برؤى عصرية.. انطلاق أولى اجتماعات مجلس التنسيق السعودي الكويتي

حسام السبكي

حسام السبكي

انطلاقًا من العلاقات التاريخية، والشراكة الثنائية الثابتة، ووفقًا لرؤى ثاقبة، نحو مستقبل أفضل، للشقيقين العربيين والخليجيين، تستلهم من المستقبل أحلام مشروعة وخطط قابلة للتحقيق، وتستنبط من الواقع آفاق اقتصادية وسياسية أرحب، وبتوجيهات مباشرة من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وشقيقه الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، تنطلق اليوم الأحد، فعاليات الاجتماع الأول، لمجلس التنسيق السعودي الكويتي.

ووفقًا لمصادر إعلامية وتحليلات سياسية، يأتي التفعيل الأول لـ المجلس السعودي الكويتي ، ترجمة للعلاقات الوطيدة التي تجمع البلدين والجارين الخليجيين والعربيين، وأملًا في المضي بها نحو التكامل، بغية تحقيق الرخاء والأمن والسعادة للشعبين الشقيقين.

الأهداف الأساسية

منذ أن وضعت اللبنة الأولى، لمشروع المجلس التنسيقي السعودي الكويتي ، في يوليو قبل 3 أعوام، فقد رسم هدفًا مباشرًا يعمل على تعميق واستدامة العلاقات بين البلدين بما يتسق مع أهداف مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالإضافة إلى تعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة، وإيجاد الحلول المبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية.

علاوة على ذلك، يعمل المركز على بناء منظومة تعليمية فعّالة ومتكاملة قائمة على نقاط القوة التي تتميز بها الدولتان، وتعزيز التعاون والتكامل بينهما في المجال السياسي والأمني والعسكري، إلى جانب ضمان التنفيذ الفعال لفرص التعاون والشراكة، وإبراز مكانة الدولتين في مجالات الاقتصاد والتنمية البشرية والتكامل السياسي والأمني العسكري في مختلف المجالات.

وكان للأساسات التي وضعها الآباء المؤسسون للبلدين، أكبر الأثر في تشكيل المنهج السياسي السعودي الكويتي، حيث تميزت العلاقات السعودية الكويتية بعمقها التاريخي الكبير الذي يعود إلى عام 1891م حينما حل الإمام عبدالرحمن الفيصل آل سعود، ونجله الملك عبدالعزيز آل سعود ضيفين على الكويت، قُبيل استعادة الملك عبدالعزيز الرياض عام 1902م، متجاوزة في مفاهيمها أبعاد العلاقات الدوليّة بين جارتين جمعتهما جغرافية المكان إلى مفهوم: الأخوة، وأواصر القربى، والمصير المشترك تجاه أي قضايا تعتري البلدين الشقيقين والمنطقة الخليجية على وجه العموم.

وأضفت العلاقات القوية -التي جمعت الإمام عبدالرحمن الفيصل، بأخيه الشيخ مبارك صباح الصباح الملقب بـ”مبارك الكبير”- المتانة والقوة على العلاقات السعودية الكويتية، خاصة بعد أن تم توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز آل سعود الذي واصل نهج والده في تعزيز علاقات الأخوة مع الكويت، وسعى الملك عبدالعزيز إلى تطوير هذه العلاقة سياسياً، واقتصاديًا، وثقافيًا، وجعلها تتميز بأنماط متعددة من التعاون، واستمر على هذا النهج أنجال الملك عبدالعزيز الملوك : سعود، خالد، فيصل، فهد، عبدالله حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الذي لم يأل جهدًا في الدفع بالعلاقات السعودية الكويتية إلى الأفضل في مختلف الميادين بالتعاون مع أخيه صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت.

طموحات كبيرة

وبشكل عملي، تطمح الرياض والكويت إلى رفع مستوى التبادل التجاري إلى مستوى أعلى، فالإحصائيات الرسمية تتحدث عن حجم التبادل التجاري بين الجانبين بلغ خلال عام 2019م حوالي 8,39 مليارات ريال، كما بلغت صادرات المملكة إلى دولة الكويت حوالي 7,83 مليارات ريال، والواردات حوالي 1,56 مليار ريال، حيت يعمل البلدين على تفعيل أعمال مجلس التنسيق السعودي الكويتي وذلك بعقد الاجتماع الأول خلال أقرب فرصة ممكنة.

وعن أوجه التعاون بين المملكة والكويت في ظل جائحة كورونا وجهودهما في مواجهتها، كان هناك تنسيق دائم ومباشر وبشكل مستمر بين وزراء الصحة في البلدين الشقيقين، وحرصًا من المملكة على استقرار الأسواق الكويتية قامت بمساندة شقيقتها دولة الكويت من خلال استثناء فتح منافذ المملكة البرية والبحرية لمرور شاحنات البضائع المتجهة إلى الكويت عبر أراضيها، واستمرار تصدير المنتجات السعودية إلى الأسواق الكويتية، وقد لاقى هذا القرار ترحيب وشكر مجلس الوزراء الكويتي لحكومة المملكة.

تجدر الإشارة إلى أن الكويت مع المملكة لتحقيق أهداف مبادرة ولي العهد “الشرق الأوسط الأخضر” ودعمها على المستوى الرسمي، حيث لاقت أصداء إيجابية على الصعيدين الرسمي والشعبي في دولة الكويت.

ربما يعجبك أيضا