برغم التحذيرات والإجراءات.. تونس إلى الموجة الرابعة من الجائحة!

حسام السبكي
فيروس كورونا في تونس

حسام السبكي

برغم الإجراءات التي تتخذها السلطات التونسية، من أجل احتواء التفشي المتسارع لوباء فيروس كورونا في تونس ، والذي بلغ حصيلته الإجمالية، على صعيد الإصابات، حتى كتابة سطور التقرير التالي، 356750 حالة، بالإضافة إلى 13027 حالة وفاة، وفق ما أورده موقع “وورلد ميترز” العالمي، المختص في رصد آخر مستجدات “COVID-19″، والذي وضع البلد الشمال أفريقي، ضمن الـ100 دولة الأولى، تسجيلًا لأعلى معدل إصابات بالفيروس التاجي، وتحديدًا في المرتبة الـ55.

في السطور التالية، نرصد الإعلان الجديد و”المؤسف” عن دخول الدولة العربية الأولى إلى الموجة الرابعة من تفشي الوباء، وعن آخر مستجدات الوضع الوبائي، بالإضافة إلى مساعي السلطات للحيلولة دون دخول البلاد إلى الوضع الجديد.

وضع خطير

16117941290

قبيل ساعات قليلة، أعلن عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا في تونس الدكتور أمان الله المسعدي، دخول تونس في موجة رابعة من جائحة كورونا.

وقال المسعدي في تصريح لإذاعة “شمس أف أم” إن عدد المرضى المقيمين في المؤسسات الصحية، تراجع إلى أقل من 2000، لكنه ارتفع مجددا ليتجاوز 2200 مقيم، كما عبر خبراء الصحة في تونس عن توقعاتهم بحدوث موجة رابعة من فيروس كورونا المستجد، في نهاية شهر يونيو.

وحذر عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا وأستاذ الإنعاش الطبي أمان الله المسعدي، من أن توافد المواطنين بالخارج في فصل الصيف على البلاد يمكن أن يسهم في تفشي الفيروس أكثر، مرجحا أن يحمل الوافدون معهم سلالات أخرى للفيروس.

وأشار إلى أن الوضع الوبائي في البلاد ما زال خطيرا، وأن عدد ضحايا كورونا المقيمين في أقسام الإنعاش والعناية الفائقة مازال مرتفعا.

وحث طبيب الإنعاش المواطنين على التحلي بروح المسؤولية واتخاذ أقصى درجات التوقي من الفيروس.

وكانت مؤشرات الوضع الوبائي في تونس، وتحديدًا في أواخر مايو الماضي، تشير إلى فرضية حصول موجة رابعة حادة لانتشار فيروس كورونا في البلاد خلال منتصف شهر يونيو أو بداية شهر يوليو القادمين وفق تقديرات اللجنة العلمية لمجابهة الفيروس، بحسب ما أكده عضو اللجنة أمان الله المسعدي.

وقال المسعدي “إن المؤشرات العلمية المتعلقة بانتشار فيروس كورونا التي تخص استقرار عدد المرضى في المؤسسات الصحية والمرضى المتواجدين تحت أسرّة الإنعاش وتحت أجهز التنفس وكذلك نسبة التحاليل الإيجابية لا تبشر بالخير وتبين أن هناك مستوى عاليًا لارتفاع الفيروس خاصة مع اقتراب توافد تونسيين من الخارج خلال هذه الصائفة”.

وأضاف “موجة رابعة لانتشار الفيروس سحتصل في تونس وستكون أكثر خطورة من الموجات السابقة لأن انطلاقة انتشار الفيروس ستكون أقوى”.

كانت وزارة الصحة التونسية قد أكدت في وقت سابق أن السلالة الأكثر انتشارا في تونس هي السلالة البريطانية بينما أحصت حالات معدودة للإصابات بالسلالة الجنوب أفريقية لمواطنين وافدين من الخارج.

وتجدر الإشارة إلى أن تونس تعمل على التقدم نحو إرساء مناعة جماعية ضد فيروس كورونا بتطعيم 5 ملايين شخص بعد انتهاء فصل الصيف.

