مركز الإنذار المبكر: كيف أخفقت الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في عملية «حارس الجدران»؟

يوسف بنده

رؤية

تناول مركز الإنذار المبكر في تقرير جديد، تحليلًا لفشل الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في عملية “حارس الجدران” في حربها الأخيرة على قطاع غزة.

وجاء في التقرير التحليلي: عند تفكيرها في الرد المناسب على القصف الصاروخي الذي تعرضت له مدينة القدس، بعد التهديد الذي أطلقته حركة حماس في قطاع غزة ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصـى وتصاعد الصراع في حي الشيخ جراح، كان لدى الحكومة الإسرائيلية خياران:-

الأول هو الرد المحدود الذي يوجع بدقة مواقع حركة حماس في القطاع، أو شن هجوم جوي موسع، يستهدف البنية التحتية للقطاع الذي تديره الحركة، ويحقق انتصارًا سريعًا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المهدد سياسيًّا وقضائيًّا.

وكان الخيار الثاني هو الأكثر رجحانًا؛ الدخول في حرب أخرى مع حماس بعد سبع سنوات من الهدوء النسبي، وبهذا بدأت عملية “حارس الجدران ” (١٠-٢٠ مايو ٢٠٢١).  

وقد اشتهر الجيش الإسرائيلي في صراعاته مع القوى والجيوش العربية بابتكار مسميات لها صدى أدبي وتاريخي على عملياته، وقد كان موفقًا في كثير منها، إلا أنه أخفق هذه المرة في اختيار مسمى “حارس الجدران”، وكان الإخفاق قد شمل كامل الاستراتيجية العسكرية التـي حاول تنفيذها، بداية من تحديد الأهداف الاستراتيجية المرجوة من العملية، والفشل الاستخباراتي في تقييم قوة الخصم وحصر قدراته، مرورًا بتحجيم تداعيات الحرب على الداخل الإسرائيلي، وتأمين الدعم الدبلوماسـي الكافي للعدوان على القطاع، انتهاء بإيجاد سبيل ملائم لإنهاء العملية أو استراتيجية للخروج من المواجهة التـي اضطرت لإنهائها بدون شروط.

 وقد أكدت هذه الجولة على صدق مقولة صن تزو أن “التكتكيات دون استراتيجية هي الجلبة التـي تسبق الهزيمة”. لم تهزم إسرائيل في هذه الجولة من الصراع الممتد، إلا أنها أخفقت نظرًا لعدم قدرتها على تطوير أهداف استراتيجية واضحة وممكنة وواقعية.

لقد كشفت عملية “حارس الجدران” أن إسرائيل، على الرغم من تطورها الهائل في دقة وتدميرية أدواتها التقنية، لم تفلح في تطوير الفكر الاستراتيجي وفقًا للمتغيرات الإقليمية، فما زالت تسعى لتحقيق أهداف لم تتمكن منها في الجولات السابقة، وبالأدوات نفسها.

كما أثبتت هذه الجولة القتالية أن أكبر نقاط ضعف إسرائيل هو هشاشة الداخل الذي يزداد انقسامًا، ووصل إلى حد الانفلات الأمنـي في المدن مختلطة السكان من العرب واليهود. ومن المؤكد أن استمرار الأزمة السياسية في الداخل، واستمرار الاحتلال في الضفة والقدس لن تزيد الداخل الإسرائيلي إلا انقسامًا.

للاطلاع على التقرير الأصلي، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا