أمامه ثلاثمائة ساعة.. هل ينجح نتنياهو في إفشال تشكيل الحكومة الجديدة؟

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

تحالف هؤلاء الثلاثة من أحزاب مختلفة لإسقاط بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الأطول خدمة في تاريخ الاحتلال. الوسطي «يائير لابيد»، واليميني «نفتالي بينيت»، ورئيس القائمة العربية «منصور عباس»، يوقعون اتفاقا بالموافقة على تشكيل حكومة ائتلافية.

تم التوصل لاتفاق

رئيس الاحتلال الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، المنتهية ولايته، كان في مباراة كرة قدم حين تلقى مكالمة هاتفية تؤكد أنه تم التوصل لاتفاق، وذلك قبل دقائق من نفاد المهلة المحددة.

وكان أمام خصوم نتانياهو حتى نهاية يوم الأربعاء 23,59 مساء (20:59 ت غ) (الحادية عشر مساء بتوقيت القاهرة). لتشكيل ائتلاف حكومي سينهي 12 عاما متتالية من حكم نتانياهو الذي شغل أطول فترة رئاسة وزراء في تاريخ الاحتلال.

تشكيل حكومة تغيير

وغرد رئيس حزب “يش عتيد” يائير لابيد، صاحب التفويض الحكومي، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قائلا: “تمكنت!”، في إشارة منه لنجاحه في تشكيل الحكومة.

ونشر على تويتر رسالة تدعو للوحدة، قائلا إن هذه الحكومة ستبذل كل جهدها لتوحيد جميع الأطياف الإسرائيلية.

وقالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية إن لابيد أبلغ الرئيس الإسرائيلي رؤوفلين ريفلين بأنه تمكن من تشكيل الحكومة.

نفتالي بينت سيتولى رئاسة الحكومة أولا

وأفاد موقع “0404” الإسرائيلي، في وقت سابق، بأنه قبل ساعة على انتهاء التفويض، تمكن رئيس حزب “يش عتيد” يائير لابيد من الحصول على التواقيع المطلوبة.

ومن المقرر أن يتناوب الشريكان الرئيسيان في الائتلاف الجديد لابيد وبينت على رئاسة الوزراء بعد 12 سنة من رئاسة نتنياهو للحكومة الإسرائيلية.

وأكد مكتب الرئيس الإسرائيلي أن نفتالي بينت سيتولى رئاسة الحكومة أولا، وسيكون لابيد بديلا له، وبعد سنتين سيتم تبادل الأدوار بينهما.

تشكيلة الحكومة

ومن المتوقع أن تؤدي الحكومة الائتلافية الجديدة اليمين بعد نحو 10 أيام.

وسيشارك في الحكومة الجديدة ، إذا كتب لها النجاح، أحزاب: “هناك مستقبل” (وسط-17 مقعداً من أصل 120 بالكنيست) و”يمينا” (يمين-7 مقاعد) و”العمل” (يسار-7 مقاعد)  و”أمل جديد” (يمين-6 مقاعد)، و”أزرق-أبيض” (وسط-8 مقاعد)، و”ميرتس” (يسار-6 مقاعد) والقائمة العربية الموحدة (4 مقاعد)، و”إسرائيل بيتنا” (يمين-7 مقاعد).

فشل متكرر لنتنياهو

وفشل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي حقق حزبه الأكثرية في انتخابات الكنيست الأخيرة، في التوصل لائتلافٍ حاكمٍ يحظى بدعم 61 نائبًا في الكنيست على الأقل، مما جعل التفويض الحكومي ينتقل منه إلى زعيم المعارضة لابيد في 5 مايو الجاري.

ويشير المراقبون إلى أن الائتلاف الجديد الذي يضم حزبا عربيا لأول مرة في تاريخ إسرائيل، يعتبر «هشا»، حيث يضم ممثلي مختلف المعسكرات السياسية من اليمين إلى اليسار، ولن تحظى إلا بأغلبية بهامش ضئيل في البرلمان.