اقرأ أيضًا| كورونا فرنسا.. ذروة الموجة الثالثة على الأبواب وشبح الإغلاق الكامل يقترب

تحذيرات متواصلة

26981Image1

وعقب الإعلان رسميًا، عن دخول تونس الخضراء إلى الموجة الرابعة من كورونا ، قالت وزارة الصحة التونسية اليوم إن الوضع الوبائي لمرض فيروس كورونا المستجد “حرج وخطير جدا” في سبع محافظات من أصل 24 محافظة في البلاد.

ونقلت وكالة الأنباء التونسية، عن نصاف بن علية، الناطقة الرسمية باسم وزارة الصحة قولها إن “الوضع الوبائي في علاقة بمرض كورونا الجديد حرج وخطير جدا في سبع محافظات”.

​ولفتت المسؤولة إلى أن الوضع في محافظات، “القصرين والقيروان وسيدي بوزيد وباجة وسليانة والكاف وجندوبة”، حرج وخطير جدا، و”يتطلب اتخاذ إجراءات مشددة من أجل كسر المنحى التصاعدي للعدوى، مع دعوة كافة المواطنين إلى التحلي بالمسؤولية وتوخي الحذر واليقظة والإلتزام بالتدابير الوقائية والبروتوكولات الصحية، مع وجوب تكثيف حملات التلقيح”.

اقرأ أيضًا| مستجدات كورونا في الهند .. معاناة مستمرة ودعم دولي وقرارات عاجلة

إجراءات استباقية

20200324134701afpp afp 1q50ib.h

أما عن الإجراءات الحكومية، التي سعت السلطات لاتخاذها، من أجل منع أو على الأقل تأخير وصول البلاد إلى المرحلة الجديدة، فيوم الجمعة الماضية، قررت السلطات التونسية، تمديد قرار حظر التجوال الجزئي إلى 27 يونيو الجاري، إضافة لمواصلة العمل بالقرارات التي اتخذتها سابقا للتصدي لجائحة كورونا.

وأعلنت الناطقة الرسمية باسم الحكومة، حسناء بن سليمان، في مؤتمر صحفي، إنه تقرر “تمديد العمل بنظام حظر التجوال الجزئي إلى غاية 27 يونيو من العاشرة مساء إلى الخامسة صباحا“.

وأضافت “كما قررنا مواصلة العمل بجملة الإجراءات التي أقرت سابقا لمكافحة انتشار فيروس كورونا”.

في سياق آخر، قال مصدر من رئاسة الحكومة التونسية، أمس الإثنين، إن مهمة الحصول على إمدادات أكبر من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا ضمن مبادرة “كوفاكس”، ستكون على رأس جدول أعمال الوفد الحكومي الذي سيؤدي زيارة إلى سويسرا اليوم الثلاثاء.

وقال المصدر وفقًا لـ”وكالة الأنباء الألمانية”، إن الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة هشام المشيشي ستضع في صدارة أولوياتها السعي لتسريع الحصول على أعداد أكبر من حصتها من اللقاحات ضمن مبادرة “كوفاكس” التي تقودها منظمة الصحة العالمية من أجل مساعدة الدول الفقيرة على مجابهة وباء كورونا.

tunisie 9

وتواجه تونس نقصا حادا في اللقاحات رغم بدء حملة التطعيم منذ 13 مارس الماضي ولم تتوصل حتى، السبت الماضي، من تطعيم سوى مليون، و126 ألف شخص بالجرعة الأولى من بينهم 337 الفا و814 تلقوا الجرعة الثانية.

وتأمل الحكومة  في تطعيم نصف سكان البلاد حتى نهاية العام الجاري أي 5.5 مليون شخص لكن نقص الإمدادات وبطء الحملة قد يجعل هذا الهدف صعب التحقيق.

اقرأ أيضًا| من الصين وروسيا إلى فنزويلا.. لقاحات كورونا «سلعة» لتحقيق مكتسبات سياسية واقتصادية

ربما يعجبك أيضا