بسبب رفضهم سياسة التجنيد الإجباري.. قسد تنكل بعشائر «منبج» العربية

محمود سعيد

رؤية –  محمود سعيد

شهدت مدينة منبج مظاهرات شارك فيها الآلاف، احتجاجا على إجبار التنظيم شباب المدينة على الالتحاق بصفوفه.

وتحاول مليشيا “قسد” تجنيد المدنيين بشكل إجباري من خلال تجنيد فتيات وفتيان من مواليد 1990- 2003 قسرا في مدن عين العرب والقامشلي والمالكية والدرباسية والحسكة والرقة ودير الزور.

وتنتشر الحواجز الأمنية في مختلف مناطق سيطرة “قسد” لإيقاف أي شخص يمكن أن يشمله قانون التجنيد، في مشهد يعيد إلى ذاكرة السوريين في المنطقة ما كانت تفعله حواجز قوات الأمن السورية باقتياد الشباب إلى الخدمة الإلزامية.

قسد والعشائر العربية

مليشيا “قسد” أو قوات سوريا الديمقراطية أطلقت الرصاص الحي على العرب في المدينة ما أسفر عن سقوط 5 قتلى إثر استهداف المتظاهرين بالرصاص الحي، وإصابة آخرين بجروح، بحسب ما نقلته شبكة “فرات بوست” المحلية اليوم، ومنعت “قسد” دخول شاحنات الخضار إلى المدينة، كما منعت الأفران من العمل ما تسبب بنقص في مادة الخبز، بحسب مصادر محلية.

وبالرغم من وصول مشايخ ووفود من “مجلس منبج العسكري” و”مجلس وجهاء منبج” لم يتم التوصل إلى حلول حتى الآن، بحسب المواطن، الذي تحدث عن شروط للحل أبرزها تسليم العناصر الذين أطلقوا الرصاص خلال المظاهرات وكذلك تسليم العناصر الذين هاجموا المدنيين خلال التجمعات التي حصلت قبل بداية المظاهرات.

وسيعمل الوفد على التكفل بوقف حملات التجنيد الإجباري وتهدئة الأهالي مع تقديم ضمانات بعدم اعتقال أحد وإطلاق سراح الموقوفين الذين اعتقلوا منذ أمس وخلال اليوم، على أن يتعهد الأهالي والعشائر بضبط النفس والهدوء، لأن هناك من يستفيد من هذه التحركات ويحاول إثارة الفوضى والتخريب.

وفرضت “الإدارة المدنية الديمقراطية لمدينة منبج وريفها” حظر تجول لمدة 48 ساعة على خلفية التوترات في المدينة، وإحراق حواجز ومقرات “قسد” في بعض القرى بالمنطقة.

ونصبت “قوات مكافحة الإرهاب” التابعة لـ”قسد” حواجزها على الطرقات الواصلة بين قرى ريف منبج، ومنعت استخدام الدراجات النارية بشكل نهائي.

وأضاف العنصر أن القوات تفتش من خلال الحواجز السيارات بشكل دقيق على الأسلحة، كما تنزل الركاب وتفتشهم خوفًا من هجمات على الحواجز.

ونشر ناشطون تسجيلات مصوّرة وصورًا تظهر حالة الإضراب العام، إضافة إلى مظاهرات خرجت في المدينة والقرى التابعة لها رفضًا للتجنيد الإجباري.

الإدارة الذاتية

وأصدرت الإدارة المدنية في منبج بياناً على خلفية الأحداث الأخيرة طالبت فيه الأهالي بالحفاظ على الاستقرار الأمني والسلم الأهلي، وعدم الانقياد وراء صناع الفتن والعابثين بأمن واستقرار المدينة. وأشار البيان إلى دور لقوات النظام في حدوث أعمال الشغب هذه.

وكان جيش النظام نشر قواته العسكرية على نقاط عدة في ريف المدينة بدعم روسي، في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2019 في أول دخول له على أطراف المدينة منذ الحرب الأهلية بهدف صد الهجوم التركي بعملية سمتها أنقرة “نبع السلام”، كما أرسل قوات مماثلة إلى ريفي الحسكة والرقة للغاية نفسها.

المعارضة السورية

فيما أكدت المعارضة السورية، وقوفها إلى جانب أهالي مدينة منبج بمحافظة حلب شمال غربي سوريا، داعية الجهات الدولية بوقف دعمها لتنظيم قسد.

جاء ذلك في بيان صادر عن “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، حول المظاهرات التي يقوم بها أهالي منبج، رفضا لعمليات التجنيد القسري التي يفرضها تنظيم قسد على أبناء المنطقة.

وقال البيان: “نقف إلى جانب شعبنا المنتفض ضد الإرهابيين في منبج، ونتمسك بمطالبه المشروعة ونرفض الاعتقالات التعسفية ومداهمات منازل المدنيين وملاحقتهم”، وطالب البيان، الجهات الدولية بوقف دعمها لقسد، وإيقاف التجنيد القسري في المناطق التي يحتلها التنظيم.

أعزاز السورية

وشهدت مدينة أعزاز بريف محافظة حلب شمال غربي سوريا، تظاهرات داعمة لأهالي مدينة منبج، وتظاهر سكان بلدة سجو بالسيارات ثم تجمعوا في إحدى الساحات رافعين أعلام الثورة السورية ولافتات داعمة لمدينة منبج مثل “منبج حرة وستبقى حرة” و”الجيش الحر أنت الأمل. منبج بانتظاركم” و”منبج ستمحي عصابات بي كا كا”.

وأكد أن سكان أعزاز يدعمون بشدة تظاهرات الأهالي في منبج ضد قسد، وأنهم لن يسمحوا بتجنيد إخوانهم في صفوف “الإرهابيين”.

ربما يعجبك أيضا