوفيًا للصهيونية وأهدافها ومآربها الخبيثة فيما يلي:

وفي أحدث مشاركة حول الحركة الصهيونية العالمية، أسهبت الحملة في كشف زيفَ مزاعم الصهاينة وبطلان أكاذيبهم حول أحقيتهم في إقامةِ وطنٍ لهم في فلسطين والقدس.

تصحيح المفاهيم

وفي إطار حملته أيضًا، عملت مؤسسة الأزهر الشريف، على توضيح عددٍ من المصطلحات الإعلامية، التي دأب الاحتلال وزبانيته، نشرها عبر أبواقه الإعلامية المختلفة.

ومن بين تلك الأكاذيب، حائط المبكى، الذي هو بالأساس حائط البراق، نسبة إلى دابة البراق، والتي امتطاها النبي صلى الله عليه وسلم في رحلته إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج.

ومع أكذوبة تاريخية أخرى، عُرفت بـ”الهيكل المزعوم”، الذي كان ذريعة دنيئة للاحتلال، من أجل مواصلة حفرياته أسفل المسجد الأقصى الشريف، وهو ما تسبب في انهيارات عدة لأساساته، وكاد أن يتسبب في تفككه بالكامل، لولا تدخل عدد من المنظمات والهيئات العربية والإسلامية والدولية.

في هذا السياق، استعرضت الحملة كتاب “المسجد الأقصى أم الهيكل المزعوم”، للدكتور يحيى وزيري، أستاذ العمارة والمحاضر بكليات الآثار.

 يذكر المؤلف أن اليهودَ يعتمدون في زعمهم أن سليمان -عليه السلام- قد بنى هيكلًا للعبادة في موقع المسجد الأقصى الحالي، على بعض النصوص التي وردتْ عندهم، وهم بذلك يريدون إضفاءَ البعد الديني والقداسة على مقولتهم المزعومة، والتي كذَّبتها جميعُ الحفريات التي تمَّت في القدس، أو تحت وحول المسجد الأقصى، منذ أكثر من مائة وخمسين عامًا. مضيفًا أنه من جانبٍ آخرَ فإننا نحن المسلمين نعتقد اعتقادًا جازمًا بأن هذا الهيكل المزعوم، ما هو إلا أكذوبة..

ويشيرُ المؤلف إلى أن البحثَ قد أثبتَ من خلال دراسة النصوصِ التوراتية التي تَصِفُ ما يسمى “هيكل سليمان” المزعوم، وجودَ تناقضاتٍ واضحةٍ ومتعددةٍ في الوصف الهندسي ومقاسات هذا البناء المزعوم، سواءٌ أكان هذا التناقض بين النصوص ذاتها، أم مع المنطق الهندسي المتعارف عليه عند كل الخبراء والمتخصصين.

ربما يعجبك أيضا

1