الهجرة تلقي بنائبة بايدن في مرمى الانتقادات

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

في أول رحلة خارجية لها كنائبة للرئيس، زارت كامالا هاريس غواتيمالا الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى، ووجهت رسالة إلى كل شخص يفكر في الذهاب إلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، قائلة : “لا تأت”.

في مؤتمر صحفي مع رئيس غواتيمالا، أليخاندرو جياماتي، تحدثت عضو مجلس الشيوخ السابق عن ولاية كاليفورنيا عن التحقيق في الفساد والإتجار بالبشر في أمريكا الوسطى ووصفت المستقبل الذي يمكن أن يجد فيه الغواتيماليون أنفسهم بأن “الأمل في الوطن”، لكنها كانت لديها أيضًا رسالة واضحة مفادها أن المهاجرين الغواتيماليين غير المسجلين لن يجدوا العزاء على الحدود الأمريكية في ظل إدارة بايدن.

وقالت: “أريد أن أكون واضحة للناس في المنطقة الذين يفكرون في القيام بهذه الرحلة الخطيرة إلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك”. “لا تأتي. لا تأتي”.

وواجهت هاريس أيضًا خلال زيارتها للمكسيك، أسئلة حول سبب عدم زيارتها للحدود الأمريكية المكسيكية خلال الرحلة، ففي أبريل الماضي، وصل أكثر من 178000 مهاجر إلى الحدود – وهو أكبر عدد وصل خلال شهر واحد منذ عقدين.

لا حل فوريا لأسباب الهجرة

اعتبرت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا، أن معالجة الأسباب الجذرية للهجرة ستأخذ وقتا ووعدت بزيارة الحدود الأمريكية المكسيكية للاطلاع بنفسها على الوضع بشكل مباشر.

واعتبرت هاريس التي تجري أول زيارة خارجية لها بصفتها نائبة للرئيس جو بايدن، أنه من المهم إعطاء الناس في دول أمريكا الوسطى التي ترزح تحت أعمال العنف، أملا بمستقبل أفضل.

وقالت “معظم الناس لا يريدون مغادرة ديارهم، وعندما يفعلون ذلك يكون لسببين: إما لتجنب الأذى أو لأن البقاء في الديار يعني أنه ليس بإمكانهم تلبية حاجاتهم الضرورية للاستمرار ورعاية عائلاتهم”.

أضافت “نعلم أننا إذا أعطيناهم شعورا بالأمل بأن المساعدة قادمة، فسيتبعون خيارهم الأول، وهو البقاء في الديار”.

ورأت أن ذلك لن يتحقق بين ليلة وضحاها، وشددت على أن “مسألة الأسباب الجذرية لن تُحل في زيارة واحدة من يومين”.

في وقت سابق عقدت هاريس محادثات وصفتها ب”الصريحة” والمثمرة مع الرئيس المكسيكي أندريس-مانويل لوبيز أوبرادور تناولت قضايا من بينها الأمن والهجرة وتهريب المخدرات.

وحضرا مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين بلديهما حول التعاون في مجالات المساعدة والتنمية في أمريكا الوسطى، ومنها برامج تمكين الشباب.

خيبة أمل

انتقدت ممثلة نيويورك التقدمية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، نائبة الرئيس كامالا هاريس، لقولها إن المهاجرين غير الشرعيين من غواتيمالا يجب ألا يأتوا إلى الولايات المتحدة، ووصفت تصريحاتها بـ”مخيبة للآمال”.

وقالت عضوة الكونجرس، وهي صوت مؤثر في اليسار الديمقراطي منذ فوزها المفاجئ في الانتخابات التمهيدية لعام 2018 والمعروفة باسم AOC على موقع تويتر: “أولاً، طلب اللجوء على أي حدود أمريكية هو وسيلة قانونية 100٪ للوصول، ثانيًا، أمضت الولايات المتحدة عقودًا في المساهمة في تغيير النظام وزعزعة الاستقرار في أمريكا اللاتينية، لا يمكننا المساعدة في إشعال النار في منزل شخص ما ثم نلومه على الفرار”.

من جهتها حثت جماعات حقوق الإنسان، إدارة بايدن على الاعتراف بحق الشعب الغواتيمالي في طلب الحماية، تقول راشيل شميدتك، المدافعة عن أمريكا اللاتينية في منظمة اللاجئين الدولية غير الربحية: “نواصل حث إدارة بايدن على بناء سياسات تدرك أن العديد من الغواتيماليين سيحتاجون إلى طلب الحماية حتى تتم معالجة الدوافع الطويلة للنزوح القسري وإعادة تنظيمها، كما إنها رسالة إلى الشعب الغواتيمالي لتعكس التزام أمريكا بالحق في طلب الحماية دوليًا”.

غرد مشروع الدفاع عن طالبي اللجوء، وهو منظمة غير ربحية تعمل مع طالبي اللجوء، قائلة: “كمالا هاريس، طلب اللجوء قانوني، كما أن إعادة طالبي اللجوء أمرًا غير قانوني وخطير، وفي كثير من الأحيان يعيدهم إلى وفاتهم، طلب اللجوء هو حق بموجب القانون الأمريكي والقانون الدولي”.

على الرغم من تحرك جو بايدن للتراجع عن قيود عهد ترامب على الحدود، بما في ذلك إجراء تغييرات على عملية اللجوء، أكد خطاب هاريس على استمرار الموقف المتمثل في إعادة المهاجرين غير الشرعيين.

لطالما تأثرت أمريكا الوسطى بالفقر والعنف، وسط دورات راسخة من عدم الاستقرار السياسي الناجم جزئيًا عن النخب الإجرامية، كما أن الولايات المتحدة كثيراً ما ساعدت الأنظمة القمعية، وعلى الرغم من سلسلة المخاطر التي يواجهها المهاجرون عند السفر شمالًا، غالبًا ما تكون الرحلة أكثر أمانًا من البقاء في المنزل.

يقول جيف فو، مؤسس معهد السياسة الاقتصادية، في مقابلة مع يو إس إيه توداي: “الناس يغادرون لأن الحكومات الفاسدة المدعومة من الولايات المتحدة تسامحت وشجعت نمو هذه المنظمات الإجرامية”.

في أبريل، وصل أكثر من 178000 مهاجر إلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وهو أعلى رقم إجمالي في شهر واحد منذ عقدين، وفقًا لشبكة “سي إن إن”.

ربما يعجبك أيضا