مصلحة المجتمع العربي في إسرائيل.

وفي وقت سابق، وافقت القائمة العربية الموحدة الأربعاء على الانضمام إلى ائتلاف حكومي مناهض لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بحسب بيان.

وقام منصور عباس، رئيس “القائمة” التي يمثلها أربعة نواب، “بتوقيع اتفاق الائتلاف لتشكيل حكومة وحدة” بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس المعارضة يائير لابيد.

وقال عباس في إعلان متلفز “وقعت اتفاقا مع يائير لابيد (..) بعد أن توصلنا إلى عدد من الاتفاقات الهامة حول مواضيع مختلفة تصب في مصلحة المجتمع العربي” في إسرائيل.

نتائج غير حاسمة لانتخابات سابقة

وأبانت نتائج الانتخابات التشريعية للكنيست الـ24 في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي، التي جرت في مارس المنصرم، عن نتائج غير حاسمة للمشهد السياسي، وحقق حزب “الليكود” بزعامة بنيامين نتنياهو الأكثرية، بحصوله على 30 مقعدًا داخل الكنيست، لكنه تراجع عن الحصة، التي كانت بحوزة الحزب في الانتخابات السابقة والتي بلغت 36 مقعدًا.

كما أن كتلة اليمين بزعامة نتنياهو لم تنجح إلى جانب تحالف “يمينا”، بزعامة نفتالي بينيت، في الوصول إلى “الرقم الذهبي”، البالغ 61 مقعدًا، مقابل وصول كتلة “لا نتنياهو” لهذا الرقم، لكنها أطرافها يحملون أفكار سياسية مختلفة.

وبلغت توزيع الكتل 52 مقعدًا لكتلة نتنياهو، مقابل 57 مقعدًا لكتلة “لا نتنياهو”، و7 مقاعد لتحالف “يمينا”، و4 مقاعد للقائمة العربية الموحدة، بزعامة منصور عباس.

مساعي نتنياهو لنسف الحكومة الجديدة

ويؤكد الخبراء أن نتنياهو سيسعى على الأرجح لبذل قصارى جهوده من أجل نسف الحكومة الجديدة، ولن تؤدي اليمين على الأرجح قبل عشرة أيام بما يعطي مساحة محدودة لمعسكر نتنياهو لمحاولة إجهاض تلك المحاولة بقلب النواب لصالحهم للتصويت ضد الائتلاف المقترح.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، إن تشكيل الائتلاف الحكومي ليس محسومًا بالكامل، لأن نتنياهو سيُحاول – خلال الـ12 يومًا المتبقية قبل طرح الحكومة أمام الكنيست لنيل الثقة – الدفع بكل ما بوسعه من أجل منع تشكيل هذا الائتلاف.

التصويت لحجب الثقة عن الحكومة

من جانبها، كشفت الإذاعة العبرية العامة أن أحد أعضاء الكنيست من حزب يمينا (الذي يقوده نفتالي بينيت) قد يصوت لصالح حجب الثقة عن الحكومة الجديدة، مبينة أن بينيت كرس ساعات طويلة وثمينة، لإقناعه بالموافقة على تشكيل الحكومة الجديدة.

وأضافت، أن نتياهو يمارس ضغوطًا هائلة على حاخامات الصهيونية الدنية الذي يعتبرون الآباء الروحيين لحزب “يمينا” من أجل دفع أكبر عدد ممكن من أعضاء الحزب في الكنيست إلى الانشقاق عن بينيت، بحجه خيانته لمعسكر اليمين وانضمامه لحكومة تستهدف إقصاء اليمين من المشهد السياسي.

وأوضحت، أن جهودًا مماثلة يمارسها نتنياهو مع أعضاء كنيست من حزب “أمل الجديد” الذي أسسه المنشق عن حزب “الليكود” غدعون سائر.

ربما يعجبك أيضا