قبيل قمة الناتو.. تعهدات أمريكية وتحذيرات أطلسية من تحالفات روسيا

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

قبل أيام من انعقاد قمة الناتو، انطلقت الوعود الأمريكية بحماية دول الحلفاء من أي هجمات أو تحديات مستقبلية، لتتزامن مع تحذيرات حلف شمال الأطلسي من تحالفات روسيا مع كلا من الصين وبروسيا في ظل التوتر القائم بين روسيا والناتو على خلفية الأزمة الأوكرانية وعدد من القضايا، التي قد تنعكس بدورها على القمة الروسية الأمريكية المرتقبة بعد قمة الناتو.

بايدن وحماية الحلفاء

 في خطوة استباقية، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه سيجدد التأكيد في قمة الناتو على التزام واشنطن الثابت بالمادة 5 من معاهدة شمال الأطلسي، التي تنص على رد جماعي على أي هجوم على أي دولة عضو بالحلف.

وفي مقال نشره بصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أضاف بايدن:”سألتقي برئيس المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي لمناقشة كيفية عمل الولايات المتحدة وأوروبا بتنسيق وثيق بشأن التحديات العالمية”.

وتابع قائلا: “نقف موحدين لمعالجة تحديات روسيا للأمن الأوروبي، بدءًا من العدوان في أوكرانيا، ولن يكون هناك شك في عزم الولايات المتحدة للدفاع عن القيم الديمقراطية التي لا يمكننا فصلها عن مصالحنا”.

تأتي تصريحات بايدن قبيل توجهه يوم الأربعاء القادم إلى أوروبا لحضور قمة لمجموعة الدول السبع وأخرى لحلف شمال الأطلسي كما سيجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جنيف في 16 من الشهر الجاري.

وتأتي القمة في ظل أكبر أزمة في  العلاقات الأمريكية الروسية  منذ سنوات، مع تصاعد التوتر بشأن قضايا عدة تشمل اتهامات بالقرصنة الإلكترونية والتدخل في الانتخابات إلى جانب ملف حقوق الإنسان في روسيا.

قمة «بوتين – بايدن»

وسط ترقب عالمي للقمة الأمريكية الروسية، تثار العديد من التساؤلات حول نتائجها في ظل الأزمة التي تشهدها العلاقات منذ سنوات والتي تفاقمت منذ تولي بايدن السلطة وتبنيه لهجة أكثر صرامة من سلفه دونالد ترامب ضد موسكو.

وتبادل المعسكران الاتهامات ووصل الخلاف إلى حد فرض سلسلة من العقوبات، لكن يبدو أن الإدارة الأمريكية تريد “علاقة مستقرة” و”لا ترغب في التصعيد” مع روسيا، وهو ما بادله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقبول الدعوة لعقد قمة ثنائية مع نظيره الأمريكي.

كان بايدن قد شدد في نقابة بـ”الواشنطن بوست” على أن واشنطن “لا تسعى إلى نزاع”، مشيراً إلى أن تمديده لمعاهدة “نيو ستارت” للحد من انتشار الأسلحة يعد بمثابة دليل على رغبته في خفض التوتر، وكتب: “نرغب بعلاقة مستقرة ويمكن التنبؤ بها بحيث يمكننا العمل مع روسيا على مسائل مثل الاستقرار الاستراتيجي وضبط الأسلحة”.

من جهته، صرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في حديثه للقناة الأولى الروسية، “إنني أتطلع إلى نتيجة إيجابية، وآمل أن تتم تهيئة الظروف من أجل اتخاذ مزيد من الخطوات لتطبيع العلاقات الروسية الأمريكية وحل القضايا التي تواجه بلدينا، ليس بلدينا فقط، بل المجتمع الدولي بأسره”.

وأوضح الرئيس بوتين”لا أتوقع أي انفراج في العلاقات الروسية الأمريكية، لا شيء يمكن أن يدهشنا جميعا بنتائجه، لكن حقيقة أننا سنلتقي وسنتحدث عن احتمال استعادة العلاقات الثنائية، سنتحدث عن القضايا التي تمثل بالنسبة لنا المصلحة المشتركة وهذا في حد ذاته ليس سيئا”.

