الإمارات ودعم ليبيا.. جهد دؤوب من أجل السلام والبناء

محمود طلعت

محمود طلعت

بعزيمة صادقة وإصرار لا يلين، تمضي دولة الإمارات لدعم أشقائها العرب في مواجهة التحديات المختلفة، بما في ذلك الأشقاء في ليبيا، حيث تؤكد القيادة الإماراتية دومًا على موقفها الثابت والداعم للجهود المبذولة لتحقيق تطلعات الشعب الليبي نحو الاستقرار والتنمية والوحدة.

وفي كل مناسبة تُبدي الإمارات استعدادها التام لتقديم كافة أوجه الدعم للشعب الليبي الشقيق للتغلب على التحديات القائمة ومواصلة العمل مع الأطراف الإقليمية والدولية من أجل تعزيز أركان السلام والاستقرار وفق ما يتطلع إليه الليبيون.

موقـف ثــابت

ومع بدء مرحلة سياسية جديدة بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا نجد القيادة الإماراتية الحكيمة، تقف على الدوام في صف الشعب الليبي الشقيق، تدعم مساعيه لإنهاء النزاعات المسلحة وتسوية الخلافات سلميًا.

وهذا المبدأ الراسخ أكده بالأمس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لدى استقباله الدكتور محمد يونس المنفي رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا.

وبداية رحب الشيخ محمد بن زايد بالضيف الليبي وتمنى له التوفيق مع إخوانه في المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية، في قيادة بلادهم إلى بر الأمان.

كما نقل للمنفي تحيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وتمنياته لليبيا الشقيقة وشعبها، السلام والاستقرار.

علاقات التعاون

وعقد الجانبان جلسة مباحثات تناولت العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، إضافة إلى تطورات العملية السياسية في ليبيا والجهود المبذولة لدفعها إلى الأمام، فضلا عن عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك.

وأكد ولي عهد أبوظبي استعداد بلاده لتقديم جميع أوجه الدعم والتعاون للتغلب على التحديات القائمة، ومواصلة العمل مع الأطراف الإقليمية والدولية من أجل تعزيز أركان السلام والاستقرار وفق ما يتطلع إليه الشعب الليبي الشقيق.

من جهته وجه رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا، خالص الشكر إلى الشيخ محمد بن زايد، لمواقف دولة الإمارات الإيجابية في دعم ليبيا وشعبها، ومساندتها لها في المحافل الدولية.

كما عبر عن شكره وتقديره لحسن الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكداً عمق العلاقات بين الإمارات وليبيا والتطلع نحو مزيد من التعزيز والتطوير لهذه العلاقات خلال الفترة المقبلة لما فيه مصلحة البلدين وشعبيهما.

في سياق متصل استقبل الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، نجلاء المنقوش وزيرة خارجية ليبيا، حيث جرى بحث العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين وسبل تعزيزها.

كما استعرض الجانبان تطورات الأوضاع على الساحة الليبية وأهمية دعم حكومة الوحدة الوطنية خلال قيادتها المرحلة الانتقالية والتحضير للانتخابات المقررة في شهر ديسمبر 2021.

وأكد الشيخ عبدالله بن زايد خلال اللقاء أن دولة الإمارات تدعم كافة الجهود والمساعي المخلصة التي تقود إلى ليبيا آمنة مستقرة مزدهرة وتقف دائما إلى جانب الشعب الليبي الشقيق لتحقيق تطلعاته في الاستقرار والتنمية والرخاء.

وحدة ليبيا

منذ رحيل الحكم السابق في ليبيا، واضطراب الأوضاع، ونشوب الخلافات، كانت دولة الإمارات من أوائل الدول التي شدّدت على حرصها على وحدة ليبيا، وتحقيق الأمن والاستقرار على كامل أراضيها.

وأكدت الإمارات موقفها الثابت والداعم للمسار السياسي لحل الأزمة، وفقاً لمقررات الأمم المتحدة، ومخرجات مؤتمر برلين، ودعمها لجهود المجتمع الدولي للتوصل إلى حل سياسي، انطلاقاً من الإيمان العميق بأن أمن ليبيا واستقرارها، من ركائز الأمن العربي.

وكانت اللقاءات المتعددة بين المسؤولين في البلدين، على مدى السنوات الماضية، تؤكد هذا الموقف الذي يتّسق مع موقف المجتمع الدولي الداعم للمسار السياسي لحل الأزمة الليبية.

ويرى مراقبون أن ليبيا تتمتع بكل ما يجعلها دولة مستقرة وناجحة في الوقت نفسه، وعليها الاستفادة من الدعم العربي لها والالتزام بالمسار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة، ويؤيده المجتمع الدولي.

ويرتكز هذا المسار على التوافق الذي يحقق الاستقرار ويسمح بإجراء انتخابات رئاسية، تنهي المرحلة الانتقالية، فخيار التوافق هو السبيل الوحيد لتذليل الصعوبات التي تقف عائقاً أمام الفرقاء، ووضع البلاد في الاتجاه الصحيح نحو دولة المؤسسات التي تحقق الاستقرار والتنمية.

كما يؤكد خبراء أن دولة الإمارات تشكل ثقلًا مهمًا في الأزمة الليبية، معتبرين أن زيارة رئيس المجلس الرئاسي الليبي الأخيرة إلى الإمارات، هدفها الأساسي تعميق العلاقات بين البلدين، ومحاولة الحصول على الدعم اللازم خلال المرحلة المقبلة، لاسيما في ملف الانتخابات المقرر إجراؤها نهاية العام الجاري.

ولطالما كان للإمارات دور محوري في حل الأزمة الليبية، من منطلق إنساني خالص، يصب في مصلحة الاستقرار والسلام، ونشر كل مقوّمات العيش الكريم وبدء صفحة جديدة من أجل البناء والإنجاز.

ربما يعجبك أيضا