قبيل الانتهاء من مفاوضات فيينا.. تتعزز أهمية الحوار السعودي الإيراني

يوسف بنده

رؤية

ذكرت ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأمريكي، الأربعاء 9 يونيو/حزيران، أن مفاوضات فيينا بين إيران والقوى العالمية بشأن العودة للالتزام الكامل بالاتفاق النووي الموقع في 2015، ستستأنف مطلع الأسبوع المقبل.

وحسب تقرير وكالة رويترز، اعتبرت “شيرمان” أن انتخابات الرئاسة الإيرانية المقرر أن تجرى في 18 يونيو/حزيران تُعقد المحادثات؛ بسبب ضيق الوقت.

وأشارت إلى أن الكثير من التقدم تحقق في المحادثات، إلا أنه لن يتسنى معرفة إمكانية التوصل إلى اتفاق قبل الانتهاء من التفاصيل الأخيرة.

ويبدو أن هناك استعدادًا إقليميًا وخليجيًا لاحتمال التوصل إلى اتفاق مبدئي أو نهائي بين واشنطن وطهران قبل رحيل حكومة الرئيس الحالي، حسن روحاني.

تحرك سعودي

كشفت وكالة رويترز أن السعودية والإمارات قررتا التحرك بدلاً من انتظار نتائج محادثات فيينا ودخلتا في حوار استكشافي مع إيران لاحتواء التوترات، وتأتي هذه التحركات في ظل القلق من تحركات إدارة بايدن التي لم تأبه بمطلب البلدين بالإنضمام لمحادثات فيينا.

وحسب تقرير رويترز، تتواصل السعودية والإمارات مع إيران لاحتواء التوتر وإحياء الاتفاق النووي، وتضغطان لتأخذ المحادثات المستقبلية مخاوفهما الأمنية في الاعتبار.

وحسب الوكالة فإن مسؤولين خليجيين مارسوا ضغوطا للانضمام إلى محادثات فيينا، لكن هذا المطلب قوبل بالرفض.

ونقلت الوكالة عن مصدرين مطلعين، قولهما إنه بدلا من انتظار نتيجة محادثات فيينا، قبلت الرياض مبادرات عراقية، في أبريل/نيسان الماضي، لاستضافة محادثات بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين.

وقال مصدر إقليمي ثالث لـ”رويترز” أن الأولوية الآن بالنسبة لدول الخليج هي التركيز على اقتصاداتها بعد “كوفيد-19″، لكن الضمانات الأمنية جزء مهم من هذا التعافي.

وأضاف المصدر: “أي اتفاق أفضل من عدم وجود اتفاق، ولكن كيف يمكنك إقناع العالم، والمستثمرين، بأن هذا الاتفاق حقيقي يمكنه أن يصمد أمام اختبار الزمن”.

ضمانات إيرانية للسعودية

قبل أقل من 10 أيام على الانتخابات الرئاسية الإيرانية، التي تشير جميع الأدلة حتى الساعة، إلى أنها ستعيد، بالفوز المتوقع لإبراهيم رئيسي، الأصوليين المتشددين إلى السلطة بعد 8 سنوات صعبة من عهد الرئيس الوسطي المعتدل حسن روحاني المتحالف مع الإصلاحيين، نصلت صحيفة الجريدة الكوينية، من مصدر رفيع المستوى، أن طهران سترد على طلب الرياض تقديم ضمانات حول جديتها في التفاوض لحل الخلافات مع جيرانها وعدم تأثر أي اتفاق يتم التوصل إليه بين البلدين بنتائج الانتخابات وتغيُّر الحكومة الإيرانية.

وكشف المصدر، وهو مقرب من قائد «فيلق القدس» اللواء إسماعيل قآني المكلف بالعمل الخارجي للحرس الثوري الإيراني، أن الأخير سافر إلى العاصمة العراقية بغداد في مهمة مزدوجة، إذ تتعلق من جانب بلقاء محتمل مع موفد سعودي لإبلاغه رداً إيرانياً على المطالب السعودية، وترتبط من جانب آخر بتعزيز التهدئة بين رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي والفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران بعد إطلاق سراح القيادي في «الحشد الشعبي» قاسم مصلح.

وبحسب المصدر، كان هناك انتقادات سعودية بشأن تسريب الإيرانيين معلومات عن حوار بغداد، وأنه رغم إجراء أربع جولات إيجابية منه بين الطرفين، طلب السعوديون عبر السفير الإيراني في العراق إيرج مسجدي ضمانات جديدة تظهر من جهة جدية بلاده، ومن أخرى التزامها بنتائج المحادثات مهما كانت نتيجة الانتخابات الرئاسية، وبالتالي ضرورة أن يكون هناك ضمانات من المرشد الأعلى علي خامنئي نفسه.

وكشف المصدر أن الجولة الأولى من الحوار جرت بين اللواء قآني ورئيس الاستخبارات السعودية الفريق خالد الحميدان والجولات الثلاث الأخرى كانت بين سفيري إيران والسعودية لدى العراق.

واتهم المصدر الحكومة الإيرانية و«خارجيتها» بتسريب المعلومات عن اللقاء الأول الذي جرى من دون إشراكها، مضيفاً أنه تم تفويض متابعة المفاوضات إلى السفير مسجدي، وهو من كبار قادة «فيلق القدس» أيضاً، ليصبح الحوار شكلياً تحت إشراف وزارة الخارجية.

وقال إن السعوديين أُبلغوا بأن قآني ذاهب إلى بغداد حاملاً رسالة شفهية تتضمن رد طهران على الضمانات التي طلبتها الرياض، وانتظارها إرسال السعوديين موفداً من جانبهم لتسلم الرسالة.

ولم يطلع المصدر على فحوى الرسالة غير أنه أكد أنها، بحسب تصوراته، تجيب على الضمانات التي طلبها السعوديون عن جدية إيران، بما في ذلك الملف اليمني والمفاوضات التي اكتسبت زخماً في الأيام الماضية.

ربما يعجبك أيضا