 وبحسب شبكة “إيه بى سى نيوز” الأمريكية فإن إدارة بايدن دعت لأول مرة إلى القمة الشهر الماضي بعد أن انخرطت روسيا في سلسلة من أعمال المواجهة، حيث حشدت القوات مؤقتًا على الحدود الأوكرانية، واتهمت في عملية قرصنة سولارويندز، وظهرت تقارير تفيد منح موسكو مكافآت لاستهداف القوات الأمريكية في أفغانستان وتسميم وسجن زعيم المعارضة أليكسي نافالني.

 وقالت الشبكة إنه يُعتقد أيضًا أن روسيا تحمي المتسللين وراء هجوم إلكتروني في شهر مايو أدى إلى إغلاق خط أنابيب كولونيال ، الذي يوفر 45٪ من إمدادات البنزين إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

الناتو وروسيا.. توترات وتحديات

وعلى خلفية المواجهات الروسية الأخيرة، عبر حلف الناتو أو شمال الأطلسي عن مخاوفه من تنامي التعاون بين روسيا ودول أخرى، بما يهدد استقرار المنطقة الأوروبية ودول الاتحاد، مشيرًا إلى أن الحلف لا يتبع استراتيجية التصعيد مع موسكو.

وفي ذات السياق، قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، أن التعاون المتزايد بين روسيا والصين يمثل “تحديا خطيرا” لأوروبا، كما إن الأمر مقلق أيضًا فيما يخص التعاون بين روسيا وبيلاروسيا، خاصة وأن روسيا ساندت الأخيرة في أزمتها الأخيرة التي أثارت استياء العالم.

وعبر ستولتنبرج عن قلقه من التعاون العسكري بين القوتين الكبريان بعد أمريكا عسكريًا قائلًا: “تنفذ الدولتان مناورات مشتركة وتحليقات بعيدة المدى للطائرات القتالية وعمليات بحرية، وتتشاركان بشكل مكثف خبرتهما في مجال الأسلحة والرقابة على الإنترنت”.

وفيما يخص بيلاروسيا قال ستولتنبرج: إن أعضاء الحلف يشعرون بقلق بالغ بشأن التعاون بين روسيا وبيلاروسيا، وأنهم يتابعون ما يحدث في بيلاروسيا.

وشدد ستولتنبرج: “طبعا، نحن مستعدون إذا لزم الأمر لحماية كل حليف والدفاع عنه ضد أي تهديد صادر عن مينسك وموسكو، حيث أن الحلف يلتزم بـنهج مزدوج تجاه روسيا يتكون من الاحتواء والحوار.

وتأتي هذه التصريحات قبل أيام من عقد قمة الناتو التي ستعقد في مقر الحلف في بروكسل يوم 14 يونيو، والتي تتزامن مع التوترات القائمة بين روسيا وحلف الناتو في الآونة الأخيرة.

ومنذ سنوات والتصعيد بين أوروبا وروسيا يراوح مكانه بين شد وجذب إلا إن الأمور بينهما لم تصل إلى حد التصعيد الكامل.

كانت روسيا في السنوات الأخيرة قد أعربت مرارًا عن قلقها من نشاط غير مسبوق للناتو على طول حدودها الغربية وحشد قوات الحلف في أوروبا، الأمر الذي دفع موسكو للإعلان عن إنشاء نحو 20 وحدة عسكرية جديدة في المنطقة العسكرية الغربية.

مناورات وحشود عسكرية بين الناتو وروسيا ضاعف من مناورات الولايات المتحدة مع حلفائها لدعم الناتو، مقابل توجه وسعي موسكو لتعزيز تحالفاتها لاسيما مع الصين وبروسيا وغيرها من الدول لمواجهة أي احتمالات هجومية لدول الناتو، التي تطالب موسكو مرارًا بوقف عدوانها على أوكرانيا.

وتواجه أوكرانيا انفصاليين موالين لروسيا في شرق البلاد منذ العام 2014 عندما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم، واليوم وقبيل اجتماع لحلف الناتو تزداد المخاوف الأمريكية والأطلسية من قيام روسيا بحشد اكبر عدد لقواتها قرب الحدود الأوكرانية.

ربما يعجبك أيضا