حكومة إسرائيلية جديدة تنهي 12 عامًا من حكم نتنياهو

محمود
رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو

رؤية – محمد عبدالكريم

القدس المحتلة – أبلغ زعيم المعارضة الإسرائيلية، رئيس حزب “ييش عتيد”، يئير لبيد، الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، رسمياً بنجاحه في تشكيل حكومة تضمّ للمرة الأولى حزباً عربياً.

وقال لبيد، بحسب قناة “كان” الرسمية، في رسالة بعث بها إلى الرئيس الإسرائيلي، إنه تمكن من تشكيل حكومة يتناوب على رئاستها مع نفتالي بينت، رئيس حزب “يمينا”، الذي سيتولى المهمة أولاً.

بدوره، هنأ الرئيس الإسرائيلي لبيد، وقال: “أهنئكم وزعماء الكتل بالاتفاق على تشكيل الحكومة. ونتطلع إلى اجتماع الكنيست في أقرب وقت ممكن للتصديق على الحكومة كما هو مطلوب”، وفق القناة ذاتها.

وتمكّن لبيد، قبل نحو ساعة من منتصف الليلة، من استكمال صفقة التحالفات لتشكيل ائتلاف حكومي يُطيح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وتجنب سيناريو الذهاب لجولة انتخابية جديدة، بحسب ما أوردت “رويترز”، نقلاً عن إذاعة الجيش الإسرائيلي.

وسيشارك في الحكومة الجديدة التي تطوي 12 عاماً متواصلة من حكم رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو أحزاب: “هناك مستقبل” (وسط-17 مقعداً من أصل 120 بالكنيست) و”يمينا” (يمين-7 مقاعد) و”العمل” (يسار-7 مقاعد) و”أمل جديد” (يمين-6 مقاعد)، و”أزرق-أبيض” (وسط-8 مقاعد)، و”ميرتس” (يسار-6 مقاعد) والقائمة العربية الموحدة (4 مقاعد)، و”إسرائيل بيتنا” (يمين-7 مقاعد).

وكُلِّف لبيد تشكيل ائتلاف حاكم بعد أن أخفق نتنياهو في ذلك عقب انتخابات جرت في 23 مارس/ آذار. وتنص صفقة الائتلاف على أن يتولى زعيم حزب “يمينا”، نفتالي بينت، رئاسة الوزراء أولاً، في إطار اتفاق مقترح لتناوب المنصب مع لبيد. وسيكون الائتلاف الذي سيشكلانه مكوناً من أحزاب صغيرةلاومتوسطة.

وفيما يتعلق بتوزيع المقاعد الوزارية على الأحزاب، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إنّ بينت سيكون رئيس الوزراء، بينما سيشغل لبيد منصب وزير الخارجية ورئيس الحكومة البديل.

وبحسب الاتفاق الائتلافي، سيظل بني غانتس رئيس حزب “أزرق-أبيض” كما هو على رأس وزارة الدفاع، وسيتولى “ميكي ليفي” (هناك مستقبل) منصب رئيس الكنيست. فيما سيتولى أفيغدور ليبرمان زعيم “إسرائيل بيتنا” حقيبة المالية، وجدعون ساعر رئيس “أمل جديد” حقيبة العدل، وإيليت شاكيد (يمينا) حقيبة الداخلية، ويفعات ساشا-بيتون (أمل جديد) التعليم، وميراف ميخائيلي (زعيمة حزب العمل) وزارة النقل والمواصلات، وعومر بارليف، (العمل)، الأمن الداخلي، ونيتسان هوروفيتش (رئيس ميرتس) الصحة.

كذلك ستتولى تمار زاندبرغ (ميرتس) وزارة حماية البيئة، وعيساوي فريج (ميرتس) حقيبة التعاون الدولي، وزئيف إلكين (أمل جديد) حقيبة الإسكان، وبنينا تامانو-شطا (هناك مستقبل) حقيبة الهجرة والاستيعاب، ونحمان شاي (العمل) حقيبة الشتات، وسيكونيوعاز هندل (أمل جديد) وزارة الإعلام، وكارين الحرار (هناك مستقبل) وزارة الطاقة، ومائير كوهين (هناك مستقبل) وزارة العمل والرفاه.

وجاء تشكيل الائتلاف بعدما أعلن رئيس “القائمة العربية الموحدة”، منصور عباس، أنه وقع على وثيقة ائتلافية تسمح للبيد بالإبلاغ رسمياً بأنه تمكن من تشكيل الحكومة بالاستناد إلى دعم هذه القائمة.

 وهذه هي المرة الأولى التي يشارك فيه حزب عربي بالائتلاف الحاكم، على الرغم من أن “القائمة العربية الموحدة” لن تمثل في الحكومة بوزراء، حيث اكتفت بالحصول على تعهدات تتعلق بالخدمات المقدمة لفلسطينيي الداخل، فضلاً عن وعود بتجميد اتفاق “كيمينز”، الذي يوفر بيئة لتدمير منازل فلسطينيي الداخل.

وعلّق رئيس “القائمة العربية الموحدة” منصور عباس، في تصريحات نقلتها قناة “كان”، على توقيعه على اتفاق المشاركة في الائتلاف الحكومي، قائلاً: “ينطوي الاتفاق على الكثير من الأمور لمصلحة المجتمع العربي، وخاصة في ما يتعلق بمنطقة النقب. هناك مخصصات ميزانية كبيرة”.

وأضاف: “هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها حزب عربي في تشكيل الحكومة. كان القرار صعباً، وهناك الكثير من الجدل. نحن مقتنعون بأنّ هناك فرصة جيدة لتشكيل الحكومة”.

ولاحقاً، قالت القائمة الموحدة، في بيان، إنها قامت الليلة، “بالتوقيع على دخول الائتلاف الحكومي برئاسة بينت – لبيد، بعد التوصل إلى اتفاق تاريخي مقابل مكاسب وإنجازات هي الأضخم والأوسع لمصلحة مجتمعنا العربي وحل قضاياه الحارقة، وميزانيات تتعدى الـ 53 مليار شيكل (16.29 مليار دولار)”.

وأعلنت “الموحدة” بنود الاتفاق الائتلافي الذي ينص، بما في ذلك، على تعديل قانون “كمينتس” خلال 120 يوماً.

ومن المقرر أن تؤدي الحكومة الإسرائيلية القسم في الكنيست خلال 10 أيام، بحسب “يديعوت”.

وحتى اللحظة الأخيرة، كان نتنياهو الذي يتولى المنصب منذ عام 2009، يعمل على إفشال إعلان تشكيل حكومة وحدة تضع حداً لطموحاته، وتضعه وجهاً لوجه في مواجهة محاكمته بتهم فساد.

واستطاع لبيد تحقيق هدفه بعدما حُلَّ الخلاف الذي تفجر في أعقاب إصرار القيادية في حزب “يمينا” إيليت شاكيد، على أن تكون ممثلة في لجنة اختيار القضاة بدل زعيمة حزب “العمل” ميراف ميخائيلي.

وذكر موقع صحيفة “يديعوت أحرنوت” أنه جرى التوافق على صيغة لحل الخلاف، تشغل شاكيد بموجبها عضوية لجنة اختيار القضاة لمدة عامين، على أن تخلفها ميخائيلي في الموقع في العامين الباقيين من عمر الحكومة.

ربما يعجبك أيضا