الاقتصاد الأمريكي في خطر.. هجوم «الفدية » يتصاعد ويقتحم قطاعات جديدة

علياء عصام الدين

في نهاية الأسبوع الفائت استهدف مجموعة من القراصنة أكبر شركة لإنتاج وتعبئة اللحوم بالعالم، في سلسلة هجمات سيبرانية ضربت عدة منشآت حيوية في أمريكا وأوروبا.

وليست عمليات القرصنة بجديدة على الولايات المتحدة فقد تعرضت واشنطن في العام الماضي فقط إلى أكثر من 15 ألف حادث قرصنة ضد منظمات وقطاعات مختلفة، كلفت الاقتصاد الأمريكي أكثر من 596 مليون دولار و2.3 مليار دولار في عام 2020 ما بين مدفوعات فدية وخسارة في الإنتاجية أو أكثر من ذلك، حسب تصريحات متخصصين لـ”سي إن إن” الأمريكية.

هجوم الفدية

برامج الفدية هي نوع من البرامج الضارة التي تم تصميمها لمنع الوصول إلى نظام الكمبيوتر حيث يطالب المتسللون بدفع الفدية -عادةً ما تكون عملة مشفرة- مقابل استعادة الوصول للبيانات.

وتقوم هذه البرامج على إغلاق أنظمة الكمبيوتر بغية الابتزاز حتى دفع الفدية.

وقد أصبحت الشركات الصغيرة والمتوسطة هدفًا مثيرًا للاهتمام بشكل متزايد لمجرمي الإنترنت فهي أهداف أكثر قيمة من العملاء العاديين، وهي تكون أضعف من الشركات الكبيرة، لإنها تفتقر عادةً إلى الميزانيات المالية المطلوبة لأمن المعلومات ويمثل هذا المزيج “فرصة ممتازة” للمهاجمين.

الشهر الماضي قامت مجموعة لها علاقات مع روسيا بالهجوم على خط أنابيب كولونيال وهو أكبر خط أنابيب للوقود في أمريكا، وقد أعاق الهجوم عمليات تسليم الوقود لعدة أيام ونفذ باستخدام برنامج لطلب الفدية.

قطاع جديد

وقد حذر محللون أمنيون من جامعة مينيسوتا وزارة الزراعة الأمريكية في أواخر مايو من خطر متزايد وهو تصاعد الهجمات بغرض طلب (الفدية) والذي من الممكن أن يلحق كثير من الدمار بمصادر الغذاء للأمريكيين أكثر مما فعل فيروس كورونا.

في أقل من أسبوع ونصف تحققت “النبوءة” حيث أجبر هجوم فدية على إغلاق مصانع اللحوم التي تعالج أكثر من خمس إمدادات لحوم الأبقار في الولايات المتحدة في أحدث عرض لقدرة المتسللين على مقاطعة جزء مهم وجديد من الاقتصاد الأمريكي.

تعرضت أكبر شركة لإنتاج وتعبئة اللحوم في العالم لهجوم إلكتروني تسبب في وقف كامل لمصانعها.

ونجح الهجوم الإلكتروني على شركة (جي بي إس) في تعطيل مصانع الذبح في جميع أنحاء أمريكا ومنع وزارة الزراعة في البلاد من إصدار أسعار الجملة للحوم البقر ولحم الخنزير التي تعتمد عليها الأسواق الزراعية يوميًا.

ويعد اختراق الشركة العالمية العملاقة لتعليب اللحوم أوضح مثال على تعرض نظام الغذاء الأمريكي للتهديدات الرقمية، لاسيما وأن تكنولوجيا الإنترنت والأتمتة تكتسب دورًا متزايدًا في هذه القطاعات، كما أن الإشراف الفيدرالي على ممارسات الأمن السيبراني في الصناعة لا يزال ضعيفًا .

الإجابة روسيا

وجهت الاتهامات في هذه الهجمات لمجموعة روسية حيث صرح البيت الأبيض أن شركة “جي بي إس” البرازيلية قد أبلغت الحكومة بأن منظمة إجرامية قد يكون مقرها روسيا هي المسؤولة عن الهجوم الذي أدى إلى تعطيل إنتاج اللحوم في أمريكا الشمالية وأستراليا.

وقد تسبب الحادث في إغلاق عمليات الشركة في أستراليا ووقف ذبح الماشية في مصانعها في العديد من الولايات الأمريكية بحسب “رويترز”

وكشف “كريستوفر راي”، مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، أن الوكالة تحقق أيضًا في حوالي 100 نوع من برامج الفدية، مع عودة العديد منها إلى المشغلين في روسيا.

ويعتقد “راي” أن هذه الهجمات على شركات الغاز والنفط واللحوم كانت هي الأكثر شهرة  إلا أنها تشكل جزءًا صغيرًا من متغيرات برامج الفدية التي يتم التحقيق فيها الآن من قبل السلطات الفيدرالية.

قد يكون اختراق محطات الطاقة النووية أو الأنظمة العسكرية أكثر خطورة من هذه الهجمات الأخيرة إلا أنها كبدت واشنطن الكثير من الخسائر، لكن يبدو أنها حسب متخصصين تتوسع لتشمل قطاعات بعيدة تعاني ضعفًا في الحماية، فالاعتداء على أي قطاع اقتصادي هو بمثابة ناقوس خطر لباقي القطاعات، وهو اعتداء على الاقتصاد الأمريكي برمته.

ربما يعجبك أيضا