ميثاق أطلسي.. أولى ثمار رحلة بايدن الأوروبية

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

بعد نحو 5 أشهر على توليه سدة الرئاسة الأمريكية، يصل الرئيس جو بايدن إلى بريطانيا، المحطة الأولى في جولة أوروبية، يعتزم خلالها إظهار متانة التحالف مع أوروبا، في ضوء قمة مرتقبة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وأعلنت الحكومة البريطانية أن جونسون وبايدن سيوقعان خلال لقائهما الأول ميثاقا أطلسيا جديدا، يأخذ في الاعتبار خطر الهجمات الإلكترونية والاحتباس الحراري.

ميثاق أطلسي

أعلنت رئاسة الحكومة البريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الأمريكي جو بايدن سيوقعان خلال لقائهما الأول الخميس “ميثاقا أطلسيا” جديدا يأخذ في الاعتبار خطر الهجمات الإلكترونية والاحتباس الحراري وتداعيات جائحة كورونا.

وسيشكل اللقاء بين الحليفين في كورنويل حيث ستعقد قمة مجموعة السبع من الجمعة إلى الأحد، بداية جولة أوروبية مكثفة لجو بايدن.

وقالت رئاسة الحكومة البريطانية في بيان إن “ميثاق الأطلسي” الجديد وضع وفق صيغة “الميثاق” الذي وقعه رئيس الحكومة الأسبق وينستون تشرشل والرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت.

وينص هذا الميثاق الجديد حسب الحكومة البريطانية على أنه “إذا تغير العالم منذ 1941، فإن القيم تبقى هي نفسها” في الدفاع عن الديموقراطية والأمن الجماعي والتجارة الدولية.

وقال البيان إن الوثيقة “ستعترف بتحديات أحدث مثل الحاجة إلى معالجة التهديد الذي تمثله الهجمات الإلكترونية والعمل بشكل عاجل لمكافحة تغيّر المناخ وحماية التنوع الحيوي، وبالتأكيد لمساعدة العالم على وضع حد لوباء كوفيد-19 والتعافي منه”.

وأضاف أن بايدن وجونسون سيناقشان استئناف السفر بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة بعد الوباء وكذلك إبرام اتفاق مستقبلي يسمح بتعاون أفضل في قطاع التكنولوجيا.

ملف إيرلندا الشمالية

وما زالت مسألة إيرلندا الشمالية تثير توترا بين الجانبين. فقد شعر البيت الأبيض بالاستياء من محاولات لندن التراجع عن التزاماتها التجارية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، محذرا من أن هذا قد يعرض للخطر نجاح اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، تطمح إليها لندن. ولم يشر بيان رئاسة الحكومة البريطانية إلى هذه المحادثات التجارية، ما يشير إلى أنه لا يتوقع تقدما حول هذه النقطة.

لكن رغم حرصه على تأكيد قوة الشراكة القديمة، ذكرت تقارير أن بايدن أمر دبلوماسيين أمريكيين بتوبيخ جونسون على إدارته لبريكسيت وتداعيته على عملية السلام في إيرلندا الشمالية.

وذكرت صحيفة تايمز أن أرفع دبلوماسي أمريكي في بريطانيا يايل ليمبرت، قال لوزير بريكسيت لورد فروست إن الحكومة البريطانية “تؤجج التوترات في إيرلندا وأوروبا بمعارضتها لإجراءات التفتيش في موانئ في الإقليم”.

 وتم الاتفاق على عمليات تفتيش للبضائع المتجهة إلى إيرلندا الشمالية والقادمة من بريطانيا العظمى في إطار اتفاقية بريكسيت، لكن ذلك أثار استياء بين الوحدويين الذين يقولون إنها تغير موقعهم داخل المملكة المتحدة الأوسع.

وعلقت لندن إجراءات التفتيش في وقت سابق هذا العام بسبب تهديدات طالت موظفي المرفأ. كما نُسبت لهذا البروتوكول المسؤولية في أسوأ أعمال عنف يشهدها الإقليم الخاضع للإدارة البريطانية، في سنوات.

وانهارت محادثات حل الخلاف الحدودي من دون اتفاق، وهدد الاتحاد الأوروبي المملكة المتحدة بإجراءات انتقامية إذا رفضت تطبيق الترتيبات التجارية لما بعد بريكسيت، في إيرلندا الشمالية.

من جانبها قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن ستشجع الطرفين على “إعطاء أولوية للاستقرار الاقتصادي والسياسية في إيرلندا الشمالية، والتفاوض ضمن الآليات القائمة عند بروز تلك الخلافات”.

لقاء بوتين

وتنتهي جولة الرئيس الأمريكي في جنيف حيث يلتقي بوتين الأربعاء. وتؤذن خطوة بايدن في عودة إلى الدبلوماسية الأمريكية التقليدية، بعد أربع سنوات تقرّب خلالها سلفه دونالد ترامب من مستبدين ورفض نهج التعددية.

 والتوقعات للقمة مع بوتين منخفضة لدرجة أن مجرد جعل العلاقات الأمريكية الروسية “أكثر استقرارا” سيُعتبر نجاحا، بحسب مسؤولين.

ويرى البيت الأبيض تمديد معاهدة الأسلحة النووية نيو ستارت، في شباط/فبراير الماضي مثالا على المكان الذي يمكن العمل منه. ويحتاج بايدن أيضا للكرملين لتحقيق تقدم مع إيران القريبة من روسيا. غير أن قائمة الخلافات أكبر بكثير.

فبايدن يحمل روسيا المسؤولية في الهجوم الإلكتروني الكبير الذي استهدف سولارويندز، والتدخل في الانتخابات، وأخيرا إيواء مجرمين ضالعين في هجمات ببرامج فدية استهدفت أنبوب الوقود الحيوي كولونيال بايبلاين، والفرع الأمريكي للشركة البرازيلية العملاقة في مجال تعبئة اللحوم جي بي إس. وسيثير بايدن مع بوتين مسألة التوتر العسكري على الحدود الأوكرانية وسجن المعارض أليكسي نافالني ودعمه للزعيم البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو.

ربما يعجبك أيضا